بمشاركة الرئيس الأسد.. بدء الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة
بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد، انعقدت اليوم أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في مدينة جدة السعودية.
أكد رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن خلال افتتاح أعمال الدورة الحالية، والذي كانت بلاده ترأس القمة العربية السابقة أن شعار القمة الـ 31 التي استضافتها الجزائر “لم الشمل” تجسد باستعادة سورية الشقيقة مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلت، وأرحب عالياً بعودة سورية إلى مقعدها بين أشقائها، مع توجيه الشكر إلى كل الدول العربية الشقيقة التي ساندت مسعى الجزائر، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقال بن عبد الرحمن: العالم يمر بحالة استقطاب متزايد ويقف أمام تحديات جديدة متمثلة خاصة في الأمن الغذائي والطاقوي، ولهذا نجدد الدعوة لتعبئة الطاقات التمويلية العربية ولا سيما صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة لمساعدة الدول الأعضاء التي هي بأمس الحاجة لهذه المساعدات لتمكينها من تجاوز هذه الظروف الدولية العصيبة، مشدداً على ضرورة تعزيز التضامن العربي ليكون للعرب دور فاعل في التوازنات الدولية الجديدة، ولنا من القدرات والإمكانيات ما يمكننا من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا.
وأشار رئيس الوزراء الجزائري إلى أن الشعب الفلسطيني الشقيق يتعرض يومياً لممارسات إجرامية من قبل الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى توسيع عمليات الاستيطان الممنهج وسط صمت دولي رهيب وعجز تام عن ضمان الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني ومقدساته، مجدداً مطالبة الجزائر للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني ليس فقط لوضع حد لتعنت الاحتلال ورفضه الالتزام بالقرارات الدولية، وإنما لاتخاذ إجراءات كفيلة بوضع حد لسياسة الاستيطان التي تمارسها سلطات الاحتلال ووقف جميع جرائمه.
وأعرب بن عبد الرحمن عن إدانة الجزائر للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وتضامنها الكامل والدائم مع الشعب الفلسطيني ودعوتها المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المتكررة والممنهجة وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من استرجاع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي ختام كلمته أعلن بن عبد الرحمن تسليم رئاسة الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
وقال ولي العهد السعودي في كلمة نيابة عن جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: يسرنا اليوم حضور فخامة الرئيس بشار الأسد لهذه القمة وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، ونأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية وعودة الأمور إلى طبيعتها واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي بما يحقق الخير لشعبها وبما يدعم تطلعنا جميعاً نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان: نؤكد لدول الجوار وللأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت هي قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتي على رأس أولويات سياسة المملكة الخارجية التي لم تتوان أو تتأخر في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لاسترجاع أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
ولفت إلى أن المملكة تكرس جهودها لدعم القضايا العربية كما تعمل على مساعدة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، وفيما يخص السودان تأمل المملكة أن تكون لغة الحوار هي الأساس للحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبه ومقدراته، معرباً عن ترحيب السعودية بتوقيع طرفي النزاع على إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني وأملها في التركيز خلال المحادثات على وقف فعال لإطلاق النار.
وقال ولي العهد السعودي: إن وطننا العربي يملك من المقومات الحضارية والثقافية والموارد البشرية والطبيعية ما يؤهله لتبوؤ مكانة متقدمة وقيادية وتحقيق نهضة شاملة لدولنا وشعوبنا في جميع المجالات.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته: المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد المراحل خطورة في التاريخ المعاصر، فهو زمن استقطاب وتنافس بين القوى الكبرى على حساب القوى الصغرى، وليس أمام الدول العربية سوى أن تتمسك بالمصالح العربية معياراً أساسياً بالعلاقات الدولية.
وأضاف أبو الغيط: أدعو لأن تكون قمة جدة لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان، وحل الأزمات التي تشهدها الدول العربية.
وتابع أبو الغيط: أرحب بالرئيس بشار الأسد في القمة وبعودة سورية إلى الجامعة العربية، وثمة فرصة لا يجب تفويتها لمعالجة الأزمة فيها سياسياً.
وقال أبو الغيط: ممارسات الاحتلال العدوانية في فلسطين لا بد أن تواجه بتصد حازم من المجتمع الدولي.
وقال الملك الأردني عبد الله الثاني في كلمته: إن منظومة العمل العربي المشترك بحاجة دوماً إلى التطوير والتجديد، وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية في العمل على تعزيز التعاون وخاصة الاقتصادي بين دولنا لمواجهة التحديات.
وأضاف الملك عبد الله الثاني: إن القضية الفلسطينية محور اهتمامنا وندعم حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من حزيران عام 1967.
وتابع الملك عبد الله الثاني: نرحب اليوم بعودة سورية إلى الجامعة العربية كخطوة مهمة نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة، ونؤكد على أهمية تعزيز المسار السياسي والجهود العربية لحل الأزمة ومعالجة تداعياتها.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته: مرت منطقتنا خلال السنوات الأخيرة بظروف استثنائية قاسية هددت على نحو غير مسبوق أمن وسلامة شعوبنا العربية الأمر الذي يستلزم تعزيز التعاون العربي لمواجهة هذه التحديات.
وأضاف السيسي: عودة سورية إلى جامعة الدول العربية تعد بمثابة تفعيل العمل للدور العربي وبدء مسيرة عربية لحل الأزمة فيها.
وتابع السيسي: الاعتماد على الجهود العربية المشتركة والتكامل فيما بيننا لصياغة الحلول أصبح واجباً علينا.
وقال ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة: نجدد العزم على مواصلة العمل العربي المشترك بروح التضامن الجماعي المخلص بما يضمن تحقيق الاستقرار والرخاء لشعوبنا، مضيفاً: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى بيت العرب الكبير.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته: نرحب بسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية أخاً عزيزاً بين أهله وإخوانه.
وأضاف الرئيس عباس: مأساة الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة منذ النكبة عام 1948، فالاحتلال يواصل جرائمه وتوسيع عمليات الاستيطان، ونطالب المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال على جرائمه وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في كلمته: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك.
وأضاف الرئيس الموريتاني: ندين الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ونؤكد دعمنا له في حقه بإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وتابع الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد.
وقال الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمته: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة.
وأضاف الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها.
وتابع الرئيس سعيد: التحديات التي نواجهها كبيرة، ونحن نشترك في نفس الإرادة من أجل رفعها، وأولى هذه التحديات هي الحفاظ على دولنا لأن هناك من يعمل على إسقاطها حتى تغيب المؤسسات وتعم الفوضى.
قال رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله في كلمته: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص.
وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في كلمته: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية
وقال ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في كلمته: نرحب بعودة سورية إلى الجامعة العربية ونأمل أن تكون منطلقاً لإنهاء الأزمة فيها، ونؤكد موقفنا الثابت بضرورة العمل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري.
وأضاف ولي العهد الكويتي: نرفض أي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية ونؤكد موقفنا بضرورة الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
بدوره قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في كلمته: أرحب بعودة سورية إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية وهي خطوة دعمناها منذ البداية.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في كلمته: نثمن عودة الشقيقة سورية إلى القيام بدورها كاملاً في جامعة الدول العربية.
وقال نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد في كلمته: نرحب باستئناف مشاركة الجمهورية العربية السورية الشقيقة الفاعلة في أعمال الجامعة العربية ونعرب عن ارتياحنا لمشاركة فخامة الرئيس بشار الأسد في القمة مع اليقين التام أن سورية ستستعيد مكانها كمنارة عربية.
وأضاف نائب رئيس الوزراء العماني: الحفاظ على الجامعة العربية وتطويرها سيعزز تنمية التعاون بين دولنا بما فيه مصلحة شعوبها.
وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يوسف المنفي في كلمته: ضرورة تنفيذ خارطة طريق لحل الأزمة في ليبيا عبر الحوار وإنهاء الانقسام بما يحافظ على مؤسسات الدولة.
وقال المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج علي في كلمته: نرحب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، والسودان ظل يدعو لعودة سورية إلى بيت العرب وحرص على استمرار علاقته الدبلوماسية معها.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية إلى المشاركين في القمة العربية المنعقدة في جدة: روسيا تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية والشراكة البناءة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك في إطار الحوار مع جامعة الدول العربية، من أجل الاستجابة للتهديدات والتحديات التي تواجه الإنسانية الحديثة بشكل فعال.
وأضاف الرئيس بوتين: نحن عازمون على مواصلة دعم الجهود الجماعية من أجل الحل السلمي للقضايا الإقليمية الحادة، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن وليبيا وسورية، مع الاحترام الثابت لسيادة الدول وأحكام القانون الدولي القائمة.
واختتمت أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وتم اعتماد قراراتها.
وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود استقبل الرئيس الأسد وقادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة خلال وصولهم إلى قاعة الاجتماع.
كما اجتمع الرؤساء والملوك والقادة العرب لالتقاط الصورة الجماعية قبل انعقاد اجتماع القمة العربية.