طرق لوقف الإفراط في التفكير
تبدأ مقاومة الإفراط بالتفكير من خلال معرفة طبيعة تدفق الأفكار وتفاعلها مع المشاعر، والأسباب التي تجعل أحدنا يستطيع السيطرة على تدفق أفكاره فيما لا يستطيع آخر التوقف عن التفكير في كل شيء بشكل قهري، وعندما كان التفكير الزائد في كل شيء سبباً وجيهاً للقلق والأرق والإجهاد النفسي وعرقلة الإنتاجية والتقدم؛ فإن علاج التفكير الزائد واتقان استراتيجيات السيطرة على التفكير المفرط يعتبر أولوية لا غنى عنها للذين يعانون من التفكير المفرط.
طرق وقف الإفراط في التفكير
حدّد سبب الإفراط في التفكير: الخطوة الأولى أن تحاول اكتشاف السبب الذي يمنعك من السيطرة على تدفق الأفكار في عقلك، فالتفكير المفرط يرتبط بالعديد من الأسباب المزمنة والطارئة، منها مثلاً اضطرابات النوم التي تمنحك الوقت والظرف الأفضل لاجترار الأفكار، ومنها أيضاً مشاكل احترام الذات.
حدّد نوعية الأفكار المتكررة وعالجها: قد تتمحور جميع أفكارك حول نظرة الآخرين إليك أو نظرتك لنفسك، وقد تكون النقطة المركزية التي تدور حولها أفكارك هي الخوف من المستقبل أو القلق من الماضي، عندما تستطيع تحديد المحور الذي تدور حوله أفكارك المتدافعة ستكون الخطوة المهمة هي علاج هذه النقطة بالتحديد والتركيز عليها بشكل مباشر دون تبطينها بالأفكار والتخيلات.
ضع الأفكار في إطارها الزمني الصحيح: عندما تدخل بحالة الإفراط في التفكير بادر فوراً لتحديد الزمن الذي تتعلق به أفكارك، هل هي أمور يجب أن تفعلها غداً أم بعد خمس سنوات؟ هل تتعلق أفكارك بالماضي الذي لا يمكن تغييره؟ أم تتعلق بالمستقبل القريب؟ الهدف من ذلك هو بناء ترتيب للأفكار حسب أولويتها الزمنية، عندما تناقش نفسك حول جدوى التفكير بما سيحصل بعد خمس سنوات ستجد أن عقلك يساعدك على التخلص من تدفق الأفكار.
حدد وقتاً للتفكير: بناءً على الخطوة السابقة يمكنك تحديد وقت للتفكير اعتماداً على أهمية الفكرة وأولويتها، فالقرارات الصغيرة القريبة يمكن أن تمنحها 30 ثانية، والقرارات الأكبر والأبعد يمكن أن تمنحها 30 دقيقة، وكلّما كنت صارماً بالتقيّد بمخطط التفكير كلّما اعتاد عقلك على الالتزام به أيضاً.
سيطر على التفكير الزائد عند النوم: إذا كنت تعاني من اضطرابات وصعوبات عند الذهاب للنوم لا بد أن تعالجها لأنها سبب رئيسي للتفكير المفرط، كما يجب أن تنهي جلسة التفكير المقيّدة زمنياً في أي وقت باستثناء وقت النوم.
تعرّف إلى نفسك أكثر: ابدأ بتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف بشخصيتك، وابدأ بمحاولة اكتشاف نفسك من جديد، ولا تتردد بطلب المساعدة من مدرب أو معالج نفسي يساعدك على اكتشاف نفسك.
فكّر فيما هو قابل للتغيير فقط: في كل مرة تدخل في حالة من التفكير المفرط اسأل نفسك عن قدرتك على تغيير الواقع، وإن كانت أفكارك في حدود سيطرتك، هذا السؤال سينبّهك إلى الهدف من التفكير، وستشعر أن التفكير في أمر خارج عن سيطرتك أو غير قابل للتغيير هو مجرد مضيعة للوقت.
استبدل التفكير بالكتابة: خصّص دفتراً لكتابة أفكارك بشكل روتيني ويومي، وخلال فترة قصيرة من الكتابة اليومية ستجد أن طبيعة أفكارك بدأت تتغير وتصبح منظمة أكثر.
استبدل التفكير بهواية مفضلة: إذا كنت لديك هواية مفضلة فالوقت الأنسب لاستدعائها هو وقت التفكير المفرط، وإن لم تمتلك هواية عليك أن تبحث عن هواية تساعدك على مواجهة التفكير.
انتبه إلى كل ما تتعرض له على مدار اليوم: الإفراط في التفكير يرتبط بكل ما تتعامل معه خلال يومك من أشخاص وأشياء ومعلومات وتجارب، لذلك يجب أن تنتبه إلى الأشخاص المؤثرين في حياتك وطبيعة تأثيرهم عليك، نوعية الأفلام التي تشاهدها والكتب التي تقرؤها… إدخال بعض التعديلات على روتين يومك.
قم بتحقيق إنجازات صغيرة يومياً: حدّد مجموعة من الإنجازات الصغيرة التي يجب أن تقوم بها يومياً، ربما قراءة 100 صفحة في اليوم، أو تقديم المساعدة لشخص واحد كل يوم مهما كانت هذه المساعدة، والهدف من ذلك هو تعزيز المشاعر الإيجابية لديك.
تمسك بالحاضر واللحظة الراهنة: التعوّد على التفكير بالحاضر يساعد في السيطرة على التفكير الزائد بالماضي والمستقبل، وعلى الرغم من إدراكنا جميعاً أنّنا نعيش في الحاضر؛ إلّا أن تبني فكرة “هنا والآن” يحتاج إلى بعض الجهد الواعي، كرّر هذه الجملة عندما تشعر أنّك استغرقت بنوبة من التفكير المفرط.
تعلَّم تقنيات التفكير الإيجابي: عندما تمتلك القدرة على استدعاء الأفكار الإيجابية وطرد الأفكار السلبية لن تجد مشكلة بوقت التفكير.
تعلم تقنيات التفكير الناقد: التفكير المفرط يركّز على جانب واحد، أو على احتمالات تتعلق بجانب واحد من الفكرة، وتعمل مهارات التفكير الناقد على تحليل الفكرة بشكل مختلف، كل ما عليك فعله أن تجبر نفسك على النظر إلى جوانب أخرى من الفكرة.
غيّر بعض المفاهيم: ليس من السهل تغيير الأفكار والمفاهيم، لكن المفاهيم الراسخة هي المصدر الأساسي للأفكار، إذا كان الإفراط بالتفكير يتمحور حول قيمتك الذاتية، يجب أن تكتسب معرفة علمية بمفاهيم احترام الذات وكيفية تشكُّل الصورة الذاتية والعمل على إصلاحها.
تمارين وقف الإفراط في التفكير
التأمل: نحاول من خلال تمارين التأمل أن نتعرّف إلى جوانب محدّدة من ذواتنا عبر اختبار الوعي اليقظ بالذات، وعندما كان الأساس في التأمل التركيز على نقطة معينة، فإن التأمل يساعد في تمرين العقل على التفكير المنظّم.
تمارين التنفس: جميع تمارين التنفس مفيدة في السيطرة على الإفراط في التفكير، سواء تمارين التنفس المرتبطة بالتأمل، أو تمارين التنفس ما قبل النوم، أو حتى مجرد التركيز على الشهيق والزفير.
أنشئ روابط عقلية: تعتمد تمارين الروابط العقلية على إيجاد علاقة بين التفكير ومنبه خارجي، يعمل ذلك على تنبيهنا إلى لحظة الانزلاق بالتفكير المفرط، عندما تربط التفكير بسماع مقطع موسيقي بمدة زمنية محددة، ستكون نهاية هذا المقطع إشعاراً لك بنهاية وقت التفكير، ومع الممارسة تصبح الروابط العقلية أكثر قوة وفاعلية.
تمرين الاختصار: من المشاكل الأساسية في التفكير المفرط تداعي الأفكار ووجود الكثير من الأفكار الجانبية والحشو، ويعمل تمرين الاختزال على تحديد الفكرة بشكل محدَّد ومختصر.
تنبيه الحواس: خذ حماماً بارداً، أو اعمل على تنشيط حواسك بالرقص حيث يشغل الرقص حيزاً كبيراً من الاستجابة الحسيّة، وربما تجرب أيضاً استنشاق عطر معيّن ينبّه حاسة الشم ويساعدك على الاسترخاء من جهة أخرى.
الإلهاء: على الرغم أن تمارين تشتيت الانتباه والإلهاء من الطرق الشائعة للسيطرة على الإفراط في التفكير، إلّا أنه لا ينصح بالمبالغة بتمارين الإلهاء، والأفضل أن تكون تمارين الإلهاء بعيدة عن الهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، وأفضل وسائل الإلهاء؛ ممارسة الرياضة، أو قضاء الوقت مع الآخرين.
التفكير المضاد: تمرين التفكير المضاد من الألعاب الفكرية الممتعة، حيث يتحول عقلك إلى طاولة بينج بونج، بمجرد أن تخطر ببالك الفكرة قم بدفع الفكرة المضادة، مع الوقت ستساعدك هذه التنقية على تنظيم أفكارك بشكل أفضل.
المصدر: مواقع متخصصة