الرفيق الأمين العام المساعد في مؤتمر فرع السويداء.. المحافظة “ذات المعدن الأصيل وأهلها خير من لبّى النداء”
السويداء – رفعت الديك
بحضور الرفيق المهندس هلال الهلال، الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، ووسط أجواء من النقاش والنقد البناء، عقد اليوم فرع السويداء للحزب مؤتمره السنوي.
الرفيق هلال، وفي مستهلّ حديثه، نقل محبة وتحيّات السيد الرئيس بشار الأسد، الأمين العام للحزب، إلى الرفاق أعضاء المؤتمر، ومنهم إلى الأهل في محافظة “السويداء ذات المعدن الأصيل الطيب الذي يظهر في المحن والصعاب، وأهلها خير من لبّى النداء، فكانت منها أول قافلة مساعدات خرجت لمساعدة أهلهم المنكوبين إثر الزلزال في المحافظات الأخرى”.
وقدم الرفيق الهلال عرضاً لآخر التطورات السياسية، مؤكّداً أن حضور سورية في القمّة العربية ما كان ليحصل لولا صمودها وصلابتها وصبر شعبها وقوة جيشها الباسل، وهذا ما ساهم في عودة الدول العربية والأجنبية إلى سورية، مشيراً إلى أن ما يتحقّق اليوم من إنجازاتٍ سياسية سينعكس مستقبلاً وبشكل إيجابي على الواقع الاقتصادي.
وأبدى الرفيق الهلال بعض الملاحظات على تقرير قيادة الفرع، موضحاً أنه غاب عن التقرير ما تم تنفيذه من مقترحات المؤتمر السابق، وأسباب عدم التنفيذ، مؤكداً أن كل مؤتمر يجب أن تكون له طروح مختلفة عن سابقه، ويكون له عنوانٌ خاص تسخّر له كل الجهود. ووجّه بعدم دمج العمل اليومي الروتيني في التقرير السنوي، والتركيز على حالات الإبداع والمبادرة.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن عملية التثبيت وإعادة الارتباط أُوقفت باستثناء بعض الحالات التي تتم دراستها عبر القيادات المتسلسلة. وبالمقابل، لن يتم قبول أشخاص غابوا عن الحزب لأكتر من عشر سنوات، وجاؤوا اليوم لتحقيق بعض المكاسب، لافتاً إلى أن “من لم يثبّت يجب أن يُفصل، والقيادات التي لا تنفّذ ستُحاسب”، كما طالب القيادات المتسلسلة بتحمّل مسؤولياتها في عمليات متابعة الجهاز الحزبي، ومحاسبة المقصّرين.
وأشار الأمين العام المساعد إلى مسألة النسب المرتفعة في النجاح خلال اختبارات العضوية العاملة، مؤكداً أن “هذا يشكّل حالة خلل ستنعكس مستقبلاً على أداء الجهاز الحزبي، وهذا ينطبق على عمليات الانتخاب وما يسودها من أمراض اجتماعية تجب معالجتها من خلال الارتقاء بالفعالية الحزبية الفكرية الخلاقة بشكل يساعدنا على الاختيار السليم في الفرق الحزبية.. وهو ما يفرض علينا تعزيز ثقافة الانتخاب”.
وتحدّث الرفيق الهلال عن أهمية الفرقة الحزبية وأهمية التركيز على اختيار قيادات الحزب وعدم تحويل العملية إلى “محسوبيات أو وظيفة.. فعندما تتحوّل المهمّة الحزبية إلى وظيفة فهذا مقتل للبعض”.
وحول الاجتماع الحزبي، توقّف الرفيق الهلال عند النسب المقدّمة في التقرير، لافتاً إلى أنها غير دقيقة لأن هناك إحجاماً كبيراً عن حضوره، وهذا ما نتحمّل مسؤوليته، وبالتالي يجب أن نحوّل الاجتماع إلى نقطة جذب عبر طرح موضوعات تلامس هموم المواطنين والسعي لحلّها.
وشدد الهلال على الدور الاجتماعي للحزب والبرنامج التنفيذي لتحقيق هذا الدور، كما تحدّث عن العمل المكثّف في الجانب الفكري، مشيراً إلى وجود أربع مستويات في دورات الإعداد الحزبية بوجود خيرة المدرّبين المختصين، مؤكداً أهمية الاستثمار في جيل الشباب في اتباع مثل هذه الدورات وزجّهم في العمل الحزبي بعيداً عن المخاوف من خبرتهم التي تجعل بعض القيادات تهمّشهم.
الرفيق مهدي دخل الله، عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، بيّن أهمية تطوير آليات النهوض بالخطاب، والعمل على المنطلقات الفكرية والقواعد التنظيمية التي يجب أن ينطلق منها الحزب بالداخل، لتواكب التطوّر الحاصل بالعالم وأدوات تواصله، مؤكداً أن المؤتمرات الحزبية محطات مهمّة تُستعرض فيها جميع الجوانب بشفافية وروح ديمقراطية، هدفها التقييم الموضوعي والمسؤول للعمل الحزبي بغية الإشارة إلى السلبيات وتلافيها وتعزيز الإيجابيات وتعميقها.
ولفت إلى أن سورية الآن تقطف ثمرة صمودها وثباتها على مبادئها رغم كثرة النوائب والحرب الإرهابية التي شُنّت عليها من الغرب وأذنابه.
من جهته، بيّن الرفيق ياسر الشوفي، عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب التربية والطلائع والتنظيم، أن “ما ينقصنا هو الالتزام وليس الانتماء، وهذا يتطلّب العمل بالأسس التنظيمية المعتمدة، وبالتالي من غير المقبول القول إن “الغياب عن الاجتماع الحزبي سببه الظروف الاقتصادية وهذه حجج غير مبرّرة”.
وكشف الرفيق الشوفي وجود نحو مليون ومئتي ألف رفيق ورفيقة في سجلاتنا الحزبية، مبيّناً أن المشكلة ليست في العدد بل في الالتزام.
ولفت الرفيق الشوفي إلى أنه تم افتتاح عددٍ من المعاهد المختصة لتعويض واستدراك النقص في المدرسين، مؤكداً أن المتفوقين دراسياً هم في المدارس الحكومية، وليس في المدارس الخاصة رغم ما تعانيه مدارسنا من صعوبات.
الرفيقان أمين الفرع فوزات شقير، ومحافظ السويداء المهندس بسام ممدوح بارسيك، أجابا عن بعض التساؤلات حول مواضيع تتعلق بالاستقالات والإجازات بلا أجر، كما تحدّثا عن الواقع المائي في المحافظة، حيث يوجد ٣٠٠ بئر مياه نصفها خارج الخدمة ومنها غاطساتها المعطلة، لافتين إلى أنه تم التواصل مع المنظمات الدولية وإبرام عقود لصيانة الآبار وعقود لتأمين غواطس ومولّدات لبعض آبار المياه، وهناك لجنة شكّلت لمراقبة عمل المولّدات.
ونوه المحافظ بوجود تجمّعات سكانية في مناطق تعدّ الأعلى في منطقة “الشرافة الأوسط” وهذا يتطلّب تزويدها بكميات إضافية من المازوت وهناك مطالب بزيادة الكميات العام القادم.
مداخلات الحضور توزّعت في محاور أساسية أهمها الواقع الاقتصادي والخدمي، وأشارت إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أبناء المجتمع خلق حالة من الترهّل والبعد عن الحزب مطالبين بأهمية خلق حالة حوارية تنهض بواقع العمل الحزبي، وهذا يتطلب استقرار القيادات القاعدية ودعمها مادياً وتأمين مستلزمات العمل، وتثبيت العاملين والمشكلات التي يعاني منها القطاع الإنتاجي وخاصةً تحديث خطوط الإنتاج.
وطالب المشاركون بضرورة حل مشكلة المياه بشكل جذري، وتحسين الوضع المعيشي، ومكافحة الفساد الإداري والمالي، وانسجام قرارات الحكومة مع توجيهات ومبادئ الحزب.