خشونة كاريس بشار، في “كلام نواعم”
لولا أن جاءت الممثلة السورية كاريس بشار، على ذكر رأيها، في مسلسل “النار بالنار”، لمرّ لقائها دون أن يستوقف أحدا، ولبقي كلامها، “كلام نواعم” حقا، يدور في عالم “الستايل” كما يليق به.
فبعد أن انتهت حرب التصريحات التي دارت بين كل من كاتب العمل، وبين مخرجه، والتي حدثت وتحدث وستحدث، بين الكاتب والمخرج في الدراما عموما، حتى أنها في السينما، كانت سببا لصعود اتجاه سينمائي كامل “سينما المؤلف” وهو من أصل مسرحي، وبعيدا عن أي تقييم نقدي للعمل، الذي كتبه رامي كوسا، وهو من الأسماء المهمة والحاضرة في الدراما المحلية والمشتركة، وأخرجه محمد عبد العزيز، المخرج صاحب الخطاب الدرامي التجديدي، وصاحب مشروع درامي أيضا.
بعد هذا وبعيدا عن ذاك، لا بد من القول بأن ما فعلته الفنانة كاريس بشار، بدخولها كطرف مؤثر على خط التصريحات الساخنة، الذي كان دائرا بين كوسا وعبد العزيز، هو حدث غير طبيعي، ولا يمت للمهنية وأخلاق المهنة بصلة!
فعدا عن كون أخلاق المهنة تترفع عن “النميمة”، فإن حضورها كممثلة، لا يعطيها أي حق للتدخل في “شأن إبداعي” بحت، لا ناقة لها فيه ولا جمل!
هذا الشأن خاضع من جهة الكاتب لمعطيات وظروف، هو يعرفها ويدرك أبعادها فعليا، لذا فهو الأقدر على توصيفها، ومن جهة المخرج، هو أيضا خاضع لتجربته ورؤيته الفنية، بالإضافة إلى خياراته التقنية، وهو صاحب رأي حاسم فيها، أما من جهتها كممثلة لشخصية في العمل، فلا يمكن أن يكون لرأيها الفني أي مصداقية تقنيا، إلا إن كانت قرأت السيناريو كله، وعرفت التغييرات التي طالت الشخصيات الأخرى، والأحداث الأخرى، ثم وجدت أن الأمور كانت أفضل بالنسبة للعمل، قبل التغييرات التي جرت.
وحتى لو هذا حصل، فهذا لا يعطيها أي حق في التدخل، بشأن لا يخصها بتاتا، وإن كانت التغييرات التي أجراها المخرج، قد ألحقت الضرر بشخصيتها، فكان الأولى بها أن تعترض حينها، أو تنسحب، أما أن تتابع العمل، وتقبض منه، ثم وبعد مدة على نهايته، هدأت خلالها جبهة التصريحات، تعود لتولعها في إطلالة إعلامية، هنا أو هناك، وبانحياز “لا مهني” وبلا أي وجه حق، نظرا إلى طبيعة دورها في بنية العمل الدرامي، والذي لا يخولها ذلك، هذا بغض النظر عن صوابية رأيها أو عدمها، وبغض النظر أيضا عن أي تقييم نقدي للعمل، كما أسلفنا.
تمّام بركات