الرفيق الهلال في مؤتمر فرع دمشق: ما نحتاجه اليوم هو العمل الحزبي التطويري الإبداعي
دمشق – بسام عمار – رامي سلوم
بحضور الرفاق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، وحسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، وعمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي، والرفاق الوزراء، عقد فرع دمشق للحزب مؤتمره السنوي اليوم في مكتبة الأسد، وذلك تحت شعار “سيظل البعث انتماءنا وفكرنا وعقيدتنا ومرجعيتنا”،
وأكّدت مداخلات الرفاق المؤتمرين ضرورة منح بطاقة تعريفية للرفاق المثبتة عضويتهم، وإعادة تسمية اللجان في الشعب ورفع قيمة الاشتراكات الشهرية، ودعم الفرق بمستلزمات العمل وتفعيل مركز المعلومات والتوثيق القومي لأهميته في الحفظ والأرشفة، وإحداث متحف خاص بالحزب، وسدّ النقص بالكادر التدريسي وزيادة التعويضات ومنح طبيعة العمل للإداريين، وتعزيز الأنشطة الطليعية وتفعيل الرياضة المدرسية وتحسين الواقع المعيشي الصعب من خلال زيادة الرواتب والأجور، ومعالجة مشكلات التأمين الصحي، ودعم الصناعة الوطنية، والحدّ من توسيع المخططات التنظيمية على حساب الأراضي الزراعية، وتبسيط الإجراءات الإدارية والفنية الخاصة بإقامة المشاريع الاقتصادية، ودعم القطاع العام والتوسع بحاضنات الأعمال لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ودعت المداخلات إلى تحسين الواقع الخدمي والاهتمام بقضايا الشباب والحدّ من هجرة الكفاءات والحفاظ على الخبرات الوطنية، وسدّ النقص باليد العاملة وتفعيل النظام الداخلي المعدل للمعاهد ورفع أجور ساعات التدريس فيها، وإسناد المناصب الإدارية والحزبية لهم، وأتمتة عمل هيئات مكاتب الشهداء في الفروع.
وفي مستهل حديثه، نقل الرفيق الهلال لأعضاء المؤتمر تحيّات ومحبّة الرفيق الأمين العام للحزب بشار الأسد وتمنياته الطيبة لهم بالنجاح، مشيراً إلى أن هناك خصوصية لمؤتمر فرع دمشق لأنه يحمل اسم دمشق التي انتصرت بحربها وحافظت على سيادتها الوطنية وحرية قرارها من جهة، وما يعنيه ذلك لصنّاع القرار العالمي، ولما يضمّه الفرع من كوادر وخبرات مميزة هي رافد حقيقي للعملين الحزبي والإداري، لافتاً إلى أن المداخلات التي قدّمت دلّت على الحس البعثي الأصيل والغيرية الوطنية والخبرة بالعمل، مشيراً إلى أن القيادة تستفيد من أي طرح مفيد لأننا اليوم بحاجة إلى عمل حزبي تطويري، وإلى أن يكون هناك إبداع فيه، مشيداً بالإعداد الجيد للتقرير المقدم، وداعياً إلى ضرورة أن يتضمّن ما تم تنفيذه من مقترحات وعدم ذكر النشاط اليومي، مبيّناً أن وجود الرفاق الوزراء يعطي قيمة مضافة للمؤتمر لجهة معالجة المشكلات ووضع الرفاق بالصورة الحقيقية لعمل وزاراتهم.
وأضاف: يجب الاهتمام بالجانب التنظيمي لأن قوة الحزب مستمدّة منه، وبالتالي يجب إيلاؤه كل الاهتمام، وخلال الفترة الماضية كان هناك ضعف فيه عملت القيادة على تجاوزه من خلال القرارات التنظيمية المختلفة التي عزّزت العمل، وتم فيها تأكيد دور الفرقة وضرورة اختيار قيادة لها تملك الكفاءة والحضور الاجتماعي وتأمين مستلزمات العمل لها، وفي الوقت ذاته تطوير الاجتماع الحزبي بالشكل الذي يتناسب مع خصوصية الفرقة، وأن تكون محاضر الاجتماعات حقيقية ودون أي تجميل للواقع، مبيّناً أن تناول الموضوعات الخدمية والمعيشية خلال مؤتمرات الشعب الهدف منه التأكيد أن هموم الرفاق والمواطنين على سلّم أولويات القيادة، وداعياً إلى الاهتمام بموضوع التنسيب النوعي وتطبيق النظام الداخلي بحق الرفاق المنقطعين عن مؤسساتهم.
وتطرّق الرفيق الهلال إلى أهمية الجانب الفكري الذي توليه القيادة كل الاهتمام، منوّهاً إلى أنه تم الانتهاء من تعديل المنطلقات الفكرية مع الحفاظ على الثوابت فيها، وهي رؤية فكرية جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية، مبيّناً أنه تم إصدار 173 نشرة تناولت مختلف الأحداث وموقف الحزب منها، إضافة إلى إقامة العشرات من دورات الإعداد المركزية.
المهندس عرنوس: المؤتمرات مهمّة لرفد العمل الحكومي بالمقترحات
من جانبه، أكّد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أن المؤتمرات مهمّة وترفد العمل الحكومي بمقترحات وتقيّم عمل الوزارات، وأن الحكومة تعمل باستمرار على توفير المتطلبات المعيشية وتحسين الظروف الحالية، داعياً إلى عدم استعجال النتائج الاقتصادية الناتجة عن الأجواء السياسية الإيجابية التي ستصبّ في النهاية في مصلحة المواطنين.
ولفت عرنوس إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية مع العديد من الدول لتأمين مستلزمات الإنتاج الأساسية، مؤكداً حرص الحكومة على دعم المواطنين، واستمرار عملية الدعم في جميع المجالات الحياتية، ومنها الخبز، والصحة، والدعم الزراعي، إضافة إلى تأكيد مجانية التعليم، وتحسين جودة التعليم الحكومي.
وأشار عرنوس إلى أن الحكومة سترصد اعتماداتٍ كبيرة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في موازنة العام المقبل، لتحسين واقع الشرائح الأقل حظاً، وتمكين الوزارة من تقديم الرعاية والدعم اللازم لها.
وبيّن عرنوس أن أية زيادة على أسعار المواد المدعومة لا تتجاوز نسباً قليلة للغاية من التكاليف، تضمن استمرار عملية الدعم، وأن القمح والمحروقات يستنزفان الجزء الأكبر من موازنة الدولة ومواردها، ولأول مرة سيكون هناك ملحق للموازنة سيُعرض على مجلس الشعب.
أما بالنسبة لهيكلة الوظائف الحكومية، والقرارات الجديدة الخاصة بتحديد المسارات الوظيفية، فهي بحاجة إلى وقت لتظهير نتائجها الإيجابية، لافتاً إلى أهمية تغيير طريقة التفكير في الوظيفة الحكومية، وخصوصاً من ناحية العمل الإداري، والمديرين، وتطوير سلوك العمل بحيث يكون الموظفون من أصحاب الكفاءات قادرين على تحقيق نتائج إيجابية في أي مكان.
وبيّن أن النظرة المنتشرة حالياً هي أن المدير يبقى في منصبه حتى يتقاعد أو يترفّع، أو يخسر منصبه أمر سيّئ، وهو ما يجب تغييره في ذهنية العمل، وبالتالي انتقال المدير إلى العمل وتركه المهمّة الإدارية ليس له علاقة بمستوى أدائه الفعلي، مع إتاحة الفرصة للكوادر لاستلام مناصب وإضافة خبرتها وتجربتها، لافتاً إلى أن القرار في بدايته سبّب انزعاج بعض المفاصل والإدارات، غير أن واقع العمل الإيجابي سيساهم في تغيير النظرة السلبية له.
وتابع عرنوس: إن موضوع التطوير الإداري لا يقف عند تحديد المسار الوظيفي للمديرين والعاملين، بل إلى دمج المؤسسات المتشابهة، لتعزيز فعاليتها بإدارة موحّدة رشيقة، ودمج إمكاناتها، وذلك بالنسبة للمؤسسات التي تتشابه أعمالها بنسبة تزيد على 60%.
الرفيق السباعي ذكر أن الواقع الاقتصادي بكل تفاصيله تمّت مناقشته خلال مؤتمرات الشعب، والمكتب درس المقترحات التي قدّمت فيها وسيتم العمل على الاستفادة منها ومعالجتها مع الجهات المعنية.
الرفيقة أميمة سعيد عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي قدّمت بعض الملاحظات التنظيمية وأشادت بالتقرير المقدّم وشموليته لجوانب العمل.
أمين الفرع الرفيق حسام السمان أكّد أن الفرع يتابع واقع العمل الحزبي في المحافظة بكل تفاصيله وتمّت معالجة الكثير من الصعوبات التي تواجه العمل، مشيراً إلى أن المداخلات التي قدّمت بمؤتمرات الشعب تمّت دراستها والاستفادة منها ومخاطبة الجهات المعنية بها لإيجاد الحلول لها، وما تم طرحه اليوم ستتم متابعته.
بدوره، قدّم الرفيق محافظ دمشق، المهندس طارق كريشاتي، عرضاً عن المشاريع الخدمية التي يتم تنفيذها والتي ستخلق نقلة نوعية لجهة الخدمات وتسريع العمل وتطوير الناحية الجمالية بالمحافظة، مبيّناً أن كل ما يُطرح في المؤتمرات الحزبية يتم العمل على معالجته.
وفي معرض ردّ الرفاق الوزراء على المداخلات المقدّمة، أوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم أن “المؤسسة السورية للتجارة” تعمل بكل طاقاتها وإمكاناتها للتدخل الإيجابي في الأسواق، وأن تكون أسعارها تنافسية ومقصداً للمواطنين، وطرحت أكبر تشكيلة سلعية ممكنة من الإنتاج الزراعي والصناعي المحلي وسوّقت المنتجات بشكل مباشر من المنتج، نافياً أن تكون صالاتها مستثمرة، ومؤكداً أن الوزارة منفتحة على أي مقترح تطويري.
وبيّن وزير التربية الدكتور دارم طباع أن القطاع التربوي يلقى كل الدعم والعون ومستلزمات العملية التعليمية كبيرة جداً ومؤمّنة، مشيراً إلى أهمية مدارس التعليم الافتراضي البالغ عددها عشرين مدرسة، وهدفها تعليم الأبناء في الخارج اللغة العربية، منوهاً إلى أهمية المرسومين 38 و25 الخاصين بالتعليم التقني.
وأوضح وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب أن واقع قطاع الاتصالات مستقر وهناك جهود تبذل لتطويره والمراكز الهاتفية في دمشق تعمل جميعها، ويتم تزويدها بالبوابات وفق خطة خاصة بذلك.
ولفت وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل أنه خلال الفترة القادمة سيتم وضع أهم ثلاثة مشاريع كهربائية، وهي محطة دير علي والرستين وحلب الحرارية، وسيتحسّن واقع المنظومة، وأن قيمة الأضرار التي خلّفها الزلزال وصلت إلى 34 مليار ليرة وتم الانتهاء من صيانة ما تم تدميره خلاله.
وأكّدت وزيرة التنمية الإدارية سلام السفاف أن مشروع الإصلاح الإداري يسير وفق ما هو مخطط له ونتائجه ستظهر خلال الفترات القادمة، وتم تجاوز العقبات التي واجهته، وهيكلة الوزارات تتم وفق خصوصيتها والهدف التخفيف من المديريات وإضافة مديريات جديدة يتطلبها العمل.
من جهته، ذكر وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن الوزارة تولي المناطق الحرفية والصناعية كل الدعم وعددها اليوم 167 منطقة تحتوي 74 ألف مقسم، وهدفها دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المجالين، وأن الوزارة تعمل على تمكين الوحدات الإدارية وتطوير عملها وهناك فريق خاص بذلك.
وأشار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر خليل، إلى أن هناك دراسة شاملة لموضوع القروض وفتح سقوفها بحيث تكون أكثر من 500 مليون ليرة، وأن تمنح وفق مراحل تنفيذ، لافتاً إلى الدور المهم لصندوق المعونة الاجتماعية مستقبلاً.