سيدةٌ قادرةٌ ومتمكنة
بلال ديب
قد يكون افتتاح مركز طبي، في بلد ما غير سورية، وفي وقت لا حرباً مدمرة فيه، حدثاً عادياً، ومرور عام أو عامان عليه واحتفاءه بنجاح عملياته وعلاجاته سيكون أمراً روتينياً.
لكن ما حدث أمس، في دار الأوبرا بدمشق كان ملحمةً إنسانية تستحق الوقوف مطولاً عند مروياتها، فبدل الخروج من الحرب بانهزام نفسي وفشل طبي وتراجع في السوية العلمية والعلاجية، أضاء مركز (حياة) نجما ساطعاً في ليل أخطر الأمراض وأصعبها، فإحياء ٢٣ طفلاً في عامين ممن كان محكوماً عليهم بالموت بالسرطان عبر عمليات زراعة الخلايا الجذعية مشهد يشعل النفوس بالأمل ويثبت حقيقة أن العمل الجاد والمخلص والبيئة المحفزة والداعمة تثمر عطاء لا يقاس بالمال، واللافت أن كافة العائلات التي استعادت حياة أطفالها لم تكن تملك لا المال ولاالقدرة على استعادة أو إنقاذ حياة أطفالهم لولا احتضانهم في المركز الوطني للخلايا الجذعية.
وككل إنجاز هام لا بد من مُنجز، ولا بد من داعم وملهم كما هو حال السيدة أسماء الأسد الاسم الذي يردده أطفال سورية المعذبون بالمرض العضال وهم يستعدون لاستئناف حياتهم بفضل من الله والسيدة القادرة المتمكنة التي أسست ورعت ودعمت ومكنت السوريين من نسيان الموت بهذا المرض الموصوف بالخبيث، وأراحتهم من اليأس حين يكون من بين أولادهم مريض سرطان.
المشروع الوطني للتحكم بالسرطان على مدار أعوام قليلة مرت بات مجهزاً بالعدة والعتاد والجنود المعلومون من كوادر طبية وتمريضية وفنية محملين بالأمل بمستقبل أرحب وتطوير متواصل وبتفوق محلي وعالمي في مكافحة الموت بهذا المرض.
وسورية التي تستعد لمرحلة التعافي من كل الآلام التي أثقلت كواهل أبناءها ترسل للعالم رسائل السلام، وتفتح أبوابها العتيقة أمام كل محب للانسانية وأطفالها يعزفون سينفونيات خُطت لتنشر البهجة بجوقة الفرح التي أطربت جموع الفرحين أمس بميلاد الحياة الثاني.