علي حسين سليمان: بطلنا في الحساب الذهني
طفولته التي تعرف خلالها، على القسوة ب”أنقى” أشكالها، شاء أن كان لها، مزايا تخفف من حدتها، فالطفل علي حسين سليمان، الذي وجد نفسه دون أم وهو “قطعة لحم” كما يقال، صار ميالا إلى التركيز على العمليات الحسابية باكرا، وصارت علاقته مع الأرقام، أبعد من حالتها المجردة، بعد أن حولها إلى لغة من رموز ذهنية معقدة، تحتاج إلى بذل جهد كبير في التركيز، هذه اللغة إن صح الوصف، يقيمها علي ابن التاسعة، بينه وبين عوالم الأرقام والعمليات الحسابية، أو ما يعرف ب: “الحساب الذهني”.
عام 2021، حاز علي على المرتبة الأولى محليا، في بطولة اقامتها مؤسسة “علمني” للحساب الذهني، وفي العام الذي تلاه، حقق المرتبة الثانية بطولة تايوان العالمية 2022 بمشاركه 32 دولة عربيه واجنبيه، وهذا الصيف، حاز المرتبة الأولى، في بطولة “كوانتم” في دبي بمشاركه 16 دولة عربية وأجنبية مستوى “3” لعمر 11 عاماً.
الهبة الربانية التي أنعمت على علي، بما يسليه، لم يكن لها لتكبر وترى النور، لولا الجهد المخلص والصادق والكبير، الذي منحه والده له، فالرجل الذي لم ينتكس لفشل زواجه، وجه كل عنايته لولده، في محاولة منه للقيام بدور الأب والأم معا، ورغم أنه لا يزال شابا، إلا أنه لم يفكر في الزواج مرة أخرى، مؤمنا بأن الله قد أعطاه رزقه من الأبناء، وعليه السعي إلى آخر يوم في حياته، ليصون أمانة الأبوة.
تمّام بركات