بين مربي راضٍ وفلاح متخوف.. الموافقة على استيراد الشعير العلفي!!

أثرت الحرب التي شُنت على سورية على إنتاج المحاصيل الزراعية فيها بشكل عام، وعلى محصول الشعير بشكل خاص، حيث بلغت المساحات المزروعة بمحصول الشعير 1114 ألف هكتار، منها 449 ألف هكتار في المناطق الآمنة بإجمالي إنتاج بلغ حوالي 111 ألف طن من أصل 178 ألف طن إنتاج كلي.

ضرورات

وبسبب عدم كفاية الإنتاج المحلي، بعد انتهاء موسم تسويق مادة الشعير داخلياً، وبهدف تأمين حاجة البلد من الشعير لصالح قطاع الثروة الحيوانية، جاءت موافقة رئاسة مجلس الوزراء على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة السماح لجميع المستوردين باستيراد مادة الشعير العلفي، وفق الاشتراطات الفنية المعتمدة لدى مديريات الإنتاج الحيواني ووقاية النبات في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.

ضعف الإنتاج

الواقع يؤكد تواضع الإنتاج المحلي من مادة  الشعير العلفي، نظراً للظروف الجوية المضطربة التي شهدتها البلاد هذا العام،  لاسيما أن معظم زراعة الشعير بعلية وتعتمد على الأمطار، وهذا القرار جاء تلبية لمطالب مربي الثروة الحيوانية من جهة، ولإغلاق الفجوة الواسعة بين المتاح وحجم الطلب في السوق المحلية على مادة الشعير العلفي، التي تدخل بعلائق الأبقار والأغنام والماعز والإبل والجواميس من جهة أخرى، وذلك بحسب الخبير في الإنتاج الحيواني والنباتي ومستشار اتحاد غرف الزراعة السورية المهندس عبد الرحمن قرنفلة.

قرار صائب

وفي تصريح لـ”البعث ميديا”، يرى قرنفلة أن القرار مهم  من ناحية  توفير احتياج الثروة الحيوانية من الأعلاف، ومن إيجابياته وقف ارتفاع أسعار المواد العلفية والمساهمة بخفض تكاليف الإنتاج الحيواني وأسعار المنتجات الحيوانية بالأسواق وتشجيع المربين على الاستمرار بتربية الحيوانات.

بالمقابل، أشار قرنفلة إلى أن من سلبيات القرار أنه لا يشجع مزارعي الشعير على الإنتاج في العام القادم لعدم قدرتهم على منافسة الشعير المستورد.

بين الفلاح والمربي

تباينت الآراء حول صوابية هذا القرار بين مربي يؤيد القرار لجهة تأمين احتياجات قطيعه من الشعير، وفلاح غير راضي قد يتوقف عن زراعة الشعير خوفاً من التكاليف المرتفعة والمنافسة القوية مع المستورد.

والجدير ذكره أن اتحاد غرف التجارة طلب من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية الموافقة على تمديد العمل بالقرار رقم 360 لعام 2022 القاضي بالسماح لكافة المستوردين باستيراد مادة الشعير العلفي من كافة المصادر وبسقف مفتوح حتى نهاية العام 2023.

البعث ميديا – إبراهيم مخلص الجهني