بعد سبعة عقود من الإبداع الفني.. رحيل الموسيقار أمين خياط
عقب مسيرة فنية امتدت على مدى ما يقارب السبعة عقود، نعت نقابة الفنانين والأوساط الفنية الموسيقار أمين الخياط عن عمر يناهز الـ 87 عاماً.
ابن مدينة دمشق الذي ولد عام 1936 ونشأ في بيت يعشق الموسيقا فوالده الموسيقي عبد العزيز الخياط المطرب وعازف العود والإيقاع فمنذ طفولته أحب أمين الفن من خلال السهرات التي انطلقت من قعر داره ويحضرها كبار الفانين السوريين والعرب مثل رفيق شكري ونجيب السراج وماري جبران وحليم الرومي وأمير البزق محمد عبد الكريم وغيرهم.
بدأ أمين تعليه الموسيقي على يد والده الذي علمه الضرب على الإيقاع ليتخرج من المعهد الموسيقي الشرقي بدمشق عام 1954، وفي السنة الرابعة من دراسته تدرب طويلاً في العزف على آلة القانون على يد العازف الشهير “محمد العقاد” وكذلك الأستاذ “ميشيل عوض” وخلال دراسته في المعهد شارك ببعض نشاطاته، ومن أهمها الحفلة التي أقامها فخري البارودي في منزله عام 1955 لكوكب الشرق أم كلثوم وعزف أمين على القانون ضمن الفرقة الموسيقية كما شارك في العزف ضمن الفرقة الموسيقية التي رافقت نجاة الصغيرة في إحدى حفلاتها بدمشق بعد اضطرار عازف القانون الأصلي في الفرقة محمد العقاد للسفر.
كذلك خضع خياط لفترة تدريب ضمن عدد من الفرق الموسيقية في مسارح دمشق وسافر بعدها إلى بيروت بناءً على طلب من سعاد حسني لمرافقتها بالعزف في حفلاتها وفي عام 1957 عين كعازف على آلة القانون في فرقة إذاعة حلب الموسيقية الأمر الذي جلعه يبدء أولى خطواته في التلحين من الشهباء وكان أول لحن وضعه هو لمحاورة غنائية بعنوان “كل ما تخطر على بالي” كلمات شاكر بريخان وغناها الثنائي سمير حلمي ومها الجابري التي لحن لها أيضاً “بلد العز يابلدي” التي حملت توقيع الكلمات لبريخان أيضاً ثم توالت ألحانه لسحر وكنعان وصفي ومحمد خيري ومحمد مرعي وبسمة التي لحن لها أغنية “ياقدس” من شعر مصطفى البدوي وفي تلك الفترة شكل فرقة موسيقية وتولى قيادتها، وحملت اسم “الأوتار الذهبية”.
في عام 1960 انتقل أمين الخياط إلى مسقط رأسه دمشق، وتم تعيينه في مديرية الفنون بوزارة الثقافة لكنه سرعان ما أنهى عمله وسافر إلى أوروبا في جولة فنية واستقر لمدة سنتين في إسبانيا وتعرف على الموسيقا الاسبانية من موسيقيين كبار.
وفي عام 1963عاد إلى سورية وتم تعيينه في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون شكل فرقة الفجر الموسيقية وتولى قيادتها إضافة إلى العزف على القانون فيها واستمر في قيادتها لأكثر من ثلاثين عاماً ورافق كبار المطربين السوريين والعرب مثل صباح فخري، وديع الصافي، الشحرورة،مها الجابري وميادة الحناوي كما زار العديد من الدول العربية وشارك في مهرجاناتها مثل مهرجان عمان للأغنية ومهرجان الأغنية العربية في أبو ظبي وتولى رئاسة دائرة الموسيقى في إذاعة دمشق ثم مستشاراً لشؤون الموسيقا في الهيئة.
وعلى مدى دوراته العشر، كان لخياط حضور لافت في مهرجان الأغنية السورية إذ لحن عدد من الأغنيات وكان أحد المشرفين الموسيقيين فيه وعضواً دائماً في لجنة التحكيم وتولى إدارة المهرجان لمرة واحدة في دورته العاشرة عام 2004 ولحن فيه لوحة الافتتاح التي حملت عنوان “ياشام المجد” وهي من شعر صالح هواري وغناء المجموعة.
وفي المجال النقابي كان أمين الخياط من مؤسسي نقابة الفنانين عام 1968، وتولى رئاسة النقابة ثلاث دورات، في الدورة الرابعة من 26 كانون الثاني 1971 ولغاية 30 كانون الثاني 1972، وفي الدورة السابعة من 14 كان الثاني 1975ولغاية 27 كانون الثاني 1977، وفي الدورة الثامنة من 28 كانون الثاني 1977 ولغاية 25 كانون الثاني 1979 كما أنه انتخب نائباً لنقيب الفنانين في الدورة الثالثة عام 1970.
وإضافة إلى عزف القانون وقيادة الفرقة الموسيقية، هو أيضاً ملحن لحن للكثير من المطربين والمطربات في سورية وشارك في تلحين عدد من القصائد والموشحات في مسلسل “الوادي الكبير” بالإضافة لتلحين الأناشيد الدينية في البرنامج الديني (أسماء الله الحسنى).
وفي عام 1973 زار القاهرة وخلال وجوده فيها لحن لعدد من المطربات مثل مها صبري وشريفة فاضل والمطربة السورية الأصل ندى، وسجل ألحانه لإذاعة صوت العرب وخاض غمار التلحين للأطفال فقد لحن الكثير من الاسكتشات لبرنامج الأطفال التلفزيوني الذي كانت تعده وتقدمه هيام طباع وجميعها من كلمات عمر حلبي كما خاض غمار التأليف الموسيقي فوضع مجموعة من المقطوعات الموسيقية منها “أيام زمان”، “ألوان” و (دمشق).
وفي مجال الموسيقى التصويرية وضع موسيقى مجموعة من المسرحيات للمسرح القومي في منتصف الستينات أهمها “عرس الدم” لوركا وإضافة إلى الموسيقا التصويرية وضع ألحان عدد من الأغنيات التي أداها الممثلون في المسرحية، كما وضع موسيقا عدد من الأفلام السينمائية منها الفيلم التسجيلي “العرس الشامي” إخراج محمد شاهين وفيلم “خياط للسيدات” للفنانين دريد لحام ونهاد قلعي واخراج سيف الدين شوكت.
إعداد – أماني فروج