مجلس مدينة حلب يعرض إنجازاته ويقدم رؤيته للنهوض بالواقع الخدمي
حلب – معن الغادري
في لقاء هو الأول من نوعه جمع رئيس مجلس مدينة حلب ومعاونيه، مع عدد من أعضاء مجلس الشعب وفعاليات نقابية ورسمية وإعلامية، أجاب الدكتور المهندس معد مدلجي، رئيس مجلس مدينة حلب، عن كافة الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالجانب الخدمي، وقدم عرضاً وافياً عن مجمل الخطط والبرامج والمشاريع المنفذة والجاري تنفيذها.
ورغم الصعوبات المتمثلة بضعف التمويل والفجوة الكبيرة لجهة ضعف الكوادر البشرية والنقص المؤثر في الآليات، أبدى الدكتور مدلجي تفاؤله وثقته بعودة حلب السريعة إلى واجهة المدن المتطورة والحديثة، وأشار إلى أن العمل الخدمي، على وجه التحديد، يرتكز على نقاط قوية وثابتة، وفق خطط وبرامج علمية وممنهجة غير متسرعة، تتماهى مع ضروريات ومستلزمات عملية النهوض الحقيقية، بعيداً عن الارتجال وسياسة الترقيع.
وبين أن المجلس، وبالتعاون مع كافة الشركاء، وخاصة الأمانة السورية للتنمية، يسعى ضمن ما هو متاح من إمكانات لخلق بيئة خدمية ناضجة ومثالية تسهم في حلحلة الكثير من العقد والمشكلات على المديين القريب والبعيد.
واستحوذت خطط ومشاريع إعادة إعمار وتأهيل المدينة القديمة وأسواقها وتحسين وسط المدينة على الحصة الأكبر من نقاشات الحضور، وكان لافتاً في العرض المقدم، نسب الإنجاز المتقدمة وجودة التنفيذ، ما أسهم في تسريع الحراك والنشاط الاجتماعي والسياحي والتجاري للمنطقتين.
و استعرض الدكتور مدلجي مراحل العمل ضمن مشروع إحياء وتحسين وسط المدينة، والمكون من عدة مشاريع استثمارية حيوية، تساير ملامح وهوية منطقة باب جنين، والتي شهدت حالة من الفوضى العارمة، إذ ستتحول هذه المنطقة وفق الخطط والدراسات التفصيلية إلى منطقة جذب سياحي مهمة، ضمن ما أطلق عليه – سوق البشائر – والذي يربط قديم المدينة بحديثها، و يضم السوق محلات تجارية وصالات استثمارية ومول تجاري وساحات مكشوفة وحدائق خضراء ومواقف للسيارات، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى والتي شملت أعمال تنفيذ الهيكل الخارجي والبنية التحتية للمشروع، فيما يتم العمل حالياً على تسوير السوق واستكمال إنشاء الأرصفة وتحديد المسارات الفرعية والرئيسية.
وفيما يخص مراحل انجاز المخطط التنظيمي الجديد للمدينة والجمعيات السكنية، أوضح الدكتور مدلجي أنه تم إنجاز العديد من المراحل، وهناك صعوبات تواجه استكمال المشاريع ضمن المدد المحددة يسعى المجلس إلى تذليلها، مشيراً إلى بناء 224 شقة سكنية في ضاحية هنانو تم تمويلها من وفورات واستثمارات المجلس.
و كشف الدكتور مدلجي عن هوية مشروع حيوي استكملت دراسته وهو الآن قيد التنفيذ والانجاز يهدف إلى تنظيم النقل الجماعي في المحافظة، من خلال أتمتة عملية النقل وإنشاء مواقف وتجمعات حديثة ومتطورة للنقل الجماعي، كما استعرض ما تم انجازه من مشاريع خدمية منها تأهيل الشوارع والمستديرات وتأهيل الطرق المؤدية إلى المطار و الراموسة وتأهيل طريق دمشق ومدخل حلب الجنوبي.
وأكد الدكتور مدلجي أنه بموازة كل ما ينجز من أعمال يتم العمل على وتنظيم وضبط الإشغالات وإزالة التعديات في كافة محاور المدينة تجنباً للفوضى.
و استحوذ ملف المواقف المأجورة – صفة – على تحفظ الحاضرين، الذين أبدوا الكثير من الملاحظات حول قانونية التعاقد والأثر السلبي الذي نتج عنه وتمدد الشركة المستثمرة في كامل شوارع حلب الرئيسية والفرعية والمناطق السكنية، بما في ذلك المدينة القديمة.
وطالب الحضور من أعضاء مجلس الشعب والاعلامين بضرورة إعادة النظر بصيغة التعاقد، وبما يخفف من حالة الاستياء الشعبي الذي خلفها هذا المشروع، خاصة بعد التعديل الذي جرى مؤخراً على العقد والذي رفع من أجرة التوقف الساعي وضاعف المخالفة إلى مبلغ 6 آلاف ليرة بعد أن كانت 2000 ليرة، وفيما أكد المهندس مدلجي قانونية العقد المبرم مع الشركة والذي خضع إلى تدقيق وتصديق مجلس الدولة، وعد بإعادة النظر في بعض بنود العقد خاصة بما يخص دفع الغرامة.
وكان الرفيق محمد ربيع نبهان عضو قيادة فرع حلب للحزب رئيس مكتب العمال والاقتصادي الفرعي أكد في مداخلة له على ضرورة أن تثمر هذه اللقاءات النوعية عن مخرجات وقرارات تسهم في تطوير آليات العمل وأن تكون بوصلتها خدمة الوطن والمواطن، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة تستدعي تعميق العمل التشاركي وتوحيد الجهود، وهو كفيل بتجاوز الصعوبات والتصدي للتحديات.