مجتمع

كيفية التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة

التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة يتطلب فهماً عميقاً لشخصية الطفل وحالته العاطفية والنفسية وأسباب العناد، وعلى الرغم من دور المدرسين والأساتذة في تعديل سلوك الطفل العنيد، إلّا أن العلاج الناجح للعناد عند الطفل في المدرسة من مسؤولية متخصصي الإرشاد النفسي والتربوي، ولا بد أن يكون هناك تعاون بين الأهل والمدرسة لتعديل سلوك الطفل العنيد.

أسباب تجعل الطفل عنيداً في المدرسة

عدم القدرة على التأقلم مع المدرسة: سواء التأقلم مع زملائه وأقرانه، أو مع الأساتذة والمربين، أو حتى عدم قدرته على التأقلم مع القواعد والانضباط.

التعبير عن مشاعره السلبية: غالبا ما يكون الطفل غاضباً أو محبطاً أو حزيناً ما يدفعه لمعارضة الأوامر ومقاومتها للتعبير عن مشاعره السلبية.

لفت الانتباه وطلب الاهتمام: يحاول  الطفل من خلال المعارضة والتحدي والعناد أن يلفت الانتباه له، وعادة ما يتم تعديل سلوك الطفل العنيد في هذه الحالة بسهولة من خلال منحه المزيد من الاهتمام العاطفي وتقوية شعوره بالاستحقاق والقيمة.

التربية الخاطئة للطفل: قد يكون الطفل مدللاً ويحصل على كل ما يريده في البيت ما يجعله غير قادراً على الالتزام بالضوابط والقواعد المدرسية، وقد يعاني من التعنيف والمعاملة السيئة في المنزل ما يجعله يستغل البيئة الآمنة في المدرسة للتعبير عن نفسه بالعناد.

اضطرابات الطفولة المسببة للعناد: قد يعاني الطفل من إحدى اضطرابات الطفولة التي تسبب هذا النمط من السلوك.

شخصية الطفل وطبيعته: ليس كل طفل عنيد هو طفل مضطرب أو مريض أو منحرف سلوكياً، العناد من سمات الشخصية التي يمكن أن يكتسبها الأطفال بسبب العوامل الجينية والبيئية، وعادةً ما تكون الطريقة التي يتعامل بها الأهل والمربون مع الطفل حاسمة في تعزيز سمة العناد أو تهذيبها.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة

تعامل مع عناده بإيجابية: تساهم ردود الفعل الإيجابية والهادئة في منح الطفل الفرصة لإعادة التفكير بسلوكه العنيد والتراجع عنه، بدلاً من رفع مستوى الأوامر وحدتها.

اعرف أسباب عناده: تقييم حالة الطفل ومحاولة فهم أسباب عناده، يساعد في اختيار الأسلوب المناسب لتعديل السلوك، فإذا كان عناد الطفل مرتبطاً بشعوره بالغربة أو عدم الانتماء لا بد من علاج هذا الشعور أولاً، وإن كان الطفل العنيد مصاباً باضطراب العناد الشارد مثلاً لا مفرّ من توجيه الأهل لعرضه على متخصص نفسي.

لا ترضخ لعناده: يجب ألّا يرضخ المعلمون والمربون لعناد الطفل مهما كانت الظروف، ويجب أن يفهم الطفل أن الصراخ والاعتراض والعدوانية لا يمكن أن تساعده على التهرب من واجباته أو الحصول على امتيازات خاصة.

خيّره بين خيارين: فالطفل العنيد يحب أن يحس بالحرية وأن يفعل ما يريد، بإمكانك أن تخدعه بأن تجعله يختار بنفسه بين خيارين يناسبانك؛ فدعه يختار في أي مقعد يريد أن يجلس على أن تحدد أنت له مقعدين يمكنه الاختيار بينهما ليشعر أنه قد اختار بنفسه.

لا تكثر من قول كلمة لا: استعمال كلمة النهي مثل “لا” أو “ممنوع” قد تكون مستفزة للطفل العنيد وتجعله أكثر غضباً، لذلك من الأفضل استبدال الكلمات القصيرة القاسية بجمل طويلة وهادئة، فبدلاً من قول “لا تصرخ” يمكنك أن تقول “سيكون من الأفضل لو تكلمت بهدوء.. أستطيع سماعك دون صراخ!”.

امنحه مزيداً من القيمة: من استراتيجيات التعامل مع الطفل العنيد أن تقوم بفهم ما يجعله يشعر بالفخر والقيمة والاستحقاق وتستغل ذلك لتعديل سلوكه، حيث يمكن تكليف الطفل العنيد في المدرسة ببعض المهام البسيطة التي تشعره بالقيمة والسعادة مثل مسح السبورة أو المشاركة في شرح الدرس أو حتى تنظيم جمع اشتراكات الرحلات المدرسية.

طبّق العقاب المناسب: يجب أن يدرك الطفل العنيد في المدرسة أن سلوك العناد يستوجب عاقبة ما، ويجب أن تكون العقوبة متناسبة مع السلوك وعمر الطفل، كما أن العقوبات لا يمكن أن تكون ذات قيمة في تعديل سلوك الطالب العنيد إن لم تقابلها المكافأة المناسبة عن السلوك الجيد والتقدم والتحسّن.

تواصل مع الأهل وتعاون معهم: التواصل مع الأهل في غاية الأهمية لتعديل سلوك الطالب العنيد، وما يجب أن يهتم المعلمون بمعرفته إن كان سلوك العناد مرتبطاً بالمدرسة فقط أم أنه سلوك مستقر عند الطفل، إضافة إلى كيفية تعامل الأهل مع هذا السلوك في المنزل، ويجب أن يصل الأهل والمعلمون والمربون إلى صيغة مشتركه في التعامل مع مشكلة العناد عند الطفل.

نصائح لتعديل سلوك الطفل العنيد في المدرسة

اطلب التعاون بدلاً من تنفيذ الأوامر، وحاول مشاركته في تنفيذ المهمة أو النشاط الذي تطلبه منه بحيث يتشجع ويتقبّل الأمر.

حافظ على الهدوء في التعامل معه في الفصل، فإذا واجهت عناده بالصراخ والشدّة والتعنيف؛ إمّا أن يزداد عناداً، أو سيتراجع عن عناده لكن مع ظهور مشاكل نفسية وسلوكية أخرى أكثر خطورة من العناد.

حاول أن تقدم للأطفال في الفصل الدراسي نموذجاً عن النقاشات الهادئة والتعامل المرن مع الأمور، ونمي لديهم التفكير المرن والعقلاني الذي يساعدهم على التخلص من العناد والمجابهة.

اجعل الطفل العنيد يفهم أنك تحبه وتهتم لأمره أولاً، وعندما يدرك أنك تتعاطف معه وتحاول مساعدته سيكون أكثر مرونة في تعديل سلوكه.

لا تصف الطفل بالعناد أو تطلق عليه الألقاب، غالباً ما يتمسك الأطفال بالألقاب التي يطلقها عليهم الأهل والمربون، ويشعرون أنها صفات أصيلة فيهم يجب أن يحافظوا عليها.

تحدث مع الطفل بشكل شخصي بعيداً عن الطلاب وحاول أن تفهم منه سبب معاندته المستمرة ولماذا لا يريد الامتثال أو التقيّد بالقواعد.

إيجابيات أن يكون الطفل عنيداً في المدرسة

يكون أقل عرضة للتنمر في المدرسة وغالباً ما يتجنبه المتنمرون.

يتميز بالإصرار والمثابرة، ويمكن للأهل وللمدرسين استغلال سمة العناد في شخصية الطفل لتحقيق إنجازات كبيرة في العملية التعليمية والتربوية.

يميل إلى التحدي، ما يجعله قادراً على المنافسة بشراسة، وكل ما على المعلمين والمربين أن يهذبوا سلوكه لتكون المنافسة بنّاءة مع أقرانه.

غالباً ما يكون طفلاً شجاعاً، حيث تعتبر المواجهة من الأساليب التي يحب اللجوء إليها في المواقف المختلفة، هذا قد يجعله أيضاً يميل للصدق أكثر من الكذب!

سلبيات عناد الطفل في المدرسة

قد يعاني من مهارات تواصل ضعيفة، وإن كانت شخصية الطفل العنيد شخصية جذابة لأقرانه وزملائه.

قد لا يكون قادراً على تكوين صداقات كثيرة أو متعددة، لأنه غالباً ما يكون مسيطراً ويميل للتحكم بأصدقائه والشجار معهم عند ما يعارضونه.

ينزلق بتصرفات سلوكية غير منضبطة بدافع المعارضة، قد يرفع صوته على المعلمين وقد يهددهم أو يحاول الانتقام منهم.

قد يعاني من تراجع التحصيل الدراسي وخاصة في المادة التي لا يحبها أو مع المعلم الذي يمارس العناد عليه كثيراً.

المصدر: مواقع متخصصة