الأديب سهيل الديب يطوي صفحته الأخيرة
نعى اتحاد الكتاب العرب والأوساط الثقافية الأديب والروائي سهيل الديب الذي وافته المنية مساء أمس عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد أن أمضى رحلته الثقافية في العمل الصحفي إلى جانب كتابة القصة والرواية والشعر، وعكس كثيراً من الهموم الواقعية على مختلف الصعد.
بدأ الديب يميل للشعر أولا ثم عشق الرواية بالتزامن مع حدوث مجزرة قانا في لبنان تفجر حس الشاعر في وجدانه ليكتب قصيدة أخذت نصف حجم ديوانه الأول “العرس والساقطة” ونشرها في صحيفة الثقافة لمدحت عكاش عام 1985 وبقي هاويا ولم يمتهن الإبداع الأدبي إلا بعد تقاعده من العمل الصحفي في جريدة تشرين حيث شارك لأول مرة بمسابقة المزرعة في السويداء بقصة عنوانها “الكاتب والشرطي” التي فازت بالمركز الأول ليتمكن من الاعتراف أمام ذاته انه قاص ويبدأ الكتابة في القصة ثم الرواية ويقل من الشعر الذي بقي هواية يعبر فيها عن حالة وجدانية معينة.
وفي عام 1985 انطلق مشواره مع القصة التي بدأه بقصة عن الممارسات الأمريكية في ليبيا وضربها جوياً ثم توقف عن الكتابة فترة وسافر إلى أمريكا وهناك شارك بمسابقة نال فيها المركز الأول عن قصته “الكاتب والشرطي” ثم طبع مجموعة قصصية حملت العنوان ذاته.
ومع كل عمل فكري جديد يثبت الديب أن المبدع ابن بيئته وقلمه لسان حالها حيث لم تكن مجمل أعماله بعيدة عما يجري وإنما من صميم الحدث كقصتي “الرياحين” و”موت وقيامة” إضافة إلى روايتين الأولى حملت اسم “زناة” تحدث فيها عن الحب في زمن الحرب لتحتفي بعشاق الوطن وتندد بالذين باعوا وطنهم رخيصاً أما روايته الثانية “آثام” التي وقعها ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي الحادي والثلاثين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق عام 2019 وتعتبر جزءاً ثانياً للأولى، حاول فيها بناء الأحلام التي دمرتها الحرب لتكتمل الثلاثية برواية “امرأة متمردة” عام 2021 وكان له رواية أخرى بعنوان “ذكريات من زمن ما”.
الأديب الديب، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب كتب في جريدة تشرين مدققاً ومحرراً وفي جريدة الأخبار ودوريات اتحاد الكتاب العرب وغيرها بأسلوب أدبي جمع بين الواقع والخيال وقدمه بشكل ساخر ليكون قريباً من المتلقي.