بعد انتهاء معرض الزهور.. اتفاقيات وعقود مهمة وقعت
للزهور حكاية قديمة مع دمشق وللياسمين علاقة وطيدة مع البيوت الدمشقية، وعلى مدار اثنا عشر يوماً ضجت حديقة تشرين بعدد كبير من الزوار السوريين والعرب، مع إنطلاق فعاليات الدورة 43 من معرض الزهور، الذي أعادتنا بالذاكرة إلى سنوات ماقبل الحرب.
مشاركات مميزة
الدورة 43 كانت مهمة ونوعية، لجهة المشاركات المحلية المتعددة، إضافة للمشاركات الخارجية من الدول والشركات العربية والأجنبية، مثل مصر والعراق ولبنان وإيران والجزائر وبلغاريا ووبعض الشركات الهولندية.
ومع كل تلك المشاركات تميز العراق بمشاركة فريدة تمثلت بأربع جهات، هي أمانة بغداد، كمؤسسة إعلامية، ومحافظة وشعبة المتنزهات والحدائق في أمانة بغداد بكادر من المهندسين الزراعيين والقطاع الخاص العراقي المنتج للزهور والنباتات الذين يستوردون الزهور من سورية، وكذلك الجهات المنظمة لمعرض الزهور في بغداد.
إقبال لافت..
رئيس اللجنة الرئيسية لمنتجي ومصدري المشاتل والازهار السورية المهندس محمد الشبعاني، بين، في حديثه للبعث ميديا، أنه كان هناك إقبال على النباتات السورية، التي تلائم البيئة العراقية، لأن كلف الإنتاج في العراق عالية، في حين أن الإنتاج السوري تكاليفه أقل، الأمر الذي يضيف هامش ربح جيد.
وأضاف الشبعاني أن هناك فريقاً علمياً من أصحاب المشاتل السوريين، يعملون كاستشاريين، يساعدون في تحديد الأنواع المناسبة للبيئة العراقية، ويتم الاتفاق بشكل مسبق لتوريد الكميات إلى العراق خلال موسم معرض الزهور، الذي يعقد في بغداد. وذلك من خلال القطاعين العام والخاص العراقيين.
إنتاج مميز
ولفت الشبعاني إلى توقيع العديد من الاتفاقيات، لاستجرار كميات من الشتول والأزهار، الاتفاق الذي حصل مع زوار قطريين، فضلاً عن أن بعض المشاركين، من لبنان ومصر، اشتروا المنتجات السورية لتسويقها في بلدانهم أو في الأسواق الخليجية ليستفيدوا من المنتج الجيد والمتميز والسعر المنخفض.
النحلة حاضرة
من جهته، ذكر رئيس الجمعية النوعية المتخصصة بتربية النحل بسورية، الدكتور بسام نضر، أن الهدف من المشاركة في المعرض هو تعريف المستهلك بمنتجات خلية النحل، والتي تطورت ولم تعد مقتصرة على العسل، بل أصبح لدينا العكبر وغبار الطلع وسم النحل وشمع النحل، وكل هذه المنتجات تحولت من منتجات خام إلى منتجات تصنيعية، بالإضافة لوجود شركات تعنى بمنتجات خلية النحل، حيث أصبح متوفراً شامبو بالعسل والعكبر وشامبو العسل وزيت الزيتون، إلى جانب منتجات غذائية مثل سكاكر بالعسل وغبار الطلع وسكاكر بالعسل والزنجبيل، والتي لاقت إقبالاً و رواجاً كبيراً، للتحول من المنتجات الكيميائية إلى المنتجات الطبيعية.
وأضاف نضر أن الجمعية تقدم خدمات إرشادية وفنية و تسويقية للنحالين في سورية و تذلل لهم العقبات التي تعترضهم، لافتاً إلى أن النحل السوري يتمتع بسمعة جيدة في الأسواق العربية والدولية، والمناخ السوري خلق تنوعاً واستمرارية بالأزهار على مدار العام مما سمح بوجود تنوع في العسل.
العسل عانى
وأشار رئيس الجمعية إلى أن العسل تعرض خلال الحرب لأزمات كثيرة، أبرزها فقدان أعداد كبيرة من طوائف النحل، لكن بفضل العديد من المبادرات تعافى قطاع النحل وعاد إلى طبيعته إنتاجاً وكماً، رغم بعض الصعوبات التي لا يزال يعاني منها، حاله حال باقي القطاعات، من تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار الشمع وخلايا النحل وأزمة المحروقات التي تؤثر على النقل بشكل مباشر.
عرض راق
وعن ميزات هذه الدورة، قال نضر إن المعرض كان مميزاً بالرقي والتقدم بطريقة العرض، والتي كانت ضمن أكواخ على شكل خلية النحل، مرتبة بممر يصل ساحة الأمويين بإدارة المعرض.
ونوه بحجم الإقبال الكبير، الرغم ضعف القوة الشرائية في البلاد، لافتاً إلى أن هدف المشاركين كان المستهلك العربي والأجنبي أكثر من المستهلك السوري.
كما بين أن النتائج ستظهر بعد نهاية المعرض، وذلك بعد أن تعرف المستهلكين على منتجات خلية النحل، لذلك كان المعرض نافذة اقتصادية تسويقية تشجيعية في ظل حاجة البلد لهذه المبادرة لتعود البسمة والفرحة والزهرة إلى ألقها ونشاطها.
تنمية مستدامة
في سياق أخر، أفاد لنا كورية، من مؤسسة بدايات فريق نبتها، أن المشاركة في المعرض كانت لعدة أهداف، على رأسها الإضاءة على ضرورة الاستفادة من الموارد المتاحة، سواء كانت قليلة أم كثيرة، في المنزل والأرض والمؤسسات، عبر استخدام الاقتصاد الدائري لتحقيق التنمية المستدامة، والتنويه أيضاً إلى مشاريع تنموية تحقق عائداً اقتصادياً جيداً لأصحابها ويمكن البناء عليها والانطلاق منها بحيث تكون أساساً لاقتصاد وطني قوي ينهض ببلدنا، إضافة إلى دعم المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من خلال تسويق منتجاتها التي تتمتع بمواصفات عالية من الجودة.
وتابعت كورية أن المبادرة تدعم الأسر المنتجة الريفية بالدرجة الأولى مثل الجرحى عوائل الشهداء، والمنتجات ذات جودة عالية ومن جميع الأرياف السورية، وتشمل مواد غذائية، كالمكدوس والكشك ودبس البندورة ودبس الرمان ودبس الفليفلة، وبعض المنتجات الأخرى كالصابون والكريمات، مشيرةً أن المعرض ساعد بالتشبيك مع المشاركين من مشاتل ومناحل وحرفين، كما ساهم بالتعرف على جرحى جدد يعرضون منتجاتهم، بالإضافة للمشاركين العرب، الأمر الذي ساهم في توسيع عمل فريق نبتها.
وبحسب كورية، تم توقيع اتفاقيات مع الأصدقاء في العراق ولبنان لتصدير المنتجات إلى هذه الدول ضمن صيغة معينة ليعود الريع لهذه الأسر ، فالإقبال كان جيداً سواء من المشاركين او الزوار، لكن الأوضاع الاقتصادية والقدرة الشرائية المنخفضة لم تسمح بوجود حركة بيع قوية مما دفع إدارة المعرض للتمديد.
البعث ميديا – ابراهيم مخلص الجهني