الشتاء على الأبواب.. انتبهوا لصيانة السدود!!
دمشق – البعث ميديا
تحتفظ ذاكرة السوريين بصور مؤلمة عن انهيار سد زيزون في محافظة حماة عام 2002، والذي خلّف آثاراً كارثية، حيث أدى لدمار البيوت في أربع قرى بجوار السد نتج ووفاة 20 مواطناً، إضافة لتلف مئات الهكتارات الزراعية، ونفوق آلاف رؤوس الأغنام والأبقار، وقد تعددت الأسباب التي أدت إلى الكارثة، وأبرزها وجود تشققات في جسم السد كانت ظاهرة قبل الانهيار، وكان حينها السد ووفق المعنيين في وزارة الري قد وصل إلى أقصى طاقته التخزينية (70 مليون متر مكعب من المياه)، مما أدى لانهياره!.
مبعث التذكير بكارثة “زيزون”، هو بسبب ما حدث مؤخراً في مدينة درنة الليبية، حيث انهار سدين يحيطان بالمدينة بسبب العاصفة “دانيال” التي ضربت المدينة، ودمرت أجزاء كبيرة منها، ويقال إن أربعة أحياء في المدينة مُسحت عن الخارطة، والنتيجة كانت آلاف الضحايا عدا عن الخسائر المادية الكبيرة جداَ.
ما يهما الآن هو أن نتعظ مما حدث عندنا سابقاً وفي الشقيقة ليبيا مؤخراً، وأن تعمل الجهات المعنية على وجه السرعة على تشكيل لجان فنية دائمة لتفقد حالة السدود في مناطقنا المختلفة للتأكد من حالتها الفنية بموجب تقارير نظامية قبل حلول موسم المطر، خاصة وأن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن منطقة شرق المتوسط على موعد مع شتاء ماطر قد يؤدي لحدوث كوارث، لذا حالة اليقظة والحذر مطلوبة كي نكون مستعدين لأي طارئ، وهذا من أبجديات التعامل الدوري مع السدود والبحيرات، والمسطحات المائية الأخرى.
وإذا كانت وزارة الموارد المائية قد طمأنتنا عن حالة السدود بعد وقوع كارثة الزلزال في شباط الماضي عندما كشفت عليها، لكن هذا لا يمنع من إعادة الكشف مرات أخرى، فالتصدعات يمكن أن تحدث في أي وقت مع استمرار الهزات الأرضية وإن كانت خفيفة.
بالمختصر، إن ما يحدث من كوارث طبيعية نتيجة تقلبات المناخ، كالفيضانات والزلازل، يحتم على وزارة الموارد المائية أن تضع برنامجاً دورياً شهرياً للكشف عن حال السدود والتأكد من سلامتها، وذلك من خلال لجان خبيرة توضع تحت تصرفها كل الإمكانيات اللازمة التي تمكنها من انجاز عملها بدقة متناهية وتحقيق الطمأنينة للسكان القاطنين بجوار السدود!.