نوبل والفائز الملكي
كالعادة أثارت جائزة نوبل للأداب 2023 العديد من المواقف المتباينة من هوية الفائز، بعد أن فاز بها هذا العام الكاتب النرويجي يون فوسه.
فوسه لم يكن حتى من ضمن التوقعات التي تخرج من مصادر إعلامية مقربة من الأكاديمية، وجاء إعلان فوزه، صادما للكثير، خصوصا في ظل وجود ترشيحات قوية للجائزة هذا العام، منها: الشاعر الصيني الكبير باي داو، الكاتب الكيني البارز نجويي وا ثيونج، الكاتبة النيكاراجوية جيوكوندا بيللي.
الأكاديمية السويدية العريقة، وصفت أعمال فوسه المسرحية بأنها الأكثر عرضا في العالم، رغم أنه لم يسمع به حتى “القليل” على الأقل في العالم العربي، ثم قامت بتلخيص سبب منحه الجائزة بما يلي: “لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتا لما لا يمكن قوله” وفي حال كانت مسرحياته مبتكرة فعلا، كما جاء في القرار، فكيف يمكن أن يفهم أي عاقل الشق الثاني، المتعلق بالأصوات التي لا يمكن قولها؟
الجدير بالذكر أن فوسه يكتب بلغة نينوشك (أحد الأشكال الجديدة لكتابة اللغة النرويجية)، وهنا يمكن أن نعرج على المفارقة، التي أحدثتها الأكاديمية الشهيرة، بعد أن عمل الكثير من الشعراء والأدباء العرب، على الكتابة بلغة أخرى، أملا في الالتفات إليها من قبل “نوبل” لكن هذا لم يحدث، وفي كل مرة، يحدث أن يترشح أحدهم إليها، يأتي الخيار بغير ما تشتهي السفن، والشاعر السوري أدونيس، من الأمثلة الشهيرة في هذا الشأن.
إذا فاز فوسه الذي يكتب بلغة محلية بحتة، بالجائزة التي وصل مقدراها المالي لقرابة المليون دولار، وكأن ينقصه المال! فالرجل تم منحه فيلا فخمة في أوسلوم، مجاورة للقصر الملكي منذ عام 2011
تمّام بركات