“الصحة النفسية” ركيزة أساسية لتخفيف معاناة الأفراد والمجتمعات
“الصحة النفسية” ركيزة أساسية لتخفيف معاناة الأفراد والمجتمعا
البعث ميديا – حياة عيسى
تعتبر الصحة النفسية في الأزمات محوراً أساسيا لصحة الفرد والأسرة والمجتمع وتماسكهم، ما يتيح للشخص أن يكون فاعلاً في حياته اليومية وفي علاقاته الاجتماعية، بحيث تتسم سلوكياته وتواصله بالمرونة والبعد عن العنف، بالإضافة إلى القدرة على التأقلم والتكيف مع الظروف المختلفة الضاغطة التي يمر بها في مسيرة الحياة.
هذا ما طرحته ورشة العمل التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي تعمل عليه المنظمة، بالتعاون مع شركائها، وذلك حسبما بين مسؤول الصحة النفسية في مكتب المنظمة بدمشق، الدكتور نبيل سمرجي، والذي لفت إلى أن مايجري العمل عليه هو خدمات صحة نفسية متكاملة، تغطي احتياجيات الأفراد المختلفة، من الوقاية من الاضطرابات إلى علاجها بالإضافة إلى التجربة الفريدة في تقديم الاستشارات النفسية المساعدة عن بعد والتي تعتبر خدمة مهمة جداً كونها مفيدة وسريعة وتتجاوز المكان، لاسيما في الأماكن التي لا يوجد فيها أخصائيين نفسيين أو عاملين صحيين مدربين على تقديم الخدمة النفسية المركزة، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يكون اتصال واحد قادر على إنقاذ حياة الشخص الذي يعاني من ضغوط مختلفة، علما أن المنظمة داعمة وهناك تطلع لتمكين الخدمة وان تكون الخدمة مستمرة وبشكل دائم.
وأشار مسؤول الصحة النفسية، خلال الورشة، إلى أنه هناك أدوار مختلفة للصحة النفسية، تتراوح من الدور العلاجي في حال الإصابة باضطراب نفسي، إلى التعزيز والوقاية باعتبار أن غالبية الأفراد يعانون من ضغوط شديدة ومختلفة، تحديداً بعد الزلزال المؤلم في شباط من هذا العام.
كما تهدف الصحة النفسية لتمكين الأفراد والمجتمعات، من مختلف الشرائح العمرية وعلى اختلاف أماكن تقديم الخدمات في سورية، من ريف ومدينة، وأكد سمرجي على أهمية الورشة بالتعريف بعمل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وكافة الشركاء في تقديم خدمات الصحة النفسية للناس الذين يعانون من اضطرابات أو ضغوط نفسية، والعمل على إظهار أثر ذلك على المجتمع من خلال عرض حالات نجاح فردية وعرض المؤشرات والاحصائيات التي تم انجازها عبر المراحل السابقة والتي تخضع بشكل مستمر للتقييم والمتابعة من أجل تحسين جودة الخدمات و توسيعها، لتشمل أكبر عدد ممكن من الناس وتزيد من نسبة الوصول في مختلف الأماكن.
وبالحديث عن أكثر الأمراض النفسية انتشاراً، بينت آخر الإحصائيات أن الاكتئاب هو الأكثر انتشاراً، وأن نسبة تصاعده كانت عالية، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تضاعفت نسبة الإصابة به بعد الزلزال، هذا بالإضافة للاضطرابات المرتبطة بالشدة، والوضع الحالي يعتبر شبه مستقر، بعد تراجع النسب عما كانت عليه في الشهرين الثاني والثالث.
ورغم ذلك لا تزال تلك الاضطرابات مرتفعة مقارنة مع معدل وتقارير الصحة النفسية في السنوات الماضية، مع الإشارة، والكلام لسمرجي، إلى أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال، وكذلك تزايد في الأفكار غير القويمة لدى مراجعي عيادات الصحة النفسية التخصصية، أو من خلال الاستشارات التي يقدمها الأطباء المدربين على برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسية في مراكز الرعاية الأولية في وزارة الصحة.
أما بالنسبة للخدمات التي يتم العمل عليها من قبل المنظمة فقد تمثلت بالخدمات الاختصاصية التي تقدم من قبل الأطباء النفسيين والخدمات المركزة التي يتم تقديمها من قبل الكوادر الطبية غير المختصة.
تجدر الإشارة إلى أن هناك تنسيق متصاعد بشكل إيجابي، على مستوى وزارة التربية والصحة والجمعيات، حيث تم إنشاء مجموعات عمل للصحة النفسية على مستوى محافظة حلب، حماه، حمص، دير الزور، الحسكة بهدف التنسيق بين الشركاء لمنع الازدواج بالخدمات وللوصول إلى التكامل بين كافة العناصر و تكميلاً لدور مجموعة العمل التقنية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي المركزية في دمشق.