المقداد: (إسرائيل) المسؤول الأساسي عن التصعيد الخطير في المنطقة
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن المسؤول الأساسي عن التصعيد الخطير في المنطقة هو “إسرائيل”، واستمرار احتلالها للأراضي العربية، وتجاهلها حقوق الشعب الفلسطيني، وجرائمها وممارساتها العدوانية والقمعية المتواصلة بحقه بدعم أمريكي وغربي غير محدود.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي أمس مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مبنى وزارة الخارجية: بحثت والوزير عبد اللهيان الأوضاع في المنطقة، وأكدنا أن المسؤول الأساسي عن التصعيد الخطير فيها هو “إسرائيل”، واستمرار احتلالها للأراضي العربية، وتجاهلها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسياسات القمع والاضطهاد التي تمارسها منذ عام 1948 وما قبل ذلك حتى هذه اللحظة، حيث قتلت قوات الاحتلال منذ بداية هذا العام وقبيل اندلاع طوفان الأقصى مئات الفلسطينيين ومعظمهم أطفال، ودمرت منازلهم فوق رؤوسهم.
وأوضح المقداد أن الولايات المتحدة والغرب الجماعي كانوا طيلة الأشهر الماضية يدعمون سياسات “إسرائيل” في القتل والتدمير والفصل العنصري والاستيطان، ما يجعل منها شريكة في جرائم الاحتلال وجزءاً لا يتجزأ من معاقبة وقتل الشعب الفلسطيني، الذي لا يوجد شعب في العالم صبر وعانى وتحمل أكثر مما تحمل، فماذا ينتظر البعض من الشعب الفلسطيني؟ وأشار المقداد إلى أنه عندما يثور الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف والتي اعترفت بها كل شعوب العالم، نجد أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تقوم بإرسال أساطيلها، وتقدم أدوات الدمار الشامل للاحتلال الذي يهاجم أطفال فلسطين ليلاً نهاراً، وتقوم بتنفيذ مجازر وقتل مباشر للفلسطينيين من خلال هذا الدعم الذي مكن الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية فقط من قتل نحو 2000 فلسطيني بينهم مئات الأطفال في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، موضحاً أن القانون الدولي الإنساني سيشهد أن أكبر إهانة تلقاها جاءت في الأسبوع الأخير خلال عدوان الاحتلال الذي لم يتوقف ضد الشعب الفلسطيني.
وبين وزير الخارجية والمغتربين أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تمنع الغذاء والأدوية عن أهالي قطاع غزة، ويدمر الاحتلال المشافي التي لم تعد صالحة ولا قادرة على قبول المرضى والجرحى، الذين دمر الاحتلال منازلهم والأبنية التي يقيمون بها كما فعل النازيون خلال الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تحاول توسيع رقعة عدوانها كي لا تقتصر على الضفة الغربية وقطاع غزة بل لتشمل كل أنحاء المنطقة، وعليها أن تتحمل مسؤولية هذا التصعيد واتساع مساحات القتل التي تشهدها المنطقة.
وقال المقداد: نعلنها عالياً.. سنقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه ومن أجل سيادته في وطنه وإقامة الدولة الفلسطينية التي يعترف بها المجتمع الدولي، ومتفقون مع إيران على أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداء على كرامة وحرية الشعب الفلسطيني جريمة ضد الإنسانية.
وأشار المقداد إلى أن القرار الذي اتخذته المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ندعمه جميعاً ويدعمه العرب وكل شعوب العالم، وهي قادرة وقد حسبت قبل قيامها بهذه الأعمال البطولية كل حساباتها، وعلى “إسرائيل” ومن يدعمها ألا يدفعوا باتجاه أي توسيع للعدوان في المنطقة والاستمرار بقتل الشعب الفلسطيني، وعلى الجميع أن يراعي حقوقه وأن يحترم القانون الدولي الانساني ويعمل لوقف اعتداءات الاحتلال والدمار الشامل الذي يقوم به، لأن ذلك سينعكس سلباً على الأوضاع في المنطقة وعلى إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها، وعلى “إسرائيل” ألا تسعى الى ذلك.
من جهته قال عبد اللهيان: التقيت الرئيس بشار الأسد والوزير المقداد وأجرينا مباحثات مهمة للغاية حول التطورات الأخيرة في فلسطين وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي العنصري والقاتل للأطفال، مؤكداً أن سورية في الصفوف الأمامية لمحور المقاومة، ولها دور أساسي في دعم فلسطين.
وأشار عبد اللهيان إلى أن الكيان الصهيوني يغطي على هزيمته أمام المقاومة الفلسطينية بقصف المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة، ويرتكب جرائم إبادة جماعية بحقهم، محذراً مثيري الحروب بضرورة وقف جرائم الحرب التي يرتكبونها في القطاع قبل فوات الأوان، ومؤكداً أن المقاومة تقوم بواجبها في مواجهة الاحتلال وفقاً للقرارات التي تتخذها بنفسها، وهي على أتم الجهوزية ووضعت أمامها جميع السيناريوهات الممكنة وروحها المعنوية عالية.
ولفت عبد اللهيان إلى أن الكيان الصهيوني وداعميه يرتكبون جريمة إبادة جماعية في القطاع عبر الاستمرار في قطع المياه والكهرباء ومنع دخول الغذاء والأدوية والوقود، مشدداً على أن القطاع يحتاج دعماً عالمياً عاجلاً وفورياً لرفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليه، ووقف جرائم الحرب التي يرتكبها بحق أهله.
وكان الوزير المقداد استقبل في وقت سابق اليوم نظيره الإيراني والوفد المرافق له في مقر الوزارة.