السلامة المهنية.. نحو خلق بيئة آمنة لعمل الصحفيين
البعث ميديا – ليندا تلي
بغية توفير وسائل الحماية للصحفي في الميدان وعرض التحديات التي تواجهه خلال تغطيته الأحداث الميدانية المختلفة، وكيفية التعامل معها وسبل مواجهتها، نظم اتحاد الصحفيين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، دورة السلامة المهنية بمشاركة ثمانية عشر صحفيا من مختلف الوسائل الإعلامية المحلية العامة والخاصة، وذلك في نادي الصحفيين بدمشق.
افتتح الدورة أمين السر العام لاتحاد الصحفيين، يونس خلف، بالإشارة إلى أن الهدف من هذه الدورات تأمين بيئة أمنية سليمة في مختلف ميادين العمل، سواء في الحروب والكوارث أو ميادين العمل الصحفي، من خلال تزويد الصحفيين بالمعلومات اللازمة لتوفير الحماية والوقاية والمعدات اللازمة وبناء الوعي العلمي لسلامة البيئة الصحفية التي يعملون فيها وتعريف المتدربين بأفضل الطرق لتجنب المخاطر الأمنية أو الرقمية أو القانونية التي قد يتعرضون لها والإجراءات الواجب عليهم اتباعها والمستندات القانونية التي تدعم عملهم وتحميهم.
وبين خلف أن الاتحاد يعمل على إقامة العديد من دورات السلامة المهنية للصحفيين العاملين في مختلف المؤسسات الإعلامية وخاصة في المجال الميداني، بمختلف أشكاله، بهدف تعريفهم بالمعايير الواجب اتباعها والالتزام بها أثناء تأدية واجبهم وخاصة في ظل ما تعرضوا له أثناء عملهم خلال سنوات الحرب الإرهابية من استهداف أسفر عن خطف وجرح وارتقاء العديد منهم شهداء.
المدربة المعتمدة من الاتحاد الدولي للصحفيين، تهامة السعيدي، قسمت الدورة لثلاثة عناوين وهي، التخطيط لمهمة صحفية، والإجراءات التي يجب أن يتخذها الصحفي بعين الاعتبار، والسلامة للصحفيين أوقات الطوارئ، إضافة إلى كيفية التعامل مع الكسور والصدمات والإخلاء الآمن وقت الأزمات، لافتاً إلى ضرورة اتباع الصحفيين دورة إسعافات أولية لإسعاف أنفسهم في حال عدم الوصول إلى نقطة طبية.
وذكرت السعيدي أهم المخاطر الشائعة التي يواجهها الصحفي في الميدان كمشاكل طبية أو معوية أو أمراض نفسية، وتطرقت إلى ذكر استراتيجيات التعامل مع المخاطر، ونوهت إلى ملحوظة مهمة للصحفيين الميدانيين وهي ضرورة الابتعاد عن أي نوع سلاح في الميدان ضعف المدى المجدي له.
كذلك بينت الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها الصحفيون أثناء التغطية الميدانية، موضحة أنّ هناك تزايداً بشكل ملحوظ في أعداد الضحايا نتيجة الانتهاكات وعدم اتباع طرق السلامة المهنية للتغطية من قبل الصحفيين، وشددت على ضرورة تزويد الصحفيين بالمعلومات والظروف المحيطة والتهديدات المحتملة قبل البدء بالتغطية، حيث يمكن أن يواجهوا عمليات الاختطاف والاحتجاز وهجمات مسلحة من منظمات إرهابية.
المشاركون في دورة السلامة المهنية أجمعوا على أهمية هذه الدورات وضرورة تكثيفها بغية اكتساب الصحفيين المعارف اللازمة للعمل في مجال قواعد السلامة الصحفية، وأشاروا إلى ضرورة إخضاع الصحفيين بشكل عام لمثل هذه الدورات وأن تكون الأولوية للصحفيين الميدانيين لما لهذه الدورة من أهمية في إحاطتهم بالمعلومات المهنية الضرورية للحفاظ على صحتهم، وتحديداً أثناء المعارك.
وتمنى بعض الصحفيين لو تم تفعيل هذه الدورات في بداية الحرب التي تعرضت لها البلاد لتتفادى الأسرة الصحفية الكثير من المخاطر التي تعرّض لها أفرادها، سواء من استشهاد أم خطف أم إصابات بليغة، وحمل المشاركون السعيدي ضرورة رفع مقترح للاتحاد الدولي للصحفيين بتكثيف تلك الدورات لأهميتها الحقيقية.