السيد نصر الله: المعركة في غزة حاسمة وما بعدها ليس كما قبلها والانتصار فيها مصلحة وطنية لجميع الدول العربية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المعركة في غزة اليوم فاصلة وحاسمة وما بعدها ليس كما قبلها، ويجب على الجميع العمل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وأن تنتصر غزة لأن انتصارها انتصار للشعب الفلسطيني وللقدس المحتلة والأقصى والضفة الغربية والأسرى، وهو مصلحة وطنية لجميع الدول العربية.
وقال السيد نصر الله في كلمة اليوم خلال الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس ودفاعاً عن لبنان: الشعب الفلسطيني في غزة أسطوري لا مثيل له في العالم، حيث نشاهد كيف يخرج الرجل والمرأة والطفل من تحت الأنقاض ليقولوا إن كل ما يقدمونه هو فداء لفلسطين والأقصى والمقاومة مقدمين دروساً في البطولة والشجاعة والتضحية، مشيراً إلى أن معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي جاءت رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً والتي تصاعدت في السنوات القليلة الماضية جراء ممارسات حكومة نتنياهو الفاشية، وخاصة مسألة الأسرى وازدياد أعدادهم والتضييق عليهم وعائلاتهم، إضافة إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى، فضلاً عن الحصار الإسرائيلي الخانق على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ 17 عاماً دون أن يحرك العالم ساكناً.
وشدد السيد نصر الله على أن قرار عملية طوفان الأقصى وتنفيذها كان فلسطينياً مئة بالمئة وهذه المعركة مع الغزاة والصهاينة المحتلين كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية وتخوضها المقاومة من أجل فلسطين وشعبها، مبيناً أن السرية المطلقة للعملية هي التي ضمنت نجاحها الباهر.
وأوضح السيد نصر الله أن الإنجازات والنتائج التي تحققها المقاومة تستحق كل هذه التضحيات لأنها أسست لمرحلة تاريخية جديدة من مصير الشعب الفلسطيني ومصير شعوب ودول المنطقة، لافتا إلى أن العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أحدث زلزالاً أمنياً وعسكرياً ونفسياً ومعنوياً في كيان الاحتلال الإسرائيلي ومهما فعل لن يستطيع أن يغير من نتائجه على حاضره ومستقبله، بعد أن كشفت العملية للإسرائيليين أنفسهم أن كيانهم أوهن من بيت العنكبوت.
وبين السيد نصر الله أن الإدارة الأمريكية سارعت برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لمساندة هذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل أمام بطولات المقاومة، حيث فتحوا له المخازن الأمريكية كما طلب الكيان منذ اليوم الأول 10 مليارات دولار، مؤكداً أن هذه السرعة الأمريكية لاحتضان الكيان ومساندته تكشف وهنه وضعفه وفشله.
وأشار السيد نصر الله إلى أن كيان الاحتلال يطرح أهدافاً لا يمكن أن يحققها أو يصل إليها، حيث وضع في عام 2006 هدفاً تمثل بالقضاء على المقاومة في لبنان واستعادة أسيريه دون تبادل لكنه رغم عدوانه الذي استمر 33 يوماً لم يحقق أهدافه، واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع جرائم ومجازر أكبر أغلب ضحاياها من النساء والأطفال.
وقال السيد نصر الله: إن الأمريكي هو الذي يدير الحرب في غزة وواشنطن مسؤولة بشكل مباشر عن كل ما يقوم به الاحتلال من قتل ومجازر وتدمير في القطاع، وإن ما يجري يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب ويكشف غباءه وحماقته وعجزه لأن ما يقوم به هو قتل الأطفال والنساء، مؤكداً أن مشاهد المجازر الآتية من غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو.
ولفت السيد نصر الله إلى أن المعركة في غزة اليوم فاصلة وحاسمة وما بعدها ليس كما قبلها، ويجب على كل حر في العالم تحمل المسؤولية تجاه غزة وعلى جميع الدول العربية أن تعمل كل ما بوسعها لوقف العدوان الإسرائيلي وأن تنتصر المقاومة في غزة لأن هذا الانتصار مصلحة وطنية لجميع الدول العربية، مبيناً أن معركة طوفان الأقصى أًصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة، وأن قرار المقاومة في العراق واليمن الدخول في قلب المعركة حكيم ومهم، كما أن قرار المقاومة العراقية استهداف قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسورية صائب وشجاع.
وقال السيد نصر الله: المقاومة في لبنان دخلت المعركة مع العدو الصهيوني منذ الثامن من تشرين الأول، وما يجري على الحدود مع فلسطين المحتلة هو الأول من نوعه في تاريخ الكيان سواء باستهداف المسيرات والآليات والجنود وتجمعاتهم والتجهيزات الفنية وبمختلف الأسلحة، مشيراً إلى أن المقاومة تخوض منذ الثامن من تشرين الأول معركة حقيقية تختلف عن كل المعارك التي خاضتها سابقاً.
وأضاف السيد نصر الله: منذ الثامن من تشرين الأول جاء التهديد الأمريكي، وهنا أقول إن تطور وتصاعد الجبهة على الحدود مع فلسطين المحتلة مرهون بأحد أمرين أساسين، هما تطور لأحداث في غزة لأن جبهتنا هي جبهة دعم ومساندة لغزة والمسار الثاني هو سلوك العدو الصهيوني باتجاه لبنان وهنا أحذره من التمادي، وأؤكد أن كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات وأن نكون جميعاً جاهزين لكل الاحتمالات المفتوحة، ونؤكد للعدو أنه سيرتكب أكبر حماقة في تاريخه إذا ما فتح جبهة لبنان.
وتوجه السيد نصر الله للأمريكيين قائلاً: إن التهويل علينا وعلى المقاومين لا يجدي نفعاً لا على الدول ولا على المقاومة، وأساطيلكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام وقد أعددنا لها العدة أيضاً ولتتذكروا أن من هزمكم في لبنان ما زالوا على قيد الحياة ومعهم أولادهم وأحفادهم.
وأوضح السيد نصر الله أن طريق الحل ليس التهويل على المقاومين بل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومن يريد وقف الحرب في المنطقة يجب عليه وقف هذا العدوان، مشيراً إلى أن الخاسر الأكبر في أي حرب إقليمية ستكون واشنطن ومصالحها وقواتها.
وشدد السيد نصر الله على أن غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر والمعركة اليوم هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه والجميع يجب أن يعمل لوقف العدوان على غزة وأن تنتصر المقاومة في غزة.
وخاطب السيد نصر الله الشعب الفلسطيني بالقول: إن صمودنا جميعاً ستكون نتيجته النصر الأكيد نحن وإياكم سنلتقي قريباً للاحتفال بانتصار المقاومة في قطاع غزة والشعب الفلسطيني.