سورية تسجل عنصر الزجاج المنفوخ على قوائم التراث الإنساني
أدرجت منظمة اليونسكو اليوم عنصر الزجاج المنفوخ على قوائم التراث الإنساني، خلال اجتماع الدورة الثامنة عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي في جمهورية بوتسوانا
تعود أصول حرفة نفخ الزجاج إلى زمن غابر، حين انفرد حرفيو دمشق بريادة التقنية المذهلة للنفخ في الزجاج المصهور لصوغ أعمال فنية آسرة ثمّ عبر إرث مهاراتِهم وانتشر إلى أنحاء العالم، فأثرى النسيج الثقافي لمجتمعات لا تعد ولا تحصى.
في وصفها لحرفة نفخ الزجاج التراثية التي تعود أصولها الحرفة إلى كنعانيي الساحل السوري “الفينيقيين” الذين عملوا على نقلها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، قالت منظمة اليونسكو على موقعها الرسمي إنها حرفة دمشقية أصيلة لصنع أشكال زجاجية باستخدام قطع من مخلفات الزجاج لإنشاء قطعة جديدة.
يجري وضع قطع من الزجاج داخل فرن من الطوب مصنوع يدويًا حتى تذوب، ثم يلف الحرفي الزجاج المنصهر حول اسطوانة “بوري” معدنية مجوفة، ليبدأ بنفخ الزجاج عبرها، باستخدام ملقط معدني لتشكيله بالشكل المطلوب، مثل كوب أو مزهرية أو مصباح أو زخرفة.
تستخدم الأصباغ المسحوقة لتلوين الزجاج أثناء ذوبانه أو لتزيينه بمجرد تبريده وتصلبه، ويتميز الزجاج الدمشقي المنفوخ بألوان خاصة تزينه منها الأبيض والأزرق والأخضر والقرمزي، بالإضافة إلى الزخارف المطلية بالذهب.
وظلت هذه الحرفة سابقًا متداولة ضمن عائلات محددة، حيث كان الأب ينقل أسرار الحرفة إلى أولاده، أما حاليًا يجري نقل هذه المعرفة والمهارات بشكل غير رسمي من خلال الممارسة العملية في ورش العمل.
وقال بيان مشترك من وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية إن منظمة اليونسكو بتقييم واعتماد خطة الصون الوطنية لهذا العنصر والتي تهدف لإعادة احياء الحرفة وتطويرها كأحد الصناعات الإبداعية السورية إذ عملت فرق وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية، بمشاركة الحرفيين حاملي العنصر على رصده ومعاينته وتوصيف التحديات التي تواجهه وتوثيقه تمهيداً لتجهيز الملف الخاص الذي تم تقديمه لمنظمة اليونسكو في العام ٢٠٢٢.
حيث يعد عنصر نفخ الزجاج السوري التقليدي هو سادس عنصر من التراث السوري اللامادي المدرج على قوائم التراث الإنساني بعد الصقارة والقنص، مسرح خيال الظل، الوردة الشامية، القدود الحلبية وصناعة الأعواد والعزف عليها.