مجتمع

طائشة مجهولة المصدر تصيب الأبرياء

طالما سببت “رصاصة” الأعياد والمناسبات والأفراح قلقاً للعديد من الناس، ولاسيما أنه في كل عام ومع دخول الدقائق الأولى للسنة الجديدة تتصارع رشقات الرصاص في الهواء لتبدل مشاعر الفرح إلى خوف وربما لمأتم.

رافقت ظاهرة إطلاق النار مختلف المناسبات كالأعراس والجنازات ونتائج الإمتحانات والأعياد، ولكنها تبدو بصورة أبرز في ليالي الميلاد ورأس السنة، ومع إقترابها يعود الترقب إلى الشارع في العاصمة دمشق بسبب الخشية من تكرار حوادث الرصاصات الطائشة، خاصة أن السنوات السابقة شهدت أحداث مفجعة.

تعميم وزارة الداخلية السورية الذي سبق أعياد الميلاد ورأس السنة لعام ٢٠٢٤ جاء للتذكير بضرورة التقيد بالإمتناع عن إطلاق العيارات والألعاب النارية في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة وأماكن التجمعات تحت طائلة إتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين والتقيد بقواعد السلامة المرورية.

تعميم مكرر ولكن!

يتكرر التعميم السابق ذكره كل عام لكن يبقى السؤال هل هناك من يعي حقيقة المخاطر التي قد تلحق بالآخرين جراء هذا الفعل الطائش، مشاهد وأصوات رصاص أعياد السنوات السابقة تؤكد عدم إلتزام أغلب المواطنين بهذه التعاميم، فضحايا وإصابات مؤكدة لأشخاص كثر وقعت وسط أحياء العاصمة وفي أغلب المحافظات، ويطالب المواطنون بضرورة تكثيف إنتشار الدوريات وقوى الأمن الداخلي لضبط هذه المخالفات، وعلى المشرع أن يكون حازماً ويشدد العقوبة ويكثف حملات التوعية والإرشاد للسلامة والأمان حرصاً على أرواح المواطنين.

في مطلع عام ٢٠٢١ تعرض ٢٦ شخصا للإصابة بالرصاص الطائش في عدد من المحافظات السورية، وتكرر الأمر نفسه في ليلة رأس السنة لعام ٢٠٢٢ و٢٠٢٣، وتختلف عقوبة إطلاق النار العشوائي بحسب الحالة فإذا كان مطلق النار غير حائز على رخصة فهو جرم له عقوبته، كما تختلف تلك العقوبة إذا أصاب أحدهم أو في حال إلحاق الضرر بالمؤسسات والناس أو إقلاقهم وإخافتهم وتتراوح العقوبة من ثلاثة أشهر سجن إلى ثلاثة سنوات للجنحة أما جرم القتل والتسبب بإصابة فعقوبتهما من ثلاث سنوات الى 15 سنة بحسب نوع وظروف ونتائج الجرم، هذا ولا يمكن إغفال حقيقة أن من دخل السجن بمثل هذه العقوبة لم يكن قاتل حقيقي وإنما شخص يعبر عن مشاعره ولكن بطريقة عشوائية، دون أن يلتزم بتعاميم وقوانين تصدر لحمايته وحماية الآخرين إذاً الضحية لا تعرف من أصابها والجاني لايعرف ماذا فعل، بالرغم من علمه المسبق بأن الرصاصات لن تبقى في الجو ولابد أن تعود للسقوط.

صلاح الدين الخطيب الرئيس السابق للإتحاد العربي السوري للرماية وهو بطل دولي في الرماية يقول في تصريحات اعلامية، أنه عند إطلاق الرصاص دون توجيه على هدف محدد سيسقط المقذوف بشكل حر متجهاً نحو الأرض، وتعتمد قوته على مركز الثقل وقانون الجاذبية الأرضية وتختلف زاوية سقوطه حسب زاوية الفوهة وهناك أسلحة يكون سقوط المقذوف فيها على بعد كيلومتر أو أثنين أو ثلاث، وهناك مقذوفات من مسدسات تنطلق نحو ١٠٠ إلى ٢٠٠ متر وتسقط بعدها، ومن يصوب بزاوية 90 درجة بشكل عامودي قد يصيب أحد الموجودين في التجمع حوله وبزاوية 45 درجة سيتسبب بإصابة مباشرة لمن حوله، وبرأيه أن أي زاوية تسديد عشوائي تعد خطرة ولا يمكن الإعتماد على زاوية محددة ففي حال إطلاق النار خلال الفرح أو الحزن لا يمكن القول أن من يمسك السلاح سيتمكن من الإلتزام بزاوية محددة.

سليمة كلثوم