الصديق النرجسي..صفاته وكيفية التعامل معه
الشخصية النرجسية في الصداقة هي شخصية سامّة وأنانية وغير قادرة على تقديم فروض الصداقة إن صحّ التعبير، فالصديق النرجسي ينظر للأشخاص المحيطين به على أنهم موظفون أو مسخرون من أجله، أحلامهم ومشاعرهم وحقوقهم جميعها غير ذات أهمية أمام أحلامه ومشاعره وحقوقه المبالغ بتقديرها، هو لا يخطئ وهم دائماً مخطئون، هو لا يفشل وهم لا ينجحون إلّا بالصدفة، هم في نظره حاسدون حاقدون دائماً لكنّه هو في الواقع أكثرهم حسداً!
النرجسية كمصطلح علمي ليست الغرور أو الأنانية أو حب الذات كصفات منفردة، بل هي اجتماع هذه الصفات وتطورها لدى الفرد إلى حالة من الهوس بالذات تجعله غير قادر على رؤية الأشخاص والأفكار والتجارب إلّا من عين نفسه ومن نافذة غروره، ما يحرمه القدرة على التعاطف والتفهّم والتضحية، وهذه الأمور تعتبر أساسيات الصداقة والعلاقات الإنسانية السويّة والطبيعية!
صفات الصديق النرجسي
الغرور المفرط وعشق الذات: يرى في نفسه ما ليس فيه وما لا يراه الآخرون بطبيعة الحال، ولا يتأخر الصديق النرجسي عن التعبير عن غروره وحبه لذاته بالقول والفعل مهما كان ذلك مؤذياً للآخرين.
الشعور غير المبرر بالاستحقاق: يشعر الصديق النرجسي أنه يستحق كل شيء يريده، فإذا كان هو وصديقه معاً في مقهى يعتقد أنه الأحق بالحصول على قائمة الطعام والشراب أولاً، وإن تقدما معاً إلى وظيفة يعتقد أنه أحق من الجميع بما فيهم صديقه بهذه الوظيفة وإن كان أقلّهم تأهيلاً، وهذا الشعور المبالغ به بالاستحقاق يدفع الصديق النرجسي لطلب معاملة خاصة من الجميع، ويثور عندما لا يحصل على هذه المعاملة.
غير قادر على التعاطف: لا يستطيع فهم مشاعر صديقه أو الأشخاص المحيطين به ولا تعنيه بالمطلق، ولن تجد الصديق النرجسي مستعداً للتضحية بوقته أو رفاهيته ليسمعك في أشد لحظات الحاجة للبوح أو الفضفضة، كما لن تجده الشخص الذي يحاول دفعك للنهوض أو الاستمرار، ولن يكون أفضل من يتفهّم أو يقدّر الظروف الاستثنائية.
يبحث عن علاقات تلمّع صورته: يريد الشخص النرجسي أن يكون محور اهتمام الآخرين وحديثهم وإعجابهم، وللأسف أن إحدى الوسائل التي يستخدمها لتلميع نفسه أمام الآخرين هي البحث عن أصدقاء يستطيع التحكّم بهم وإبراز تفوّقه عليهم، لا يستطيع الشخص النرجسي الاستمرار في علاقة الطرف الآخر فيها متفوّق عليه بأي شيء.
أناني بشكلٍ مفرط: كل الصفات النرجسية تقود في النهاية لسلوك أناني بشكل مفرط ومسمّم للعلاقة مهما كان شكلها، والأنانية العادية قد تكون مبنية على سلّم أولويات، لكن أنانية الأشخاص النرجسيين لا أولويات فيها، هي قائمة من بند واحد “الأنا”.
ليس جديراً بالثقة: العلاقة مع شخص نرجسي لا يمكن أن تكون مبنيّة على الثقة! كيف يمكن أن تثق بشخص لا يرى مشكلة بتحقيق أي رغبة من رغباته بأي وسيلة متاحة مهما بدت دنيئة، وكيف تثق بشخص يبحث دائماً عن التفوّق ولا يتحمّل فكرة أن تنجح أكثر منه أو تظهر بصورة أفضل، وكيف تثق بشخص لا يستطيع الشعور بالذنب ولا يقدر على الندم.
كيفية التعامل مع الصديق النرجسي
حاول فهم حالته: يجب أن تدرك أن اضطراب الشخصية النرجسية ليس مجرد صفة عابرة أو حالة من الغرور، هو مرض نفسي له أعراضه التشخيصية وطرق علاجه المصممة خصيصاً له، لذلك عليك تفهّم الحالة وتحديد إن كنت تتعامل مع شخص سلوكه أناني فقط، أم تتعامل مع شخص مضطرب.
وضع حدود للاحترام: لا تتهاون في وضع حدود ثابتة للعلاقة مع الشخص النرجسي، فهو يتصرف كالأطفال يختبر الحدود دائماً، وعندما تتسامح مع كسره للحدود يضع قوانين جديدة وحدوداً جديدة تناسبه ولا تناسبك.
تحدث معه وكن واضحاً بمشاعرك: لا تبالغ في العاطفية والرومانسية، لكن مع ذلك أظهر انزعاجك من طريقة تعامل صديقك النرجسي معك، وتحدث معه بوضوح بأن هذه العلاقة مزعجة بالنسبة لك ولا يمكن أن تستمر بهذه الصورة.
لا تهمل نفسك: يحاول الصديق النرجسي أن يكون محور العلاقة دائما والشخص الأهم فيها حتى لو كان ذلك على حساب صديقه أو تسبب له بالأذى النفسي أو العاطفي، اهتم بنفسك ولا تسمح بذلك وحاول أن تكون شخصا مؤثرا في العلاقة وليس تابعا للشخصية النرجسية.
لا تسمح لصديقك النرجسي باستغلالك: الشخص النرجسي عموماً شخص انتهازي استغلالي، وقد يستغل علاقته بك لتحقيق بعض المكاسب، لا تسمح بذلك وأظهر أن هذا الأمر مرفوض بالنسبة لك، فإما أن يحترم علاقته معك أو لن يرى منك أي مساعدة أو تسامح.
تذكّر الهدف من الصداقة: لسنا من أنصار إصلاح الآخرين وعلاجهم في العلاقات الشخصية، لأن الهدف من العلاقات الإنسانية هو تحقيق الرضا والسلام والحصول على الدعم والمساندة، فإذا كانت العلاقة مع الصديق النرجسي لا تحقّق أياً من هذه الأهداف بل تؤدي لعكسها، لمَ عليك الاستمرار في هذه العلاقة.
المصدر: مواقع متخصصة