ثقافة وفن

العدوان الأمريكي يطال أحد أبرز شواهد طريق الحرير

البعث ميديا – أماني فروج

يواصل العدوان الأمريكي انتهاكاته الصارخة التي سلكها في حربه على سورية للمساس بآثارها ومواقعها التاريخية وفق مسارين فالأول كان عن طريق الاستهداف والتدمير المباشر بالغارات العنيفة، والثاني عن طريق النهب المنظم والمفضوح الذي انتهجه بأسلوب حاقد عبر مسيرته الإجرامية في تاريخ العروبة.
فكان هدفه المباشر خلال الساعات الماضية “طريق الحرير” الذي جرى العمل مؤخراً على جعله السد المنيع لكسر العزل الدبلوماسي والحصار السياسي المفروض على سورية الواقعة بين العراق مصدر النفط الأساسي وتركيا، سورية التي تعد نهاية الممرات الاقتصادية الممتدة عبر آسيا ما يجعلها ممراً حيوياً للطرق البرية نحو أوروبا.
لاسيما وأن هذا الطريق استعاد وهجه مع زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الصين وبالتزامن مع الإعلان عن الممر الاقتصادي من الهند إلى أوروبا عبر الخليج وميناء حيفا واليونان وصولاً إلى ألمانيا، في وقت تسعى بكين لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط، وأفريقيا.
العدوان الأمريكي الأخير على محافظة دير الزور وبالتحديد منطقة الرحبة حسب رواية الشهود في المنطقة استهدفت بما يزيد عن ثلاثة صواريخ ما أحدث انفجارات مدوية سببت تصدعات وانشقاقات جسيمة في بنية قلعة الرحبة الأثرية والمباني الملحقة بها والمواقع الأثرية المحيطة وفقاً لتصريح مدير عام الآثار والمتاحف في سورية نظير عوض لشبكة البعث ميديا.
عوض وخلال حديثه عن العدوان عرج إلى أن بلدة الرحبة وقلعتها القريبة من نهر الفرات تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي في الجزيرة الفراتية، الذي منحها دوراً تاريخياً خلال القرون الوسطى، فوقعت على أرضها مجموعة من الأحداث التاريخية، التي شكلت انعطافات في مسارات التاريخ العربي الإسلامي، كما وفر لها موقعها غنى اقتصادياً وزراعياً وتجارياً، فهي تطل على سهل واسع كبير يرتوي من نهر الفرات.
ولفت عوض أن القلعة تعد من أهم المواقع الأثرية في سورية ذات طبيعة حجرية وطينية تتكون من ثلاثة طوابق فيها الكثير من مخازن وآبار المياه بنيت على مرتفع صخري خلال فترة العهد الأموي وتحديدا في زمن الخليفة المأمون قبل عام 260هـ على يد مالك بن طوق بن عباد التغلبي لذلك تسمى رحبة مالك وتطل على سهل زراعي.
ويحيط بالقلعة التي ما زالت أحد الشواهد الحضارية على العمارة العسكرية الإسلامية في الجزيرة السورية مدينة تاريخية كان لها دوراً اقتصادياً وتجارياً وسياسياً مهماً حتى نهاية الفترة الأيوبية وتمتعت بأهمية استراتيجية كونها أحد المحطات البارزة على طريق الحرير فكان مفتاح العبور بين بوابة سورية والعراق.
القلعة مسوّرة بسور خارجي مشيّد بالحجارة والقرميد، مؤلف من خمسة أضلاع أطولها الضلع الجنوبي المطل على البادية السورية، ويقع مدخله الرئيس في الضلع الشمالي الغربي. ثم هناك سور آخر مشيّد بالحجارة الكبيرة، مؤلف أيضاً من خمسة أضلاع أطولها الغربي، ويقوم وسط الأسوار حصن بُني في القرن السابع الهجري
أدانت وزارة الثقافة بأشد العبارات القصف الأمريكي الهمجي على قلعة الرحبة الأثرية الواقعة على نهر الفرات في منطقة الميادين بريف دير الزور والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الميلادي التاسع.
وأكدت الوزارة أن الاحتلال الأميركي في هذا العدوان السافر يخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية الداعية إلى حماية واحترام الممتلكات الثقافية وفق المادة الرابعة من اتفاقية لاهاي عام 1954 المتعلقة بذلك.