مزايا ومساوئ نظارات آبل فيجن برو
إعلان لبداية عصر جديد مع إطلاق نظارة الواقع الافتراضي المعزز “آبل فيجن برو” (Vision Pro) والتي يعتقد تيم كوك رئيس شركححة آبل أنها بمثابة منتج ثوري سيعمل على تغيير طريقة تواصل الأشخاص وتعاونهم فيما بينهم”.
وسيتضح مع الوقت ما إذا كانت نظارة الواقع الافتراضي المعزز الجديدة تمثل بداية عصر جديد على غرار هاتف “آيفون” قبل حوالي 15 عاما
وعلى غرار نظارات الواقع الافتراضي التقليدية فإن نظارة “آبل فيجن برو” معتمة نظرا لوجود شاشة فائقة الوضوح أمام كل عين، ولا يمكن الرؤية من خلالها، ولكن الكاميرات المدمجة في الكاميرا تجعل النطاق المحيط بالمستخدم مرئيا بالنسبة له.
وعلى العكس من وضع “باس ثرو” (Passthrough) المتوافر في نظارة الواقع الافتراضي “ميتا كويست 2” (Quest 2) فإن صورة النطاق المحيط بمستخدم “آبل فيجن برو” لا تبدو غائمة، بل تظهر بصورة مشرقة وفائقة الوضوح. لكن عندما يقوم المستخدم بتحريك رأسه إلى الخلف والأمام بسرعة، يظهر تشوش وضبابية في صورة نظارة “آبل”.
ويمكن للمستخدم من خلال الضغط لفترة طويلة نسبيا على الزر الدوار، والموجود على الجانب الأيمن من نظارة الواقع الافتراضي، إظهار نوافذ الشاشات الافتراضية أمام عينيه.
في البداية تظهر لمحة عامة على التطبيقات المتاحة بنفس طريقة عرض الصفحة الرئيسية للحاسوب اللوحي “آيباد” ويتم تحديد التطبيق من خلال النظر إليه، ويتم تشغيله بإيماءة إصبع مثل النقر على الفأرة.
ولا يتعدى الأمر نصف دقيقة حتى يتمكن المستخدم من الاعتياد على عناصر التحكم التي تشمل توليفة من النظر إلى بنود القائمة، واختيارها بواسطة حركات الأصابع واليد.
وللتعرف على الجودة الرائعة للشاشة يكفي عرض صورة بانورامية تم التقاطها بواسطة الهاتف الذكي “آيفون”. ويشعر المستخدم بأنه في منتصف الصورة، ويمكنه مشاهدة جميع التفاصيل، والتي بالكاد لا ترى على الشاشات العادية أو حتى شاشة الهاتف الذكي “آيفون”.
وينغمس المستخدم في الواقع الافتراضي بشكل مقنع للغاية نظرا لأن نطاق الرؤية ليس مقيدا، ولا يظهر سوى حافة ضيقة للشاشة باللون الأسود، وظهر العرض التوضيحي لتطبيق التلفاز “تي في بلس” (TV+) مع الإصدار ثلاثي الأبعاد بأنه أكثر إقناعا من أي فيلم ثلاثي الأبعاد في صالات السينما أو على أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد.
وأصبحت الأجواء أكثر إثارة عند عرض “آبل” للنظارة مع الأفلام ثلاثية الأبعاد، التي تم إنتاجها خصيصا لنظارة “آبل فيجن برو” حيث يبحث المستخدم بشكل تلقائي عن مكان للهروب عندما يشاهد وحيد القرن يركض نحوه، على الرغم من أن هذه المشاهد ليست سوى مغامرة افتراضية.
وتزداد الإثارة أيضا عندما تكون محتويات الأفلام تفاعلية، حيث يضمن أحد العروض التوضيحية ظهور فراشة ملونة من صحراء صخرية تسقط على يد المستخدم الممدودة، ويشعر المستخدم معها بالفعل بأن الفراشة قد استقرت على إصبع الإبهام لبضع ثوان.وبعد ذلك تم قطع سلسلة التطبيقات الترفيهية خلال عرض النظارة من خلال إجراء مكالمة فيديو جماعية عبر تطبيق “فيس تايم” (Facetime) وعلى الرغم من أن موظف “آبل” على الجانب الآخر كان يستعمل نظارة “آبل فيجن برو” فإنه ظهر في الصورة دون النظارة على رأسه.
وقد تم تنفيذ ذلك عن طريق إجراء صورة رقمية ثلاثية الأبعاد تطلق عليها شركة “آبل” اسم “بيرسونا” (Persona) يتم إنشاؤها بواسطة الكاميرات المثبتة في النظارة، وتبدو هذه الصورة طبيعية، لأنه تتم محاكاة تعابير الوجه بشكل واقعي للغاية.
وقد ظهر خلال العرض استعمال متصفح الويب “سفاري” أيضا بواسطة نظارة “آبل فيجن برو” حيث لم تظهر أي عيوب أثناء التمرير، كما ظهرت النصوص بشكل واضح مع قراءتها بسهولة.
ولا تقتصر مزايا نظارة “آبل فيجن برو” على التعامل مع المحتويات فحسب، بل يمكن التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو أيضا، وخلال العرض التوضيحي تم عرض فيديو ثلاثي الأبعاد لحفلة عيد ميلاد للأطفال، والذي يتعذر إنشاؤه بواسطة كاميرا تقليدية.
وظهرت بعض الجوانب السلبية أثناء التجربة العملية لنظارة “آبل فيجن برو” ومنها أنها تفتقر للصوت القوي، كما أن الصوت المحيطي منخفض بشكل عام، فضلا عن أن نظارة الواقع الافتراضي المعزز ليست خفيفة الوزن حيث يقدر وزنها بحوالي 500 غرام.
ويحتاج المستخدم إلى الاعتياد على مفهوم الإمداد بالطاقة، حيث تعتمد نظارة “آبل فيجن برو” على بطارية خارجية معلقة بواسطة سلك طويل، ويلزم الاستعانة بهذه البطارية أيضا عند توصيل نظارة الواقع الافتراضي المعزز بمصدر التيار الكهربائي، حيث تعمل البطارية مثل المخزن المؤقت الوسيط.
ولا يمكن تقييم مدى ملاءمة نظارة “آبل فيجن برو” باعتبارها مكتبا متنقلا لأن التطبيقات المرتبطة بالإنتاجية لم تكن ضمن العرض التوضيحي، ومن المؤكد أن النظارة تستهدف عشاق التكنولوجيا الذين يمكنهم دفع 3500 دولار أميركي دون تفكير طويل، ليصبحوا أول من يستعمل تقنية “آبل” من اليوم الأول.
وتضم المجموعة المستهدفة أيضا مطوري البرامج الذين يرغبون في زيادة مبيعات التطبيقات من خلال تطوير إصدارات لنظارة “آبل فيجن برو”. وبالنسبة لعشاق التكنولوجيا من أصحاب الميزانيات المحدودة فإنهم يأملون أن تقوم “آبل” بطرح إصدار منخفض التكلفة من نظارتها الجديدة من أجل جذب فئة أكبر من العملاء.