الخنافس في المدن.. دليل وجود تهديد حقيقي في موطنها الأصلي!
شهدت مدينة دمشق وريفها وبعض المحافظات الأخرى انتشاراً كثيفاً للحشرات من نوع (الخنافس) وبأعداد كبيرة، وسط تساؤلات عن مصدر هذه الحشرات ومدى خطورتها وسبب انتشارها في هذه الأيام.
واشتكى العديد من سكان العاصمة للبعث ميديا من انتشار الخنافس خلال النهار وبشكل كبير في ساعات الليل، سواء على الطرقات أو على الشرفات وداخل المنازل، مع تركّز تلك الحشرات في أحياء دمشق القديمة.
وللحديث حول هذا الموضوع تواصل البعث ميديا مع مدير الوقاية في وزارة الزراعة، الدكتور إياد محمد، الذي بين أن هذه الحشرات هي خنفساء من النوع (Amara .sp)، وهذه الفصيلة معروفة بأنها مفترسات متعددة العوائل وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية، ويتغذى هذا النوع على عدد كبير من الفرائس كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة التي تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذيتها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة.
وأكد محمد أن هذه الحشرات من الكائنات الهامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي للنظم البيئية الزراعية والحراجية وكذلك كمؤشر على استقرار هذه النظم الطبيعية، مبيناً أن أنواع هذه الفصيلة تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية والبيئية التي تحصل في أماكن انتشارها كقطع الأشجار و الحرائق في الغابات والمراعي، بالإضافة للرعي الجائر في البوادي وكذلك تلوث التربة بالملوثات والمبيدات الكيميائية، وفقدانها او قلتها او خسارة هذا النوع يعد جرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئية التي يسببها الإنسان في الطبيعة.
وعن دخولها للمدن، أوضح مدير الوقاية أن هجرة هذا النوع ودخوله بهذا الشكل هو رد فعل على تهديد حقيقي يواجه وجودها في موطنها الأصلي، وقد تكون الحرائق الكبيرة التي اجتاحت جبالنا في الموسم الماضي كان لها بالغ الأثر في اضطراب موطنها الأصلي، على اعتبار أن الغابات من أهم البيئات الطبيعية التي تضم هذه الأنواع الحشرية الهامة.
وحول النصائح والتوصيات للتعامل مع هذه الحشرات قال الدكتور أنه يجب عدم القضاء عليها في المناطق الزراعية لأنها مفيدة كونها تتغذى على بعض أنواع الآفات الزراعية، إما في المناطق السكنية يجب إطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة وإحكام إقفال الأبواب والمنافذ جيداً لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.
ابراهيم مخلص الجهني- البعث ميديا