انتهت كل الحلول.. الأمر متروك للشبكة!!
تخيل لو أن خدمة الانترنت تتوقف في العالم، وأن الاتصالات مقطوعة وغير ممكنة، ماذا يمكن أن يحدث حينها، بالاعتقاد سيكون الأمر كارثياً خاصة وأن عالم اليوم مربوط بشبكة اتصالات سيؤثر أي خلل فيها على كل المجالات الحيوية..
لندع العالم وشأنه، الأمر لا يعنينا، طالما أن القرارات التي تصدر عندنا تصب في مصلحة أهداف محددة “تحقق العدالة والنزاهة”، وهذا ما جاء في إعلان السورية للاتصالات لبرنامج قطع الاتصالات الخلوية والانترنت خلال امتحانات الشهادة الثانوية والعامة، والذي يأتي “استجابة لطلب وزارة التربية” بهدف ضمان سير العملية الامتحانية.
والأمر ليس مستغرباً أو مستهجناً، فهذا الموال صار عرفاً اعتدنا عليه مع كل امتحان للشهادتين خلال السنوات الماضية، وفي كل عام نتساءل ما الغاية منه، إذا كانت عمليات الغش تحصل بطرق أخرى فلماذا تُقطع الاتصالات إذاً، حيث نسمع في كل مرة عن تسريبات للأسئلة وضبوطات لحالات غش متعددة.
بالتأكيد نحن مع أي إجراء يضمن ضبط العملية الامتحانية والرقابة عليها، حتى لا يأخذ أحدٌ جهد أحد، ويتميز الطالب المتفوق بعلمه ودراسته واجتهاده عن غيره، وينال كل واحدٍ الدرجة التي يستحقها، ولكن مع تعاقب السنين لابد من إعادة النظر بهذه الآلية ومدى فعاليتها والجدوى منها.
والاستمرار في الاعتماد على هذه السياسة يدفعنا للتساؤل عن دور كوادر التربية في هذه العملية، وهل عجزت كل الحلول عن ضبط العملية الامتحانية دون الحاجة للجوء إلى قطع الاتصالات والانترنت، ولماذا لا نزال نسمع عن بعض التجاوزات ضمن القاعات الامتحانية، رغم كل تلك الإجراءات، خاصة مع تركيب كاميرات مراقبة في بعض المراكز العام الماضي، والإعلان عن زيادتها هذا العام في قاعات ومراكز جديدة، مع عدم تحديد للمراكز والمحافظات التي ستركب فيها.
تتباين آراء الشارع حول هذا الإجراء، مع الإجماع على أنه حل ناقص وغير مجدي، وأن الحل يكون بوقف تسريب الأسئلة قبل الامتحان والتشدد في الرقابة داخل القاعات الامتحانية، ومعاقبة كل من يثبت تورطه بذلك.
وفي النهاية تعطيل الحياة عبر قطع الاتصالات والانترنت ريثما ينتهي الطلاب من التقديم لن يمنع اختراق الشهادة الثانوية وحسب، بل سيتسبب بتعطل الكثير من الأعمال التي تعتمد في معظمها على هذه التقنيات وترتكز عليها.
لذا لا بد من البحث عن مواطن الخلل التي أدت إلى هذا الوضع وضبطها جيداً لمنع أي تجاوزات في العملية الامتحانية، بما يضمن فعلاً تحقيق العدالة والنزاهة كما تطمح التربية.
رغد خضور