“أبناء الشمس” يعرضون منتجاتهم في بازار خيري
يطلقون عليهم اسم “أبناء الشمس”، وأحياناً كثيرة هم أشخاص “متلازمة الحب”، “ذوي الهمم”، “أصحاب القلوب البيضاء”، وعلى اختلاف التسميات إلا أن الإجماع في كل وقت ومكان على أن هؤلاء هم أفراد فاعلون قادرون على العطاء، وليسوا فقط مجرد ضعفاء يحتاجون للحماية.
هذه الأفكار التي أراد القائمون على بازار “أبناء الشمس” طرحها وإيصالها للمجتمع، خلال الفعالية التي أقيمت في المركز الثقافي الروسي بدمشق، خاصة وأن المركز يدعم بشكل مستمر المؤسسات الخيرية التي تتعامل مع الأطفال والشباب من ذوي الإعاقة، وذلك وفقاً لما تحدث به مدير المركز، الدكتور نيكولاي سوخوي، لـ”البعث ميديا”.
مدير المركز بين أنهم قدموا، بالتشارك مع ثلاث مؤسسات خيرية عاملة في هذا المجال، فرصة لتلك الجمعيات لدعم أفرادها عبر طرح منتجاتهم في البازار الخيري، لافتاً إلى أن البازارات عادة تكون خلال مناسبات معينة، كعيد الميلاد وغيرها، إلا أنه تم الاتفاق بداية موسم الصيف لطرح المنتجات اليدوية للأطفال “أبناء الشمس” لدعمهم، ليأتي هذا البازار بالتزامن مع معرضٍ للوحات الفنية لفنانين فلسطينيين بمناسبة يوم الأرض، في رسالة سياسية واجتماعية بأن سورية وروسيا وفلسطين معاً في هذه المعركة من أجل السلام في الشرق الأوسط.
دعم المركز الثقافي لهذه الفعاليات مستمر منذ سنوات، من خلال إقامة العديد من الأنشطة بالتعاون مع جمعيات رعاية ذوي الهمم، وبحسب مسؤولة العلاقات الثقافية، آية شحادة، جاء بازار “أبناء الشمس” لتكريم هؤلاء الأشخاص، ومساعدهم على تسويق منتجاتهم، التي تنوعت بين المشغولات اليدوية على اختلاف أنواعها، كدعم بسيط لهم.
وإيجاد مكان لتسويق منتجاتهم من الصعوبات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، كما عبرت رئيس مجلس إدارة جمعية سلوك للأشخاص ذوي الإعاقة، ولاء الحسن، حيث لفتت، في حديث مع “البعث ميديا”، إلى أن الهدف من المشاركة هو تسليط الضوء على هؤلاء الأشخاص القادرين على صنع منتج والتسويق له.
وبينت أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم قادرين على التدرب والتطور حتى يكون لديهم إنتاج فعلي على مستوى السوق، والمبادرة والتحدث عن منتجاتهم ومشاركتها، مشيرة إلى أن الجمعية تؤهل هؤلاء الأشخاص من عمر ال13 سنة حتى تصل إلى مرحلة التأهيل المهني والتي يكون لديهم فيها منتج من صنعهم.
ونوهت الحسن إلى أن هناك الكثير من الأمور التي لم يُسلط عليها الضوء من قبل القوانين الخاصة بهم، إلا أن القانون الجديد الذي يجري الحديث عنه مؤخراً ينصف هؤلاء الأشخاص ويحميهم أكثر ويحمي خصوصيتهم في المجتمع، إذ إن أهم ما يمكن تقديمه هو قانون داعم للأشخاص ذوي الإعاقة لأنهم ليسوا ضعفاء بحاجة حماية، هم أشخاص منتجين فاعلين، موجودين على أرض الواقع.
المشغولات اليدوية التي شارك بها “أبناء الشمس” تميزت ببساطتها ودقة صنعها وحرفيتها، فكانت أعمال التطريز والصوف والرسم عن طريق المسمار، والمنتجات المصنوعة من الخرز، ليعرض المشاركون أعمالهم بكل محبة وشغف، ومن بينهم إلياس ورغد، من جمعية السفينة، اللذين تحدثا معنا عن أعمالهما من المشغولات اليدوية، كالحقائب وكروت المناسبات ومحددات الكتب والاكسسوارات وغيرها، التي تشاركوا بها مع رفاقهم في الجميعة، فكل فرد يختص بمهمة معينة ويخوض في مرحلة محددة من عملية صنع المنتج، الذي يخرج في النهاية بمجهود جماعي.
والتركيز على الأعمال البسيطة التي يستطيع هؤلاء الأفراد من القيام بها، من الأمور التي تركز عليها جمعية الرجاء، كما ذكرت مسؤولة القسم المهني فيها، رنا الشيخ عمر، والتي لفتت إلى أن الجمعية تدرب الأشخاص من عمر 15 إلى 25 سنة، ليكونوا مؤهلين قادرين على صنع منتج متكامل، على الرغم من تفاوت القدرات بين المنتسبين للجمعية.
وشددت على أن الهدف من المشاركة هو تعزيز ثقة هؤلاء الأشخاص ليتمكنوا من العمل والإنتاج وأن يكون لهم وارد ليكونوا قادرين على دعم أنفسهم، إضافة لتعريف العالم على هذه الفئة من الطلاب الذين لا يعرف أحد كم هم قادرون على العطاء، وكل ما يحتاجونه هو القليل من الاهتمام، آملة أن تكون القوانين التي تصدر داعمة لهم أكثر.
البعث ميديا – رغد خضور