ثقافة وفن

حسن سامي يوسف يغادر “عتبة الألم” 

البعث ميديا – نجوى صليبه:

“شجرة النارنج” و”الشقيقات” و”نساء صغيرات” و”رجال ونساء” ينعون جزءاً من “أيامنا الحلوة”، فما عاد خبراً رائجاً رحيل صاحب “أسرار المدينة”، لأنّنا وبعد “الانتظار” تأكّدنا من رحيل الكاتب الفلسطيني ـ السّوري حسن سامي يوسف عن عمر يناهز الـ 79 عاماً، قضاها باحثاً عن شخصيات منوّعة ومختلفة وغنية لتكون أساس بنائه الدّرامي.

 

وما إن انتشر خبر وفاته، حتّى بدأ الأصدقاء والكتّاب والأدباء والسّينمائيون نعيه بأصدق الكلمات، معبرين عن خسارتهم الكبيرة.

 

يقول الدّكتور محمد الحوراني رئيس اتّحاد الكتّاب العرب: “بعد رحلة من الألم والأمل والعطاء، وأعمال كثيرة أرادها تثبيتا للذاكرة الحقيقية لأبناء فلسطين والأمة، الأديب الفلسطيني ـ السوري العروبي الأصيل حسن سامي يوسف يغادر “عتبة الألم”، تاركاً إرثاً من العطاء والمعرفة والدراما القائمة على بناء الإنسان وإعماره، والتأسيس لجيل يحفظ إرث آبائه وأجداده ويصون هذا الميراث العظيم، من خلال ثلاثيته التي تناولت كثيراً من جوانب مأساة النزوح وأدبها.. حسن سامي يوسف أيها الفلسطيني الحامل هموم أمته وأبناء بلده، أيها المتعب بذكرياته وأحلامها ووجع شعبه الفلسطيني المصلوب على خشبة الكبرياء والعزة، ستبقى دائم الحضور في فكر وثقافة وضمير كل مثقف وكاتب وفنان عرف أصالة فكرك وصدق انتمائك، وستبقى “رسالتك إلى فاطمة” “الزورق” التي نبحر بها حتى الوصول إلى “بوابة الجنة” التي اشتغلت عليها من خلال تأسيسك وصياغتك للهوية في رواياتك ومسلسلاتك، كيف لا وأنت القادم من عمق النضال والمقاومة فلسطين إلى قلب الثبات على الموقف دمشق، مروراً ببطولات المقاومين وحكاياتهم في لبنان.. ستذكرك المؤسسات الثقافية والإعلامية والفنية في سورية والوطن، وسيبكيك حي الميدان وحي الأمين ومخيم اليرموك، متذكراً إخلاصك الكبير لفلسطينك وتكريسها وتجذيرها في أدبك وفنك ولقاءاتك، تماما كما هو غسان كنفاني الذي أحببته فكرا وأدباً”.

ويقول المخرج السّينمائي فراس محمد: “خبر موجع.. بعد شهرين من وفاة شريكه وصديقه عبد اللطيف عبد الحميد.. خسارات لقامات كبيرة”.

أمّا الزّميل الإعلامي رامي بديوي، قال: “وداعاً حسن سامي يوسف.. شكراً لك بحجم قلوبنا وذاكرتنا”.

 

ولد الرّاحل في قرية لوبيا بالقرب من بحيرة في فلسطين عام 1945، وبعد نكبة فلسطين عام 1948 التجأت عائلته إلى لبنان ومن ثم إلى سورية، ومن حينها لم يفارق دمشق ولم تفارقه، إذ عمل ممثلاً في مسرحها القومي، حتى عام 1968 أرسلته وزارة الثقافة لدراسة السينما في المعهد العالي للسينما في موسكو ـ كلية السيناريوـ، وبعد عودته، عيّن في المؤسسة العامة للسينما مديراً لدائرة النصوص.

 

عمل يوسف مستشاراً درامياً للكثير من الأفلام منها “وقائع العام المقبل”، و”حادثة نصف متر”، و”نجوم النهار”، و”رسائل شفهية” و”صعود المطر”، وغيرها، وبالإضافة إلى الأعمال الدّرامية التي سبق ذكرها في المقدمة، في رصيد يوسف السينمائي “قتل عن طريق التسلسل” و”الاتجاه المعاكس” و”غابة الذئاب” و”يوم في حياة طفل”، وفي رصيده الرّوائي “الفلسطيني” و”الزورق” و”رسالة إلى فاطمة” و”بوابة الجنة” و”فتاة القمر”.