انعقاد أولى جلسات الحوار في ورشة العمل حول أدبيات الحزب ولـوائـحـه الـداخلـية بـرئاسـة الـرفيق الأمـين الـعام المساعد
دمشق – البعث
عقدت اليوم في مبنى دار البعث أولى جلسات الحوار في ورشة العمل حول أدبيات الحزب ولوائحه الداخلية برئاسة الرفيق الأمين العام المساعد د. إبراهيم الحديد، وذلك بناءً على مخرجات اجتماع اللجنة المركزية الموسعة في 4-5-2024م واستلهاماً لكلمتي الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد في افتتاح الاجتماع وفي ختامه.
استهل الرفيق الحديد الجلسة الأولى بتأكيد أن الحزب مر بتجارب ومواقف كثيرة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، مشيراً إلى أن إتباع منهج جديد بات ضرورة حتمية لعملنا ولعلاقتنا بحزبنا وشعبنا، فنحن نمر في ظروف إقليمية ودولية جديدة، وهناك وعي مجتمعي جديد، وإذا لم يطور الحزب ذاته على مستوى الوحدتين التنظيمية والفكرية فسوف يصعب على الأجيال الجديدة التعامل مع مستلزمات هاتين الوحدتين.
وقال الرفيق الحديد: في هذا السياق لن نتنكر لتاريخنا ولا لثوابتنا، ولا لمبادئنا ولا لأهدافنا، ولن نضع أنفسنا في موقف الاضطرار للشعور بالندم، ونحن بحاجة إلى مواجهة مع أنفسنا ومؤسساتنا وسياساتنا وطموحاتنا ومقاربة مستقبلنا الجديد، كما أننا بحاجة لبدء الحوار المنهجي، ووضع برامج وأفكار نناقشها ونتحاور فيها في ورشات عمل خاصة، وندع للجدل أن يسلك مجراه موضوعياً، وسوف نعرض ما وصلنا إليه على اللجنة المركزية.
ونوه الرفيق الحديد إلى أن مشكلاتنا لن تحلّ إلا بالتزام المعايير وتطبيق الأنظمة والقوانين، وقد بات جزء من الحلول معروفاً، وجزء آخر لا يزال يحتاج إلى قوننة تنظيمية، ومنهجية معرفية وعموماً نحن بحاجة إلى مراجعة تنظيمية من الحلقات الأدنى إلى الحلقات الأعلى، وإعادة تقييم علاقة المؤتمرات المتسلسلة ببعضها.
وشدد الرفيق الحديد على أننا، كبعثيين، نخلق بيئة سياسية تحتاج إلى إطار تنظيمي منطقي وواقعي وواضح، وقد بادرنا سابقاً إلى الترخيص للأحزاب والتعاون معها تكريساً للتعددية الحزبية، وإذا كنا لا نستطيع الإدعاء بأننا نريد أن نصنع مجتمعاً سياسياً على مشيئتنا، إلا أننا مقبلون على مرحلة جديدة ينبغي أن نستفيد منها لبناء المجتمع السياسي الوطني المنشود.
وعبر الحديد عن الأمل بالوصول إلى نتائج إيجابية في المجالات التي سيتم الحوار حولها، ووضع ورقة عمل وتحديد جدول زمني والنقاط التي يجب إقرار صيغة جديدة لها.
بدورهم تحدث الرفاق المشاركون في ورشة العمل عن مرحلة مقبلة من التغيير أهم ما هو مطلوب فيها التحلي بالمنهجية ومعرفة من أين نبدأ، مشيرين إلى أن التحدي الأول يتمثل بالوضع التنظيمي داخل الحزب وقضايا التفرغ الحزبي، وممارسة مؤسسات الحزب الرقابية لدورها، وإعادة النظر ببنية القيادات القائمة ومدى تلبيتها لمهام الحزب حالياً؛ أما التحدي الثاني فيتمثل برؤية الحزب للمجتمع والدولة ودور القطاع العام وقضايا الدعم.. إلخ، أما التحدي الثالث والأخير فهو المنطلقات الفكرية التي تفرض على فكر الحزب أن يكون متوافقاً مع التطورات الراهنة.
وأشار الرفاق إلى أن العمل سيمضي بالتوازي في الاتجاهات الثلاثة، وإن كان هنالك عناوين لم تعد تحتفظ بذات أهميتها السابقة، فإن هناك عناوين لا تزال مطروحة بقوة كالعروبة والإسلام والتطرف والإرهاب والليبرالية الجديدة.
وشدد الرفاق على أنه من الضروري تفكيك التحديات الثلاثة أولاً بأول، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البعث أصبح حزباً وطنياً، أي حزباً للجميع؛ وهنا لا بد من الاعتراف بأنه حتى بعض البعثيين تغير وضعهم الطبقي، كما أن الحزب بحاجة إلى صياغة خطط عمل تأخذ بالحسبان البعدين المرحلي (الزمني)، والقطاعي (الجغرافي) إذ أن أولويات العمل الحزبي تختلف بين مرحلة وأخرى هذا من جهة، وبين بيئة وأخرى من جهة ثانية، ما يعني أنه لا ضير في أن تكون بعض الفقرات في اللوائح الداخلية قطاعية ومرحلية حسب الظروف التي تمر بها المؤسسة الحزبية في زمان ومكان محددين، إذ لا ضير في قليل من البراغماتية.
وجرى الاتفاق على تناول المشكلات التنظيمية واحدة تلو الأخرى: كشروط العضوية والنظام الداخلي ومكاتب القيادة المركزية والفروع الحزبية، وهل يحتاج الحزب إلى هذا الحجم من التفرغ لكوادر ليس لها عمل محدد؟
وشدد الرفاق المشاركون في الورشة على أهمية التناغم بين التغييرات التنظيمية كما يتصورها الحزب وبين التطورات الحاصلة في المجتمع، بحيث يستلهم الحزب المتغيرات الاجتماعية الحاصلة في العالم، والمجتمع السوري يتسم بالمعاصرة والانفتاح، في رسم وصياغة متغيراته الخاصة، فهناك معايير حديثة بدأت تفرض نفسها، كما أن هناك أشكال تواصل وتأثير جديدة ينبغي الأخذ بها، ومراعاتها عند التوجه إلى جماهير الأحزاب وجذبه والتفاعل معه بعيداً عن الكليشيهات التقليدية والايديولوجية الصلبة؛ ورغم أن تجربة البعث عريقة تاريخياً ويمكن الاقتداء بها وتمثلها إلا أن هناك تجارب يمكنه بالمقابل الاستفادة منها في التعاطي مع قاعدته التنظيمية وجمهور أنصاره وأصدقائه من غير المنتسبين.
وأوضح الرفاق أن البعث ينبغي أن يستعد لشتى الاحتمالات في مجتمع يتسم بالسيولة المطلبية وحتى الفكرية، وأن يهيئ نفسه للتعامل مع شرائح متعددة من الرأي العام الذي ينبغي متابعته وتلبية احتياجاته المتقلبة.. كما عليه أن يحسب الحساب لشرائح يتزايد عزوفها عن السياسة.
واتفق الرفاق المجتمعون على مواصلة جلسات الحوار وورشة العمل هذه، وذلك وفق منهجية مبنية على تقسيم المجموعة إلى فريقين، الفريق الأول يبحث ويقدم ورقة عمل في الوضع التنظيمي واللوائح الداخلية للحزب، والفريق الثاني يبحث ويقدم ورقة عمل في مجال الثقافة والإعداد والإعلام.