التكنولوجيا الرقمية تساعد على حماية البيئة الإيكولوجية

بقلم ليانغ سوو لي
إعلامية صينية

في السنوات الأخيرة، بينما تولي الصين أهمية كبيرة لبناء الحضارة الإيكولوجية، أصبح التكامل المتعمق للتكنولوجيا الرقمية وحماية البيئة الإيكولوجية ذا أهمية متزايدة. من التحكم في تلوث الهواء إلى منع تلوث المياه ومكافحته، إلى حماية الأراضي الرطبة والغابات والمراعي، يتغلغل تطبيق التكنولوجيا الرقمية مثل البيانات الضخمة وشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي تدريجيا في مختلف المجالات، الأمر الذي لا يؤدي فقط إلى تحسين قدرات المراقبة والإنذار المبكر والاستجابة للقضايا البيئية، بل يوفر حلولا جديدة للتحديات البيئية الإيكولوجية المعقدة.
تطبيقها في التحكم في تلوث الهواء
كان تلوث الهواء مشكلة صعبة بالنسبة للحماية البيئية الإيكولوجية في الصين. مع تسارع التصنيع والتحضر، أصبحت مشاكل جودة الهواء بارزة بشكل متزايد. في السنوات الأخيرة، تم استخدام البيانات الضخمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في مراقبة جودة الهواء وتحليلها، لتصبح أداة قوية لمنع تلوث الهواء ومكافحته.
ومن خلال أنظمة مراقبة الملاحة المثبتة على المركبات وتقنيات مثل الكشف الراداري عن الجسيمات الجوية، من الممكن مراقبة كثافة الملوثات في الهواء وتحديد مصادر التلوث في الوقت الفعلي والتنبؤ باتجاهات انتشار التلوث. وبالإضافة إلى ذلك، قامت الكثير من المدن بإنشاء شبكات مراقبة جودة الهواء، والتي ترتبط عبر تكنولوجيا إنترنت الأشياء ويمكنها نقل البيانات في الوقت الفعلي، مما يوفر للإدارات ذات الصلة معلومات مباشرة عن التلوث وتساعدها في صياغة سياسات أكثر علمية لمنع التلوث ومكافحته. وقد حققت طريقة اتخاذ القرار القائمة على البيانات هذه نتائج ملحوظة في الكثير من المدن، حيث تستمر جودة الهواء في التحسن.
تطبيقها في منع تلوث المياه ومكافحتها
الموارد المائية هي مصدر الحياة، وكان التحكم في تلوث المياه دائما محور الحماية البيئية. تعتمد الطريقة التقليدية لمراقبة جودة المياه على أخذ العينات يدويا والاختبارات المعملية، والتي لها دورة طويلة وتغطية محدودة. وقد غيرت التكنولوجيا الرقمية هذا الوضع، فالجمع بين تكنولوجيا الاستشعار عن بعد والطائرات المسيرة يجعل مراقبة جودة المياه أكثر شمولا وأكثر دقة.
وفي الوقت نفسه، فإن تطبيق أنظمة مراقبة جودة المياه الذكية القائمة على إنترنت الأشياء جعلت من الممكن مراقبة ظروف جودة المياه في الوقت الفعلي. ويمكنها مراقبة مؤشرات التلوث في الأنهار والبحيرات في الوقت الفعلي ونقل البيانات الضخمة إلى السحابة لتحليلها. بمجرد اكتشاف أي شيء غير طبيعي، سيقوم النظام بإرسال إنذار على الفور حتى تتمكن الإدارات ذات الصلة من الاستجابة بسرعة. ولا تعمل آلية التحكم الدقيقة هذه على تحسين كفاءة مراقبة جودة المياه فحسب، بل يمكنها أيضا اتخاذ تدابير الاستجابة بسرعة في المراحل المبكرة من التلوث، مما يمنع بشكل فعال انتشار التلوث وتدهوره.
تطبيقها في حماية الأراضي الرطبة
تلعب الأراضي الرطبة دورا مهما في تنظيم المناخ وتخزين المياه ومنع الفيضانات والحفاظ على التنوع البيولوجي. ومع ذلك، تواجه حماية الأراضي الرطبة وإدارتها تحديات كبيرة، وإن تطبيق التكنولوجيا الرقمية في حمايتها أدى إلى تحسين كبير في قدرات إدارتها واستعادتها في هذا النظام البيئي الهش.
ومن خلال الجمع بين تكنولوجيا الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، يمكن للباحثين إجراء مراقبة طويلة المدى للتغيرات في الأراضي الرطبة وتحليل صحتها الإيكولوجية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن مراقبة مجتمعات نباتات الأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي والظروف الهيدرولوجية بالتفصيل من خلال استخدام الطائرات المسيرة وأقمار الاستشعار عن بعد، مما يوفر الأساس العلمي لحماية الأراضي الرطبة واستعادتها. كما يمكّن استخدام التكنولوجيا الرقمية الجمهور من فهم أهمية الأراضي الرطبة بشكل أكثر سهولة والمشاركة بنشاط في عمليات حمايتها.
تطبيقها في الوقاية من كوارث الغابات والأراضي العشبية ومكافحتها
تمثل الغابات والأراضي العشبية والأراضي الرطبة التي تديرها الإدارة الوطنية للغابات والأراضي العشبية في الصين أكثر من 70% من مساحة الأراضي للبلاد، وكانت قضايا مثل الرعي الجائر في الأراضي العشبية ومراقبة حرائق الغابات والمراعي من القضايا الرئيسية والصعبة في التحكم. ومن خلال إدخال شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ونقل الفيديوهات العالية الدقة عبر الشبكة في الوقت الحقيقي وشبكة الفيديو وشبكة البيانات وغيرها من التقنيات، تم توسيع نطاق مراقبة الغابات والأراضي العشبية بشكل كبير، كما تم تحسين دقة المراقبة بشكل كبير.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي استخدام الطائرات المسيرة المجهزة بمعدات التصوير العالية الدقة إلى مراقبة المناطق التي تحدث فيها حرائق الغابات بسرعة، مما يساعد رجال الإطفاء على فهم حالة الكارثة وصياغة خطط مكافحة الحرائق في الوقت المناسب. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لأنظمة الإنذار المبكر بالكوارث القائمة على الذكاء الاصطناعي التنبؤ بحرائق الغابات المحتملة في المستقبل أو الآفات الحشرية في الأراضي العشبية من خلال تحليل بيانات الأرصاد الجوية وبيانات الكوارث التاريخية، والأمر الذي يساعد في اتخاذ تدابير وقائية مقدما للحد من حدوث الكوارث والخسائر فيها.
إن التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية يضخ زخما جديدا في الحماية البيئية الإيكولوجية. وبالنظر إلى المستقبل، مع مواصلة تطوير التكنولوجيا الرقمية، فإن آفاق تطبيقها في مجال الحماية البيئية الإيكولوجية ستكون أوسع، وستكون الحماية البيئية الإيكولوجية أكثر ذكاء ودقة وكفاءة. وفي هذه العملية، لا تعد التكنولوجيا الرقمية مجرد أداة، ولكنها أيضا مفهوم من شأنه أن يعزز التعايش المنسجم بين البشر والطبيعة ويقودنا نحو مستقبل أكثر صديقة للبيئة واستدامة.