أكثر من 3400 مشروع في ” فرصة 2024″.. مسار لتكمين رواد الأعمال الشباب
البعث ميديا – رغد خضور
الأمر يبدأ بفكرة، و”الفرصة” المناسبة للنهوض بواقع الشباب والاستثمار في أفكارهم وطموحاتهم، هذا المبدأ الذي يقوم عليه ملتقى الاستثمار الريادي الذي ينطلق هذا العام بنسخته الثالثة من جامعة دمشق.
ومما لاشك فيه أصبحت ريادة الأعمال أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي، لما توفره من فرصة للأفراد لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة ومستدامة، ومن هذه الفكرة جدد الاتحاد الوطني لطلبة سورية دعمه لرواد الأعمال الشباب، لتطوير بيئة ريادية تمكن عملهم بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك وفقاً لما بينته رئيسة الاتحاد، الدكتورة دارين سليمان، خلال افتتاح الملتقى.
سليمان صرحت أن “فرصة” يسعى للترويج لأفكار الشباب ومشاريعهم، لتلتقي تلك الأفكار مع من يرغب بالاستثمار فيها لتحويلها إلى مشاريع قابلة للتحقيق، تبعاً لمؤشراته التي تضمن تحوله إلى مشروع متناهي الصغر ومشروع رائد للأعمال، لافتاً إلى أن الملتقى يضم أكثر من 16 مشروع وأكثر من 33 فريق عمل لهذه المشاريع.
وذكرت سليمان، في تصريح ل”البعث ميديا”، أن الأمر لا يتوقف عند “فرصة” إذ تتم متابعة المشاريع بعد الملتقى عبر فريق منظم من الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومؤسسة ريادة الأعمال، من خلال إرشادهم ودعمهم، منوهة إلى أن “فرصة 2024” طرح هذا العام فرصة لرواد الأعمال لمناقشة التحديات التي يواجهونها أمام الجهات الحكومية والرسمية لتبسيط الإجراءات وإزالة العقبات، وأهمها البيروقراطية، وتعديل الآليات المتبعة.
هذه الإضافة الجديدة شدد عليها رئيس مجلس أمناء مؤسسة “سيا” لرواد الأعمال، معتز سكرية، حيث لفت، خلال حديثه مع “البعث ميديا”، إلى أن جلسات الحوار هدفها أن يكون رواد الأعمال على تماس مع الجهات المعنية لنقل مشاكلهم وسماع الحلول الممكنة.
وأكد على أن العلاقة مع رواد الأعمال مستمرة، و”فرصة” هي منصة تضم الشركات الداعمة وشركات التدريب التي تقدم خدماتها لرواد الأعمال بشكل متواصل لتطوير أعمالهم، وهذا الملتقى هو مسار ليتحول الشباب من طالبي فرص عمل إلى صانعي هذه الفرص ومالكي أعمال.
ونظراً للعدد الكبير من المشاريع المتقدمة للمسابقة، والتي وصلت إلى ٣٤٤٧ مشروعا، بحسب المنهدس فايز اصطفان، عضو مكتب تنفيذي بالاتحاد الوطني لطلبة سورية، الذي صرح ل”البعث ميديا”، أنه تم تقييم الاستمارات المقدمة من قبل لجنة التحكيم، حيث اعتمدت عملي الفلترة على معايير عديدة كقابلية تطبيق المشروع على أرض الواقع، وبعد الفلتلة انخفض العدد إلى 70 مشروعا ترشحوا للمرحلة الثالنية وخضعوا لفترة من التدريب، والمرحلة الأخيرة كانت بمقابلة اللجنة، وعليه تم اختيار 16 ليكونوا ضمن الملتقى.
وعن معايير الاختيار، شرحت الدكتورة ريما حداد، عضو لجنة التحكيم، ورئيسة هيئة التخطيط الإقليمي، أن الاساس كان للفكرة وأهميتها وحداثتها وكمية الإبداع فيها وأيضاً الاستدامة التي يحققها المشروع الاقتصادية والاجتماعية، وأهمية المشروع في الوقت الحالي، اذ إن ما يهم هو مدى مناسبة المشاريع للخصوصية المكانية لكل منطقة في سورية وما تحتاجه من مشاريع.
حداد أوضحت أن الملتقى هو تفاعل بين ثلاثة قطاعات هي المجتمع، القطاع الخاص، والحكومي، إضافة إلى المجتمع الأكاديمي من خلال لجنة التحكيم، التي تم اختيارها بعناية لتقديم بيئة واعدة لهذه الأفكار والمشاريع حتى تكبر.
وأشارت إلى أن التركيز في “فرصة” بنسختها الثالثة كان على التحول الرقمي، وتنمية ودعم الأرياف، إلى جانب فئة مشاريع أخرى، أي أن “فرصة” تراعي متطلبات المرحلة الراهنية وتوجهاتها.
ونظراً لتنوع مجالات المشاريع، كانت لجنة التحكيم متعددة الخبرات، لذا كان هناك فرق مختصة بكل قطاع، وذلك بحسب ما أفاد المدير العام للهيئة الناظمة للاتصالات والبريد منهل جنيدي، ل”البعث ميديا”، الذي كان ضمن الفريق المختص بتقييم مشاريع التحول الرقمي، إذ إن أغلب المشاريع تدخل فيها تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
مدير الهيئة أكد على أن التقييم كان بناءً على الفكرة والحداثة وقدرة المشروع للدخول إلى سوق العمل وتحقيق ربحية وإيراد أولى لرواد الأعمال لإكمال طريقهم.
هذا وفاز بالمرتبة الأولى بالملتقى مشروع “بولمان” لفئة التحول الرقمي، ومشروع “آلة جني محاصيل الأشجار المثمرة” لفئة تنمية الريف، وعن فئة مشاريع أخرى فاز مشروع شبكية العين “الإلكترونية”.