التغيير ليس مستحيلاً

يمكننا فهم التغيير على أنه عملية التحول من الواقع الحالي للفرد او المؤسسة أو الدولة الى واقع آخر منشود نرغب بالوصول اليه، خلال فترة زمنية محددة، بأساليب وطرق معروفة، لتحقيق اهداف معينة.

لا شك بأن الواقع الذي يعيشه الأفراد والمؤسسات والدولة السورية، بات بحاجة للتغيير بناء على التطورات الحاصلة على الصعيد الداخلي، والإقليمي والدولي، بل وعلى الصعيد التقني والتكنولوجي، وتطور العلوم العامة والإنسانية، ونظريات التعاطي مع المجتمعات وقيادتها، واقع تفرضه متغيرات لا عد لها ولا حصر، ولعل الأهم في عملية التغيير التي تستهدف الواقع الحالي، هو وجود ما ننشد الوصول إليه كأفراد ومؤسسات على أن يكون منطقياً وقابلاً للتحقيق ومناسباً لنا.

فحين ننشد مستقبلاً أفضل على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية..إلخ فلا بد من الانطلاق مما نملك من مقومات وتوظيفها بطرق غير تقليدية، ولا يمكن ترك عملية التغيير مستمرة بلا خطة زمنية محدد وواضحة، أو برنامج عمل مقرون بزمن لتنفيذه، وهذا ما يعطي مصداقية وحافز للانجاز على أن يكون مبنياً على المعطيات السليمة ويستخدم الأساليب والطرق الممكنة والمتوفرة والتي تفضي إلى النتائج المرجوة أو المتوقعة.

وكوننا كأفراد (مواطنون) معنيون مباشرة بالتغيير الغير مستحيل، فعلينا أن نواصل الحوار سواء كان على مستوى المثقفين أو التجار أو الاقتصاديين أو العمال أو الفلاحين.. وكافة فئات المجتمع وعلى كل المستويات الفردية والمؤسساتية والوطنية، لصياغة معالم التغيير وأهدافه وخطته الزمنية، فلا تغيير يمكن الركون اليه لمجرد التغيير بل عليه أن يكون هادفاً، فأهداف التغيير عليها أن تكون حاضرة قبل الشروع بالعمل على تغيير الوضع القائم سواء كان تغييراً في الأشخاص أو الهياكل أو السياسات أو القوانين أو اللوائح الداخلية، أو أي مستوى من مستويات العمل الغير مرضية حالياً.

ولطالما كانت رسالة الرئيس بشار الأسد واضحة خلال خطابه أمام مجلس الشعب في الدور التشريعي الرابع، لجهة وصف التغيير بأنه أمر غير مستحيل، على ان ينطلق هذا التغيير من الذهنية وطريقة تفكيرنا ومقاربتنا للأمور وتفعيل دور مؤسساتنا، والتعامل بواقعية ودون الخضوع للتابوهات الجاهزة أو القوالب النمطية التي أرهقتنا لسنوات وزاد من عبئها ما صُدر الينا من مشاكل وأزمات، وبالتالي فالتغيير الغير مستحيل مرهون بإرادتنا وعملنا جميعاً.

بلال ديب

مدير موقع البعث ميديا