كرتنا تتوج بالألقاب بعد غياب..فهل تنتهي الطفرات ويبدأ التخطيط؟
البعث ميديا – مجد عمران:
تعيش الكرة السورية فترة ” ذهبية” بعد تحقيق منتخباتها للقبين خلال الأيام الماضية على مستوى الرجال والناشئين، فبعد إعلان اتحاد الكرة عن الكادر الفني الجديد للنسور بقيادة الإسباني – خوسيه لانا – الخالي تماماً من الأسماء المحلية انقسم الشارع الرياضي إلى متفائل بهذا القرار، وساخط عليه، ليس من باب هوية المدرب ومسيرته ، إنما بسبب التجارب السابقة وأخرها مع المدرب الأرجنتيني هيكتور الذي ضم أسماء كان متوقعاً منها أن توصلنا للمرحلة القادمة من تصفيات كأس العالم
اختبار ناجح
الاختبار الأول للإسباني كان بطولة الهند الودية ، فمع ظهور القائمة وعودة بعض الأسماء الغائبة ، واستبعاد أسماء بارزة إما ” لظروف” أو لأسباب فنية ، كانت بوادر نجاح تُرسم ابتداء من ضبط “غرفة الملابس”، فضلاً عن تحقيق البطولة أداء ونتيجة، بالرغم من مستوى المنافسين الضعيف، لكننا واجهنا المنتخب الهندي في كأس آسيا وحققنا أمامه فوزاً صعباً.
الملفت للنظر ظهور بعض اللقطات لخوسيه في البطولة وهو غير راضٍ بالرغم من تحقيق الفوز ، ما فتح باب الجدل حول هذه الانطباعات المرسومة ، ولكن لأي سبب كانت، حقق مدرب النسور انطلاقة جيدة قد تدفع بالمنتخب إلى الأمام لتحقيق نتائج أفضل بالاستحقاقات القادمة.
على خطى الكبار
تحقيق منتخب الرجال لبطولة الهند أعطى ناشئينا حافزاً قوياً لتحقيق نتيجة إيجابية في بطولة غرب آسيا الحادية عشرة لكرة القدم ، حيث نجح الناشئون بإحراز اللقب بعد تقديم أداء رائع في البطولة ككل وفي المباراة النهائية التي جمعتهم بالمنتخب السعودي والتي انتهت بالفوز بالركلات الترجيحية .
الفرحة بهذا اللقب كانت “مطمئنة” بوجود منتخب قادر على المنافسة وتحقيق الألقاب، فضلاً عن الأسماء التي برزت في هذه البطولة كحارس المرمى هادي إسماعيل وعبد الرحمن ديناوي وبشار حريري ، والمنظومة كاملة متمثلة بالمدرب الوطني فراس معسعس ، فهذا اللقب حقق معادلة التتويج بكادر محلي ولاعبي نخبة وبأقل الإمكانيات.
الفئات العمرية
النتائج الجيدة ليست بغريبة عن منتخبات الفئات العمرية ، نعم هي لم ترق لمستوى التتويج، إلا أن أغلب البطولات التي كانت منتخباتنا تخوضها ، كانت نتائجها مرضية جداً وهذا ما يطرح مجموعة أسئلة منطقية:لماذا عندما تنتقل هذه المنتخبات إلى فئة الرجال يصبح الأداء باهتاً وبعيداً عن هذه الروح القتالية التي رسموها خلال مسارهم العمري؟ ولماذا سنبقى نتغنى بإنجاز ” الملحق ” والدور الثاني في بطولة آسيا ونحن نمتلك أسماء تعتبر من الأمهر في القارة؟ وعلى عكس – الجميع – لماذا ينعكس الإطراء سلباً على الأداء وتظهر حالات الغرور على اللاعبين عند أول إنجاز يتحقق من خلال منتخب الرجال حصراً؟
لنتجاوز ذلك
لا نستطيع أن نجزم أن هذه الحالة لن تتكرر مع نسورنا المتوّجة ، وهنا يكمن دورنا كإعلام وجمهور أيضاً، فعلينا أن نضع لكل مقام مقال ، ونفتح باب النقد البنّاء، الذي يضع منتخبنا بمصافي المنتخبات الأقوى و”البطلة” في قارة آسيا، ونبتعد عن ” نشوات ” الانتصار ووضع اللاعبين تحت ضغط كبير يؤثر عليهم في المستقبلين القريب والبعيد.
ويبقى السؤال الأخير: هل نشهد تطوراً كبيراً على صعيد نتائج المنتخبات الوطنية أم هي مجرد طفرة ستنتهي سريعاً؟