الصين تحتفل بذكرى تأسيسها بسجلّ نمو غير مسبوق
بكين – ريم ربيع
بأسبوعٍ “ذهبي” يحتفل الصينيون هذه الأيام بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وما حققته في زمنٍ قياسي من نمو وتطور، ومنافسة لأقوى اقتصادات العالم، إذ يحظى الصينيون بعطلة سبعة أيام من 1-7 تشرين الأول تعج بالأنشطة والاحتفالات في مختلف المقاطعات والمدن، ويعد هذا الأسبوع الأكثر سياحة، لذلك يطلق عليه الأسبوع الذهبي، فتسجل الرحلات الجوية والبرية أعلى إيراداتها، ويزدهر “اقتصاد العطلات”.
عام 1949 بدأ البناء الاشتراكي في الصين الجديدة، وأُعلنت جمهورية الصين الشعبية بعد سلسلة حروب ودمار استمرت لأعوام، وما رافقها من فقر وجهل وتخلف، وقد تأسست الصين الجديدة على أساس الفقر الشديد والدمار، فكانت حينها كمية إنتاج الفولاذ 160 ألف طن فقط، و80% من السكان أميين، ولا يوجد قدرة على إنتاج سيارة واحدة، ومتوسط العمر 35 سنة، وبقي طريق البناء متعرجاً حتى أواخر 1978، إلا أن ذاك العام شهد انطلاقة عملية الإصلاح والانفتاح، وبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، فكانت بداية التغيرات الجذرية على ملامح الصين، واليوم حققت بنظر الجميع “طفرة” تنموية واقتصادية في زمن قياسي.
اليوم، يعد الاقتصاد الصيني ثاني أكبر الاقتصادات في العالم، حيث وصل الناتج القومي المحلي في 2022 لـ18 ترليون دولار، وزاد عام 2023 بنسبة 5.2%، إذ يحتل الناتج القومي الصيني 18% من الاقتصاد العالمي، ومنذ 2006 ظلت للصين أكبر مساهمة لزيادة الاقتصاد العالمي بمعدل 30%، وهي الأكبر حالياً في التجارة الخارجية بالعالم، وأكبر منتج للحبوب الغذائية، وثالث أكبر مصدريها.
وبعد عقود من الفقر الذي أنهك المجتمع الصيني، أعلن في شباط 2021 القضاء على الفقر في الصين، وتخلص 770 مليون من سكان الأرياف من الفقر، واستطاعت الصين إكمال مسيرة التحول الصناعي التي مشتها الدول الغربية خلال مئات السنين، محققة معجزة النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي الطويل، وأنجزت منظومة صناعية متكاملة، لتقف اليوم على نفس خط الانطلاق مع الدول الغربية لصناعة المعلومات.
يؤمن الصينيون اليوم أن الإصلاح والانفتاح هو طريق تقوية البلاد، ويرون في ما حققوه خلال أعوام قليلة ما يستحق الاحتفاء، فيما يحاولون استكمال مابدؤوه وتحقيق التوازن بين الأرياف والمدن، وتحقيق الحلم الصيني الذي يرمي إلى بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو أساسي في 2035.
خلال هذه العطلة، تتوقع السلطات الصينية أن يسافر أكثر من 2.1 مليون شخص جواً، وأن تحلق أكثر من 16 ألف رحلة، وقد بلغت إيرادات شباك التذاكر أكثر من 900 مليون يوان، أي ما يعادل مئة وثلاثين مليون دولار منذ بداية العطلة في الأول من أكتوبر، وتتصدر الأرباح فيلم تدور أحداثه حول جيش متطوعي الشعب الصيني في حرب مقاومة العدوان الأمريكي.