بيان حزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الحادية والخمسين لحرب تشرين التحريرية
تطل الذكرى الحادية والخمسون لحرب تشرين التحريرية وشعبنا العربي السوري وأمتنا العربية لا تزال في موقف المواجهة الشرسة مع عدو صهيوني يثبت كل يوم أن الصراع معه يحمل طابعاً وجودياً لا يقبل الحلول، ولا أنصاف الحلول، ولا التسويات، ولا يحتمل التعايش، لأنه عدو لا يعرف إلا القتل الهمجي والإبادة الجماعية والثقافية والسياسية أداة لتحصيل إمكانيات واحتمالات الاستمرار في المنطقة.
وأمتنا العربية التي تعيش نهاية مرحلة تاريخية تجسد فيها إرادتها الحرة وقرارها المستقل، وتصنع مستقبلها بقوة إيمانها بمشروعية تطلعاتها، كلها ثقة بأن مسلسل الانتصارات التشرينية مستمر، صموداً ورفضاً عارماً للمشروع الصهيوني، وأنها قادرة على انتزاع الحقوق رغم حالة عدم التكافؤ القائمة في أدوات القوة، ورغم استمرار الانحياز الغربي في أبشع صوره سفوراً وفضائحية، فالنصر النهائي بات مسألة زمن، طال أو قصر.
وإن كانت حرب تشرين التحريرية دشنت، قبل أكثر من نصف قرن، عصر الانتصارات الميدانية العربية، فإن قوى المقاومة العربية اليوم، وفي مختلف الساحات، تتابع الطريق مستهدية بالعقيدة القتالية والعقائدية نفسها التي حطمت أسطورة “الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”، وجسدت التضامن العربي يومها بأبهى أشكاله في ساحة المعركة، وأشاعت روح الأمل والثقة بحتمية النصر، بأوسع معانيها، وهو ما نعيشه اليوم على وقع الأداء البطولي الذي تسجله قوى المقاومة وداعموها في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن، والشارع العربي عامة.
وحزب البعث العربي الاشتراكي، وهو يقرأ اليوم في هذه الصفحات المضيئة من تاريخ أمتنا العربية، وفي هذه المرحلة الانتقالية من تاريخه وتاريخ سورية العربية، يدرك أن المعركة قاسية، وأن الرهانات كبيرة على المستويين المحلي والعربي، وأن العالم يعيش عصراً جديداً من التحولات والانعطافات الكبرى، إنما يؤكد أن معركتنا متواصة اليوم، حيث يواجه شعبنا وجيشنا خلف قيادة الرفيق بشار الأسد، الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية، بشجاعته وحكمته، حرباً ضروساً ضد الإرهاب وداعميه لدحر الوجود غير الشرعي على الأراضي السورية كلها، فالوطنية السورية ستبقى تشع بأرواح الشهداء الأبطال الذين سطروا ملاحم تشرين التحرير، ورووا بدمائهم الذكية تراب الأرض السورية والعربية في مواجهة عدو يقف اليوم عارياً أمام الرأي العام العالمي، ومترنحاً رغم كل الدعم الغربي الأطلسي، الخفي والمعلن.. عدو يائس ومفضوح لن تزيدنا وحشيته إلا إصراراً على التحدى وتمسكاً بحقوق شعبنا وأمتنا في استعادة كافة الأراضي المحتلة.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي يستذكر، بهذه المناسبة العظيمة، مواقف القائد الخالد حافظ الأسد صانع تشرين التحرير، وبطولات جنودنا البواسل الذين حموا تراب الوطن العربي السوري من كل المتربصين به على اختلاف المراحل التاريخية، ويؤكد أن روح تشرين ستبقى ملهمة لكل أبناء شعبنا وأمتنا.. وهي حاضرة في بطولات جيشنا وشعبنا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد حيث تحررت من دنس الإرهاب حلب وحمص والغوطة ومناطق كثيرة من بقاع سورية، وأن الموعد قريب مع النصر المؤزر بتحرير كافة الأراضي المحتلة في كافة أرجاء الوطن والأمة.