رياضة

دراسة عن وسط الميدان وقدرته في الملعب

مع تعاقد ريال مدريد مع البرازيلي الشاب «لوكاس سليفا» الذي يشغل أحد أهم مراكز وسط الميدان والذي يوصي به أهم المدربين في العالم ويعطي للمدرب أريحية كبيرة في انتقال لتكتيكات عديدة ضمن مجريات المباراة.

لأن وسط الميدان هو الحلقة الأقوى بين خطوط الملعب ويعتبر حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم وبما أن المفهوم السائد في الكرة العالمية يقول أنك عندما تملك وسط ميدان قوي ومتجانس تصبح نسبتك أكبر للسيطرة على المباراة والفوز بها.

في الغالب يتكون وسط الميدان الدفاعي Central Midfield”” نوعين:

الأول: “الريجستا”

يتسم بقدرته على تمويل الكرات في منتصف الملعب وإيصالها للاعبي الوسط المتقدمين أو المهاجمين كما يساهم بفعالية في مساندة المحور الدفاعي في تعطيل هجمات الخصم ويساند المدافعين بشكل عام.

وقد شغل هذا المركز “الريجستا” لاعبين كبار ولهم أمائهم مثال على ذلك المايسترو “بيرلو” ذو النظرة العميقة داخل أرضية الملعب، بالاضافة الى انه لاعب وسط صريح وصانع لعب في نفس الوقت.

أما النوع الثاني الذي سنطيل بالشرح عنه: الـ “Box to Box”

الجندي المجهول أو الدينامو أو المكوك أو الرئة، المحرك ألقاب عديدة نالها أصحاب هذا المركز.

يتحرك بصورة أكبر في أرجاء الملعب يهاجم ويدافع بصورة أكبر من النوع السابق وإمكانيته للتسجيل دائماً أعلى وذلك لمداهم الحركي الواسع والكبير في الملعب فقد تراه يدافع في منطقة جزاء فريقه ويتقدم في أحيان كثيرة لمنطقة جزاء الفريق الخصم وينجح في التسجيل أحيانا.

ومثال لما أسلفنا في الوقت الحاضر لاعب ريال مدريد “لوكا مودريتش” أو كما يحب عاشقة بتسميته “الفوتوشوب”.

وكذلك “فييرا – ماكيليلي – إيسيان وستيفن جيرارد” من ألمع النجوم الذين لعبوا بهذه المركز وقدموا أداء مميز سيبقى محفور في ذاكرة عشاق المستديرة المجنونة.

فييرا: كان أهم أعمدة الجيل الذهبي لفرنسا في مونديال 1998 والذي قدم أداءاً أسطورية أتبعه مع فريقه الأرسنال أيضاً ضمن الفريق الأسطوري لرجال المدرب أرسن فينغر وكان له دور كبير في الدرع الذهبي الذي فاز به أرسنال وهو الفوز بالدوري الإنكليزي بلا أي هزيمة ويعتبر حتى اللحظة هو الفريق الوحيد الحائز على هذا الإنجاز.

كلود ماكيليلي: الفرنسي لاعب ريال مدريد وتشيلسي والذي كان أيضاً من أهم عناصر “لجلاكتيكوس” الأول في الفريق الملكي هذا اللاعب القوي الذي كان بمثابة صخرة صلبة لكن رئيس ريال مدريد بيريز لم يقدره ماليا فرحل عن النادي ليبدأ بعدها انهيار الفريق الملكي, وهنا تظهر أهمية الجينات الجديدة التي أضافها لاعبون امثال فييراوميكاليلي وغيرهم، أن جمهور كرة القدم والإعلام أصبحا يهتمان بهم كثيراً.

ومن ثمة حدثت بعض التعديلات بسيطة في الارتكاز واشتهر جيرارد في الأنفيلد والملاعب الانجليزية كذلك الغاني مايكل ايسيان في تشلسي، لكن ارتبط الارتكاز في تلك الفترة بالقوة البدنية والتسديدات الصاروخية، المجهود بدني الوافر ولياقة من حديد, لذلك ظهر وتألق اللاعبون الأفارقة في هذا المكان خصوصا في الدوري الإنكليزي، حتى جاء المدرب المجنون “بيب غوارديولا” مدرب برشلونة الاسباني باللاعب “بوسكيتس” الصغير المغمور الذي اصبح له دور مهم في تغيير مفهوم لاعبي الارتكاز بالعالم بلمسته الإبداعية وحركته الخفيفة وذكائه المنقطع النظير داخل الملعب.

أخيراً يجب علينا الذكر أن أصحاب هذا المركز بعيدين كل البعد عن عدسات الكاميرات وقلوب بعض المشاهدين لكن هم الأقرب لقلوب المدربين ولهذا يطلق عليهم البعض لقب “الجندي المجهول”.

البعث ميديا || ماهر سليمان