الشريط الاخباريدولي

لافروف: هناك انتهاك منظم لمبادئ الأمم المتحدة من قبل أمريكا والغرب

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تجاهلوا القانون الدولي واستخدموا معايير مزدوجة وأن واشنطن فشلت في تشكيل تحالف ضد روسيا وخير دليل على ذلك علاقة روسيا مع دول العالم لافتا إلى أن الخطوات أحادية الجانب من قبل بعض الأطراف تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتفشل أي حل توافقي.

وأوضح لافروف خلال كلمة له في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية اليوم أن العلاقات الدولية تدخل اليوم مرحلة صعبة جداً قائلا “للأسف جرى انتهاك منظم للمبادئ الرئيسية للأمم المتحدة خلال العقود الأخيرة وتجاهلت الولايات المتحدة الأمريكية وما يعرف تاريخيا بالغرب المعايير الأساسية للقانون الدولي واستخدموا المعايير المزدوجة والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة وقد شعرت شعوب يوغوسلافيا والعراق وليبيا وسورية وأوكرانيا بنتائج هذه المواقف وبوضوح”.

وقال لافروف إنه في التعديلات باستراتيجية الأمن القومي الامريكي ظهرت المساعي للهيمنة العالمية والاستعداد للاستخدام أحادي الجانب للقوة العسكرية لتحقيق المصالح الأمريكية.. ونسي البيت الأبيض في ذلك النتائج التي يمكن أن توءدي إليها محاولات تحقيق الهيمنة والسيطرة من ضرر لمصالح المشاركين الآخرين في العلاقات.

ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن منطق تطور الأوضاع على الساحة الدولية اليوم يدل على أن إيجاد الحلول الفعالة للتحديات والتهديدات الكثيرة يمكن فقط بصورة مشتركة وأن الخطوات أحادية الجانب التي تناقض بنود ميثاق الأمم تعطل التوصل إلى النتائج المرجوة وتزيد من الفوضى وزعزعة الاستقرار.

وأضاف.. لهذا بالتحديد تقوم الدبلوماسية الروسية بثبات بدعم الحلول المشتركة للمشكلات مع الارتكاز على القانون الدولي والدور المركزي التنسيقي للأمم المتحدة والتعاون الحقيقي لمراكز القوة والتأثير واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

وبين لافروف أن التهديد الكبير الذي يواجه الأمن الدولي والاستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وزيادة التطرف والإرهاب اللذين يخرجان خارج نطاق المنطقة باستخدام المناهج الخاطئة وبتدخلات خارجية للتأثير على المؤسسات الحكومية وقلب الأنظمة.

وقال لافروف “نحن دعونا مرارا لعدم الانصياع لما يسمى بـ/الربيع العربي/ وعدم استخدام المعايير المزدوجة وللأسف لم ينصت لنا أحد وروسيا قدمت من خلال مجلس الأمن الدولي مجموعة إجراءات لحل المشاكل في الشرق الأوسط ولتعزيز الاستقرار والأمن فيه” مؤكدا أن ما يعوق الجهود المشتركة للرد على التحديات المواقف المتناقضة للدول الغربية التي تحاول من ناحية عزل روسيا ومعاقبتها على سياستها الخارجية المستقلة ومن ناحية ثانية تمتين علاقات التعاون في مسائل مختلفة منها الملف النووي الإيراني والإرهاب الدولي وروسيا ترى أنه دون الشراكة لا يمكن حل التهديدات وهي مستعدة للتعاون.

وأشار لافروف إلى أن المناقشات المفتوحة التي جرت في مجلس الأمن الدولي في 23 من الشهر الجاري حول التأكيد على الالتزام بمبادئء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ضمن مسألة دعم الأمن والسلام الدوليين ألقت الضوء مجددا على طرق تعزيز الاستقرار والأمن في الشوءون الدولية معتبرا أن الفضاء الموحد للعالم والاستقرار والأمن في المنطقة الأوروأطلسية لم يشكل بعد وبدلا من ذلك يقوم التحالف الغربي بدعم التوجه نحو احتلال الفضاء الجيوسياسي وإزاحة خطوط التماس للشرق.

وردا على سؤال عن حرب باردة ثانية على ضوء التوتر مع أوروبا والغرب من خلال العقوبات التي يفرضها على روسيا قال لافروف إن “الحرب الباردة كانت قائمة على الأفكار التكتلية القديمة ونحن الآن لا نرى ذلك فهناك علاقات دبلوماسية وسياسية وتشديد مواقف الغرب تجاه روسيا يخرج من إطار الحقبة التي عشناها في الحرب الباردة ولكن ما يوحي بذلك هو رغبة الولايات المتحدة قبل أي شيء والغرب بشكل عام أن يحافظ على مواقع الهيمنة على الشؤون الدولية التي استمرت عشرات السنين والآن بوجود لاعبين جدد أقوياء كالصين مثلا التي تعتبر الاقتصاد الأكبر في العالم وبظهور قدرات مالية واقتصادية لا يمكن أن نبني المنظومة العالمية على أساس فرع محدد من حضارة واحدة وإن هذا الاتجاه بتأكيد الاستثنائية الدائمة مضر جدا ولا يمكن أن يصح ويجب أن تكون هناك أعمال مشتركة قائمة على أساس التوزان في العالم”.