المخابرات التركية والقاعدة… «حميمية» بغطاء إغاثي
كشفت صحيفة يورت التركية تفاصيل العملية الأمنية التي نفذت ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في مدينة وان شرق تركيا أمس وتعامل مسؤول تنظيم القاعدة فيها المدعو إبراهيم شن مع أجهزة المخابرات التركية لإرسال المساعدات إلى تنظيم القاعدة في سورية باسم هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات العاملة على الأراضي التركية.
وأوضحت الصحيفة وفقاً لمعلومات حصلت عليها من تقرير النيابة العامة في مدينة وان “أن “شن” يرسل المساعدات إلى معسكرات تنظيم القاعدة في سورية بواسطة هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات ويستخدم أوراق الهيئة لضمان عدم اعتقاله خلال عبوره من الحدود”.
وأضافت: إن “شن وشقيقه عبد القادر ورجب تشام دالي” المسؤول في هيئة الإغاثة وفاروق اك سبزجي وخليل الجي” مسؤول هيئة الإغاثة في كيليس وشخص آخر يلقب بجمعة والمعتقلين الآخرين يقومون بإرسال مواد قتالية إلى سورية وإعداد مستند النقل باسم هيئة الإغاثة خلال إرسال المساعدات بينما تتدخل هيئة الإغاثة بشكل مباشر عندما يواجهون المشاكل عند إرسالها.
وأكدت الصحيفة نقل الملابس والأدوية ومولدات الكهرباء والشاحنات الصغيرة إلى تنظيم القاعدة في سورية وأن فريقاً مكون من 100 شخص يرتبط بالمدعو شن ينشط في سورية ويرتبط بـ “أحمد الأسير” في لبنان، موضحة أن شن أقام علاقات مع عدد كبير من المسؤولين في إدارة تنظيم القاعدة عندما كان مسؤولاً عن معسكر التنظيم الذي يدرب الأتراك في أفغانستان وأنه من الأشخاص الموثوق بهم لديه.
وتشير الصحيفة إلى أن تقرير النيابة العامة يبين وفقاً للمكالمات الهاتفية التي أجراها شن مع أعضاء تنظيم القاعدة والمسجلة خلال ملاحقة الشرطة لهم أن المدعو شن أكد تعامل جهاز الاستخبارات التركي مع جميع المجموعات المسلحة في سورية ودعمه لها.
وأكدت الصحيفة أن ملف التحقيق تضمن المكالمات الهاتفية بين أعضاء التنظيم المرتبطين بـ شن حيث يقول أحد الأعضاء خلال اتصال هاتفي: “إن رجب طيب أردوغان يساعد “المجاهدين” في سورية حتى لو كان ذلك لمصلحته وبشكل غير مباشر”، موضحة أن الإرهابي شن أقام علاقات وثيقة مع الإدارة العليا لتنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان لـ “لجهاد” في عام 2001 حيث استلم زعامة أعضاء تنظيم القاعدة الأتراك وتم اعتقاله من قبل الجيش الباكستاني خلال دخوله هناك بطرق غير شرعية في عام 2002 وتم تسليمه للسلطات الأمريكية وسجن في غوانتانامو لمدة سنتين ونصف السنة ومن ثم سلمته السلطات الأمريكية إلى تركيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات التركية أفرجت عن شن دون أن ينهي علاقاته بتنظيم القاعدة حيث شكل خلية إرهابية تتكون من عناصر شاركت في القتال بأفغانستان وباكستان في مدينة وان واعتقل في عام 2008 بتهمة العضوية في تنظيم القاعدة وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر في حين بقي ملف شن في مرحلة المحكمة العليا.
وفي ذات السياق أكد الكاتب التركي امره اوسلو أن حكومة حزب العدالة والتنمية تعمل على استغلال هيئات الإغاثة وحقوق الإنسان على الأراضي التركية لتسهيل نقل الأسلحة والذخيرة إلى العصابات الإرهابية المسلحة في سورية.
وقال الكاتب اوسلو في مقال نشرته صحيفة طرف التركية: “إن جهاز المخابرات القومية التركي يستخدم منظمات الإغاثة في عمليات نقل السلاح إلى الإرهابيين في سورية” مذكرا بضبط قافلة مساعدات للهلال الأحمر التركي وهي تنقل السلاح إلى شمال العراق في عام 2004 و مؤكداً في الوقت ذاته أن ننسى الطريقة تتبع في سورية من خلال استخدام منظمات المعونة الإنسانية كدروع لتقديم المساعدات إلى تنظيم القاعدة.
وأشار اوسلو إلى أن هيئة الإغاثة الإنسانية تبرز في ادعاءات نقل السلاح والمساعدات لتنظيم القاعدة على الرغم من نفيها هذه الادعاءات و لكن هناك بعض الظواهر التي لا تستطيع توضيحها مبيناً أن التصريحات المتناقضة التي يدلي بها مسؤولو حكومة حزب العدالة والتنمية لإنقاذ الوضع تعزز التصور حول تقديم تركيا الدعم لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وأكد الكاتب أن حكومة حزب العدالة والتنمية تدعم تنظيم القاعدة والدليل هو ضبط شاحنة تنقل السلاح إلى التنظيم في مدينة أضنة واعتقال 3 أشخاص واعتراف سائق الشاحنة بأنه منسق عمليات نقل السلاح من تركيا إلى سورية وعدم اعتقاله وحمايته من قبل جهاز المخابرات القومية التركية.
ولفت اوسلو إلى إقالة عناصر الشرطة التي ضبطت شاحنة وحافلتين كانت في طريقها إلى سورية لنقل السلاح إلى تنظيم القاعدة من مهامهم في الوقت الذي لم يتخذ أي إجراءات أمنية ضد الذين ينقلون السلاح وبين أن هذه الفضيحة تسقط حكومات في الدول الطبيعية بينما مسؤولو حكومة حزب العدالة والتنمية يرسلون السلاح بطرق غير شرعية إلى دولة أخرى ويعتبرون ذلك واجباً.
البعث ميديا – سانا