أردوغان حصد ما لم يكن يتوقعه من الأزمة السورية
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تركيا غضت الطرف لأكثر من عام عن آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم الذين تدفقوا عبر أراضيها للتسلل إلى سورية والقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة فيها اعتقادا منها فيما يبدو أن هؤلاء سيسرعون من عملية إسقاط القيادة السورية إلا أن ذلك جاء بنتائج عسكية عليها.
وقالت الصحيفة إن سياسة تركيا الخارجية تجاه الأزمة في سورية وسماحها للمقاتلين باستخدام أراضيها للعبور نحو سورية للقتال إلى جانب “المجموعات المسلحة” أدى إلى نتائج عكسية مخالفة لما أراده رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وأضافت الصحيفة “إن أردوغان حصد ما لم يكن يتوقعه فوجد أن سياسته أدت إلى نتيجة عكسية تهدد مصالحه إذ اكتسب المتطرفون نفوذا في شمال سورية ما يجعل فروع تنظيم القاعدة قريبة من الحدود التركية الأمر الذي يثير مخاوف من حدوث هجمات عبر الحدود.
وأشارت الصحيفة إلى “إن تركيا تركت لمواجهة تداعيات مايبدو الآن خطأ سياسيا فادحاً بعد قرار الولايات المتحدة عدم تدخلها عسكرياً في سورية والتي كانت تركيا واحدة من أكثر المؤيدين له”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي قوله “إن هذه ليست النتيجة التي كانت تركيا تريدها” مشيراً إلى أن معارضي حكومة أردوغان يعتبرون أنها المسبب الرئيسي لهذا الواقع لأنها شجعت عليه كما أنها عملت على تدريب المقاتلين وتزويدهم بالسلاح أيضاً.
وأضاف المسؤول “اعتقد الآن أن الجميع يدرك مدى خطورة هذه المجموعات المتطرفة ففي نهاية المطاف لا يمكنك العمل معهم أو حتى الاعتماد عليهم لإسقاط الحكومة السورية”.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية كشفت في مقال نشرته الأسبوع الماضي تشجيع وغض حكومة أردوغان الطرف عن حملة التجنيد التي ينظمها تنظيم القاعدة الإرهابي بين الشباب الأتراك للقتال في سورية.
وأشارت الغارديان إلى أن شبانا وشابات من أنحاء تركيا غادروا بلدهم للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية التابعة لتنظيم القاعدة مشيرة إلى أن عدد الأتراك الذين يقاتلون إلى جانب هذه المجموعات بلغ نحو 500 شخص.
وكان الكاتب التركي امره اوسلو أكد أن بعض الجهات التركية بدأت تكشف عمليات تهريب السلاح عبر تركيا إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ما يؤكد ضلوع حكومة أردوغان بتأمين السلاح لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية.
البعث ميديا – سانا