الشريط الاخباريسلايدسورية

المقداد: الحملات الدعائية وحرب الحاقدين لن تثنينا عن الانتصار الكبير

أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن حرب الحاقدين على سورية خلال الأسبوعين الماضيين كانت أشبه بحرب دمار شامل سخروا فيها كل الأسلحة والأموال وأوراق صحف صفراء وأجهزة إعلام غربية وعربية وصهيونية ومتصهينة للوصول إلى أهدافهم وأعادوا استخدام ألعابهم ووصفاتهم التي استخدموها مراراً خلال حربهم على سورية.

وأضاف المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية الصادرة اليوم: “إن أعداء سورية صبوا جام غضبهم وفشلهم وكل ما في جعبتهم من أوهام وأحلام، وأفرغوا ما في صدورهم المريضة على شعبنا خلال أسبوعين من الإعلام الكاذب ولم يترك هؤلاء في حربهم على شعب سورية كلمة يائسة من قواميس اللغات العبرية والأوروبية التي استعاروها لتعزيز مفرداتهم إلا واستخدموها وتجاوزوا الخطوط الحمراء التي ألزموا أنفسهم بها وحاولوا إقناع الرأي العام من خلال دعايتهم بأنهم يمثلون المهنية والمصداقية بينما كانوا يتوغلون في التعابير الطائفية ,المذهبية واللاإنسانية والتخويف والتخوين كما انهم استفادوا من أساتذتهم النازيين مثل وزير الدعاية النازي غوبلز وأخذوا بأسلوبه المجرب “اكذب ثم اكذب… فلا بد أن يصدقك بعضهم في نهاية المطاف”.

وأوضح المقداد أن هذه الحملة بدأت بهجوم إجرامي قامت به تركيا على المناطق الشمالية الغربية من سورية بدعم من حكام السعودية وقطر حشد له نظام أردوغان آلاف الإرهابيين الشيشان والتركمان لتنفيذ هذه “الغزوة” وتأمين التغطية النارية المباشرة من الجيش التركي لهؤلاء الإرهابيين، مشيرا إلى أن بعض الناجين من مجزرة اشتبرق وغيرها ذكروا أنهم شاهدوا الطيران التركي وهو يؤمن لهؤلاء المجرمين التغطية اللازمة لتقدمهم.

ولفت المقداد إلى أن الجريمة التي قام بها “أحمد داود أوغلو” بانتهاكه المباشر لسيادة سورية ووحدة أراضيها بذريعة زيارة ضريح “سليمان شاه” داخل الأراضي السورية كانت تغطية مفضوحة على المخططات التركية وعودة الأحلام العثمانية إلى العقول المريضة لقادة حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان السفاح، مبينا أن هذه الحملة الإرهابية التي تم التخطيط لها في الدوائر الصهيونية وغرف العمليات السرية في تركيا والأردن ترافقت بحملة إعلامية رخيصة بأدواتها وبمن أشرف عليها وخطط لها ونفذها وقام هؤلاء بتصوير الهجوم على إدلب وجسر الشغور على أنه خطوة للوصول إلى اللاذقية والمحافظات الساحلية دون أن يترددوا باستخدام أسقط التعابير الطائفية والإثنية والعشائرية والعنصرية لتضليل أبناء شعبنا بغية الوصول إلى الأهداف التي حددتها “إسرائيل” منذ بداية الأزمة في سورية وفي مقدمتها تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في سورية.

كما أوضح المقداد أن هذه الحملة الإعلامية العسكرية الإرهابية تابعت مهمتها لتصل إلى التشكيك بالتحالفات الإقليمية والدولية التي ارتبطت مع سورية بتاريخ واحد تميز في الدفاع عن قضية العرب المركزية فلسطين ورفض النفوذ الغربي الاستعماري بكل أشكاله ناهيك عن هيمنة العائلة المالكة السعودية وغيرها على دول عربية وعلى مؤسسات العمل العربي المشترك ففي ظل هذه الهيمنة، أصبحت الجامعة العربية أداة لتنفيذ سياسات حلف الناتو ضد الدول العربية وسمحت له بالانقضاض على شعبنا الليبي ليحول بلدهم إلى دولة فاشلة تتحكم بها التنظيمات الإرهابية التي شكلت خطراً بنيوياً على الأمن القومي العربي خصوصاً ضد سورية ولبنان ومصر وتونس والجزائر والسودان ودول أخرى في المنطقة وفي أوروبا وأفريقيا.

وبين المقداد أن هذه الحملة لم توفر تناولها المغرض للسياسات الروسية في المنطقة بما في ذلك علاقاتها المتميزة مع سورية وتقديم روسيا للدعم السياسي والمادي لسورية في إطار من المبادئ القائمة على احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الإنسان وأولوية مكافحة الإرهاب الدولي الذي يهدد كل دول العالم صغيرها وكبيرها لافتا إلى الرد السريع للقيادة الروسية على هذه الحملة حيث أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف بتاريخ 14 أيار “إن العلاقات بين روسيا وسورية مميزة وتاريخية ومبنية على العواطف المشتركة بين الشعبين السوري والروسي” فيما قال بوغدانوف إن “العلاقات بين البلدين لم تكن تقتصر على الحوار السياسي المعمق والقائم على أساس الثقة المتبادلة فحسب، بل كانت هناك الشراكة الاقتصادية والاستثمارات والروابط الثقافية والإنسانية حيث كانت روسيا دائماً مع الشعب السوري في الأوقات الصعبة وأثناء الحروب والأزمات”.

وتحدث المقداد عن عمق العلاقات الاستراتيجية بين سورية وايران ودور البلدين في مختلف جوانب الحياة على الصعيدين الإقليمي والدولي وفي المنظمات الدولية والتي أدت إلى “صيانة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من الضياع” مبينا أن الدعم الذي يقدمه الشعب الإيراني وقيادته إلى سورية في هذه الظروف يعتبر رمزا لمشاعر التضحية التي تعبر عنها ايران إزاء الهدف النبيل الذي تحارب من أجله سورية أعداء الأمتين العربية والإسلامية كما أن ارتباط سورية المقدس مع أشقائها على الأرض اللبنانية وفي مقدمهم قيادة ومجاهدي “حزب الله” وامتزاج دماء أبطال الجيش العربي السوري مع دماء أبطال المقاومة اللبنانية سواء كان ذلك على الأرض اللبنانية أو على الأرض السورية بما في ذلك الآن على سلسلة جبال القلمون تعبر بكل إخلاص عن وحدة العرب الصادقين في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة ووقوف ممالك وإمارات وجمهوريات عربية إلى جانب “إسرائيل” والدول الغربية في التآمر على قضايانا.

وقال المقداد إن “الحملات الإرهابية والإعلامية انحسرت وتراجعت بفضل صمود شعبنا وحكمة قيادتنا ودعم الأشقاء والأصدقاء لسورية وصمود أبطال الجيش العربي السوري والقوات المسلحة التي تؤازره وتقف إلى جانبه” مضيفا إن “معركة تحرير أبطالنا الصامدين في مستشفى جسر الشغور ستنتهي خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة فضلا عن أن انتهاء معركة القلمون سيفتح الباب أمام المقاومين لحسم معارك أخرى في شمال سورية وشرقها وجنوبها”.

وجدد المقداد في ختام مقاله التأكيد على “إن النصر لآت” ولن تنجح الحملات الإرهابية والدعائية في ثني السوريين عن السير نحو الانتصار الكبير.