أخبار البعث

وفد قيادة الحزب يختتم زيارته لكوبا بلقاء رئيس البرلمان ونائب الرئيس الكوبي

اختتم وفد قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، برئاسة الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب ، زيارته لكوبا، بعد سلسلة لقاءات بناءة مع شخصيات حكومية وحزبية كوبية، أكدت عمق ومتانة العلاقات السورية الكوبية، والتطابق في المبادئ والأهداف والمواقف بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي الكوبي، التي قاومت وتقاوم المشاريع الاستعمارية الإمبريالية، وتدافع عن سيادتها وكرامة شعبها، خاصة وأن الشعبين السوري والكوبي قدما نموذجاً للصمود الأسطوري في وجه أعتى أشكال الاستعمار وأساليبه عبر التاريخ.
فقد التقى الرفيق الهلال والوفد المرافق له نائب رئيس مجلسي الدولة والوزراء نائب الرئيس الكوبي خوسيه رامون ماتشادو فينتورا، والذي أكد أن صمود الشعب السوري واحتضانه للجيش السوري البطل والتفافهما حول القيادة السورية هو سر الانتصار والنجاح، وأنه على الصديق والعدو أن يعترف بشجاعة الرئيس الأسد.
وأشار فينتورا إلى أن التضحيات التي يقدمها شعب سورية الصامد في محاربته للإرهاب هي ليست دفاعاً عن سورية فقط بل عن العالم أجمع، موضحاً أن كوبا كما هو حال سورية اليوم جربت الحصار والعقوبات الاقتصادية وكذلك التآمر الامبريالي ضدها لذلك فإنه من الطبيعي أن يتعاطف الشعب الكوبي مع الشعب السوري الصديق بوصفه شعباً يناضل من أجل كرامته وحريته، ولفت إلى أهمية الزيارة التي يقوم بها الهلال إلى كوبا والنتائج التي تمخضت عنها.
من جهته أكد الرفيق الأمين القطري المساعد أن الشعب السوري مصمم على الاستمرار في محاربة الإرهاب والدفاع عن السيادة والاستقلال، وأن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها وعملاؤها وأدواتها من تنظيمات إرهابية على سورية فشلت رغم الجرائم البشعة التي طالت كل جزء من سورية، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية، وذلك بفضل صمود الشعب السوري وجيشه البطل، كما أفشل الشعب الكوبي بصموده الممارسات العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية طيلة أكثر من 56 عاماً فأنتج انتصاراً كبيراً.
وأكد رئيس البرلمان الكوبي إستيبان لازو هرناندس خلال لقائه الرفيق الهلال أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تعرف كيف تدافع عن الإنجازات التي تحققت، وهي منتصرة لا محالة على الإرهاب وداعميه بفضل صمود شعبها وجيشها، وأعرب عن إعجاب الشعب الكوبي بصمود ومقاومة الشعب السوري وقائده الرئيس بشار الأسد خلال أكثر من أربع سنوات في وجه الإرهاب وداعميه، وقال: “إننا ندرك أن في سورية جيشاً بطلاً يضم خيرة أبناء الشعب السوري، يقاتل ببسالة ويواجه الإرهابيين المدعومين من الخارج وسيواصل النضال حتى النصر”، مؤكداً “أن كوبا شعباً وحكومةً وحزباً تقف دائماً إلى جانب سورية”.
بدوره أكد الرفيق الهلال أن أسباب استهداف سورية، وكذلك كوبا، هي استمرار البلدين بالتمسك بنهج الدفاع عن السيادة والاستقلال ودعم حركات التحرر والمقاومة ضد الاستعمار، وخاصة الكيان الصهيوني الغاصب، ورفض سورية كل ما يتناقض مع سياستها وثوابتها ومبادئها وقيمها، لافتاً إلى أننا “نعول على البرلمان الكوبي ومن خلاله على برلمانات أمريكا اللاتينية الاستمرار بدعم الموقف السوري العادل”.
وقال الرفيق الهلال: إن أمريكا والغرب عموماً لا يريدون من أي بلد، بما في ذلك سورية، أن تكون العلاقات معه قائمة على الاحترام المتبادل وعلى أساس سيادته واحترام استقلاله، وإنما يريدون دولاً تابعة تحكمها أنظمة عميلة رجعية تكون أدوات بيدها، وأضاف: إن ما يسمى الربيع العربي كان وبالا على المنطقة لتنفيذ مخطط تتكشف فصوله يوماً بعد يوم، فالأمر لا يتعلق بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة فأمريكا وحلفاؤها وعملاؤها أطلقوا تسميات وأوصاف الديمقراطية أو الاعتدال على دول تحكمها انظمة استبدادية رجعية عميلة تستغل شعبها كما في العديد من دول منطقتنا مثل السعودية وقطر وغيرها، التي تدعمها الولايات المتحدة فيما هي لا تعرف شيئا عن الديمقراطية وصناديق الانتخابات، وأكد أنه ورغم كل الصعوبات فإن السوريين مصممون على الاستمرار في محاربة الإرهاب والدفاع عن بلدهم وتحدي الهيمنة، موضحاً أنه وبعد أربع سنوات من الحرب على سورية يمكننا القول: إن ثقتنا بالنصر وبقدرة جيشنا الباسل على الدفاع عن الوطن وعن المشروع القومي أضحت أقوى، مؤكداً أن النصر آت لأننا أصحاب قضية عادلة وندافع عن شعبنا ووطننا، ولفت إلى أن “سورية بلد حضاري تقدّمي فيه دستور علماني، وللوطنية فيها بعد ثقافي وحضاري غير موجود في الكثير من الدول الأخرى، كما أن في سورية قيادة شرعية منتخبة، وقد تابع مجريات انتخابها نواب وبرلمانيون من أمريكا اللاتينية وأكدوا على نزاهتها، وعلى أمريكا وحلفائها احترام الديمقراطية، ورأي غالبية الشعب السوري الذي حدد خياره بانتخاب قيادته”.
حضر اللقاء الرفيق الدكتور عبد الناصر شفيع عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الفلاحين القطري، والدكتور محسن بلال وزير الإعلام الأسبق، والدكتور لؤي العوجي رئيس البعثة الدبلوماسية السورية في كوبا، ومن الجانب الكوبي خوسي رامو بالاغير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس دائرة العلاقات الدولية في الحزب وكلارا بوليدو رئيسة قسم أفريقيا والشرق الأوسط في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي.
وكان الرفيق الهلال التقى رئيس اتحاد العمال ورئيس اتحاد الفلاحين في كوبا ورئيسة اتحاد الشبيبة الشيوعية، وقدّم شرحاً مفصلاً عن الظروف التي تمر فيها سورية حالياً، واستعرض التجربة السورية في مجالات الشبيبة والعمال والفلاحين والدور الذي تلعبه هذه المنظمات في الدفاع عن سورية وسيادتها واستقلالها، كما عبر رؤساء الاتحادات عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب السوري.
وزار الرفيق الهلال والوفد المرافق مدينتي سانتا كلارا وسيينفوغوس حيث التقى مع القيادات الحزبية ورؤساء الحكومات المحلية فيهما، ووضع إكليلاً من الورد على ضريح البطل القومي تشي غيفارا، واطلع على تجربة الحكم المحلي ودور الحزب الشيوعي في إدارة الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تلك المدينتين.
كما زار الرفيق الهلال جامعة سيينفوغوس، والتقى فيها عدداً من الطلاب السوريين والعرب، وقدّم شرحاً مفصلاً عما تمر به سورية حالياً، والتقى برونو رودريغز وزير الخارجية الكوبي في مبنى وزارة الخارجية في العاصمة الكوبية، الذي أكد أن المقاومة الباسلة التي يخوضها الشعب السوري هي ضرورة أساسية لمصير الإنسانية، وأن كوبا تقف بكل احترام أمام صمود هذا الشعب.
وأكد الرفيق الهلال خلال اللقاء أن حزب البعث عبر مسيرته النضالية من عام 1947 وحتى الآن لم يبخل في تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لحركات التحرر في العالم التي ناضلت من أجل تحقيق حريتها وكرامتها، وكانت كوبا في مقدمة تلك الدول التي أقام معها الحزب علاقات متميزة.

وكان الرفيق الهلال التقى السبت الماضي أبناء الجالية السورية والطلبة السوريين الدراسين في كوبا، ونوّه بالدور الذي يلعبه أبناء الجاليات السورية والطلبة في المغترب، مؤكداً أنهم كانوا وما يزالون حملة رسالة وطنية وخير رسل لسورية، فيما أكد أبناء الجالية والطلبة السوريون في كوبا على الوقوف مع أهلهم الصامدين في سورية وخلف جيشهم البطل وقائدهم الرئيس الأسد.
كما التقى الرفيق الهلال رئيسة المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب “الإيكاب” كينيا سيرانو بويغ، التي أكدت أن كوبا تقف إلى جانب الشعب السوري المقاوم في وجه الظلم والاحتلال ومحاربة الإرهاب على مستوى العالم.
والتقى الرفيق الأمين القطري المساعد خلال الزيارة أيضاً روبيرتو مونتيسينو لوبيز رئيس القسم الإيديولوجي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، حيث أكد لوبيز أن هذه الزيارة العالية المستوى شكلت فرصة مهمة جداً لكي يطلع المسؤولون الكوبيون والشعب الكوبي على حقيقة ما يجري في سورية والمستجدات وتطورات الأوضاع في سورية وطبيعة المعركة التي يخوضها الشعب السوري الصامد ليس ضد الإمبريالية وحلفائها فقط، بل ضد الإرهاب الذي تم تصنيعه من قبلهم لتنفيذ أجنداتهم.
وفي مقابلة مع التلفزيون الكوبي في البرنامج السياسي “الطاولة” أكد الرفيق الهلال أن “صمود شعبنا وجيشه وقيادته لأكثر من أربع سنوات أفشل المخطط الذي يستهدف تفتيت الدولة السورية وبنفس الوقت ضمان أمن إسرائيل”، وأضاف: “إن شعبنا اليوم هو أكثر توحداً من أي وقت مضى وراء جيشه وقيادته بالرغم من محاولات التضليل والكذب، وإننا على ثقة مطلقة بأن النصر حليفنا في وجه أعتى أشكال الإرهاب والعدوان في هذا العالم”.

وعن الحل السياسي في سورية واللقاء التشاوري الذي جرى في موسكو والدور الروسي أكد الرفيق الهلال أنه منذ البداية دعت سورية إلى الحوار بين السوريين لحل هذه الأزمة، وأكدت أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لما تتعرض له سورية، وأن الاتحاد الروسي ودولاً صديقة أخرى كانت قد دعمت هذا المطلب السوري، وكانت لديها الإرادة السياسية الصادقة في ذلك، بالمقابل استمر أعداء سورية في دعم وتسليح وتدريب التنظيمات الإرهابية بكل الوسائل من أجل إطالة أمد الحرب التي تعيشها سورية لتدميرها وتفتيتها وقتل أبناء شعبها.
سورية لم ولن تفرط بالثوابت والحقوق
وفي سياق متصل أكد الرفيق الهلال في محاضرة ألقاها بمعهد العلاقات الدولية في العاصمة الكوبية هافانا أن سورية لم تفرط بالثوابت والحقوق رغم كل ما تعرضت وتتعرض له واستمرت في مواجهة كل المشاريع الاستعمارية بما فيها الحرب التي تخاض ضدها الآن، وقال: “إن خبرتنا وتجربتنا في التعامل مع الكيان الصهيوني والإمبريالية والقوى الاستعمارية تؤكد لنا أن أي دولة أو ثورة تنتهج سياسات مبدئية، وتسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتدافع عن السيادة والكرامة والاستقلال ستكون هدفاً لها”. حضر المحاضرة مديرو الإدارات في وزارة الخارجية الكوبية وأساتذة المعهد وعدد من طلبته وباحثون في القضايا الدولية.
وكانت زيارة وفد قيادة الحزب إلى كوبا قد حظيت بتغطية واسعة الطيف عبر وسائل الإعلام المطبوع والمرئي والمسموع والتي تنتشر على نطاق واسع في البلدان الناطقة باللغة الإسبانية.
وكثّفت وكالة الأنباء الوطنية الكوبية /برينسا لاتينا/ مواكبتها الفعالة لتفاصيل يوميات الزيارة وترجمت إرسالها إلى ست لغات نقلت عبرها محتوى التصريحات ووجهات النظر التي أدلى بها الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب، والتي تلخص جوهر الموقف السوري وصوت سورية وصوت حزب البعث كحزب تقدمي يمثل حركات التحرر الوطني والعالمي الهادفة إلى دعم معززات السلام والصداقة بين الشعوب.
كما اهتمت وسائل الإعلام والصحف في أمريكا اللاتينية بالزيارة كذلك الصحف الإسبانية كصحيفتي /لافان غوارديا/ و/إلديارو/ وأفردت مساحات للتغطية بالاعتماد على بث وكالة الأنباء الكوبية.