منوع

تعرّف على «جرن الحنطة»

تمر في ذاكرة كل واحد منا أيام طفولته الأولى، فيرى فيها صوراً لجدته تحت شجرة التوت الكبيرة، وهي تمسك بالمدقة لتقشر حبوب الحنطة في جرنها وتصنع الأكلات الشعبية القديمة .

حنطه2

كان الاعتماد سابقا على هذه الادوات كبيراً، لكنه بمرور الزمن أصبح نادراً إلا في القرى الساحلية التي لا تزال تستخدمه حتى الآن .‏

جرن الحنطة هو عبارة عن قطعة حجر كبيرة محفورة في وسطها، وبجانبها مدقة ثقيلة الوزن، وكان يعد أهم قطعة في جهاز العروس أيام زمان، كما أنها تراث قديم كان يستخدم لدق الحنطة لصنع الطعام، حيث كانت المرأة السورية قديماً تأتي بالحنطة، بعد أن تنقيها من الرمال والأحجار الصغيرة وتغسلها، ثم تضعها في الجرن في تلك الحفرة وتدقها بالمدقه ، حتى ينتزع القشر عن الحنطة مع تبليل الحنطة بالماء بشكل دائم وتظل تدق الحنطة مدة نصف ساعة، وحين تقشر بشكل نهائي تخرجها وتضعها في طبق قش وتهز الطبق إلى الأعلى والأسفل حتى يتطاير القش بشكل تام عن الحنطة، وتصبح جاهزة للطبخ، ومع كل دقة تخرج من انفاسها عبارة هس ..هس، وهي تعبرعن تنفيس التعب عند الدق، واحياناً كانت تتم العملية على أنغام الاغاني الشعبية القديمة الدلعونا وغيرها .‏