الشريط الاخباريسلايدسورية

الرئيس الأسد: الاتحاد لمحاربة الإرهاب هو الطريق لتحقيق أهدافنا كسوريين

أكد الرئيس بشار الأسد ضرورة الاستمرار في الحوار من أجل إيجاد حل سياسي للازمة في سورية بالتوازي مع محاربة الإرهاب بهدف التوصل إلى إجماع حول مستقبل سورية داعيا كل القوى للاتحاد لمحاربة الإرهاب لأنه الطريق للوصول إلى الأهداف السياسية التي نريدها نحن كسوريين عبر الحوار والعمل السياسي.

وشدد الرئيس الأسد في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الروسية “تلفزيون روسيا اليوم وروسيسكايا غازيتا والقناة الأولى وروسيا 24 وريا نوفوستي وقناة أن تي في” على أن الغرب يتباكى على اللاجئين السوريين من جهة ويصوب رشاشاته عليهم من جهة أخرى من خلال دعمه للإرهاب منذ بداية الأزمة في سورية.

وأضاف الرئيس الأسد: ” إذا كان لي أن أنتقل إلى الجزء الأخير، لأنه مرتبط بهذا الجزء، هل يمكن تحقيق أي شيء إذا أخذنا بالاعتبار انتشار الإرهاب في سوريا والعراق وفي المنطقة بشكل عام؟ علينا أن نستمر في الحوار من أجل التوصل إلى توافق، كما قلت، لكن إذا أردنا أن ننفذ أي شيء حقيقي، من المستحيل فعل شيء بينما يُقتل الناس، وبينما لم تتوقف إراقة الدماء، ولا يزال الناس يشعرون بانعدام الأمان. لنقل إننا جلسنا معاً كأحزاب أو قوى سياسية سورية وتوصلنا إلى إجماع في موضوع سياسي، أو في الاقتصاد، أو التعليم، أو الصحة، أو أي شيء، كيف نستطيع أن ننفذ ما اتفقنا عليه إذا كانت أولوية كل سوري الآن هي أن يكون آمناً؟… إذاً، يمكن أن نتوصل إلى إجماع، لكننا لا نستطيع أن ننفذ شيئاً ما لم نهزم الإرهاب في سوريا. علينا أن نهزم الإرهاب وليس “داعش” فقط.

وتابع الرئيس الاسد: “أنا أتحدث عن الإرهاب، لأن هناك العديد من المنظمات، وبشكل أساسي “داعش” و”النصرة” اللذان أعلنهما مجلس الأمن مجموعتين إرهابيتين. هذا فيما يتعلق بالعملية السياسية، أما فيما يتصل بتقاسم السلطة، فقد تقاسمناها أصلاً مع جزء من المعارضة التي قبلت بتقاسمها معنا، قبل بضع سنوات انضموا إلى الحكومة. رغم أن تقاسم السلطة يتعلق بالدستور، والانتخابات، وبشكل أساسي الانتخابات البرلمانية، وبالطبع تمثيل الشعب السوري من قبل تلك القوى، لكن رغم ذلك، وبسبب الأزمة، قلنا لنتقاسم السلطة الآن، لنفعل شيئاً، خطوة إلى الأمام، بصرف النظر عن مدى فعالية تلك الخطوة”.

وقال الرئيس الأسد: ” فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، أقول إن تعامل الغرب، ومن خلال الدعاية الإعلامية الغربية مؤخراً، خصوصاً خلال الأسبوع الماضي، وبصرف النظر عن الاتهام بأن أولئك اللاجئين يهربون من الحكومة السورية، أو ما يسمونه النظام، فإنهم يبكون على اللاجئين بعين بينما يصوّبون عليهم رشاشاً بالعين الأخرى.. هذا لأن أولئك اللاجئين تركوا سوريا في الواقع، بشكل أساسي بسبب الإرهابيين وبسبب القتل، وثانياً بسبب نتائج الإرهاب. عندما يكون هناك إرهاب، وعندما تدمر البنية التحتية، لن تبقى الاحتياجات الأساسية للحياة متوفرة، وبالتالي فإن الناس يهربون بسبب الإرهاب ولأنهم يريدون كسب رزقهم في مكان ما من العالم. وهكذا فإن الغرب يبكي عليهم بينما هو يدعم الإرهابيين منذ بداية الأزمة. في البداية قال إن هذه الانتفاضة سلمية، ومن ثم قال إنها معارضة معتدلة، والآن يقول إن هناك إرهاب كإرهاب “النصرة” و”داعش”، لكن ذلك بسبب الدولة السورية، أو النظام السوري أو الرئيس السوري. إذاً، طالما استمروا في اتباع هذا النهج الدعائي، فإنهم سيستقبلون المزيد من اللاجئين، فالمسألة لا تتعلق بأن أوروبا لم تقبل أو تحتضن اللاجئين، بل تتعلق بمعالجة سبب المشكلة، إذا كانوا قلقين عليهم، فليتوقفوا عن دعم الإرهابيين، هذا ما نعتقده فيما يتعلق بهذه الأزمة. هذا جوهر قضية اللاجئين”.

وردا على سؤال عما يجب أن تفعله المعارضة الداخلية للتنسيق والتعاون مع السلطة السورية لمساندتها في القتال.. وأفق لقاء موسكو3 وجنيف3 قال الرئيس الأسد: ” نحن الآن كما تعرف في حالة حرب مع الإرهاب، وهذا الإرهاب مدعوم من قوى خارجية، فهذا يعني أننا في حالة حرب كاملة اليوم.. أنا أعتقد بأن أيّ مجتمع وأيّ أشخاص وطنيين، أيّ أحزاب تنتمي فعلاً للشعب تتوحّد في حالات الحروب ضد العدو، سواء كان العدو إرهاباً من الداخل أو كان العدو إرهاباً من الخارج. اليوم لو سألنا أي سوري ما الذي تريده الآن.. أول شيءٍ سيقوله: نريد الأمان ونريد الأمن لكل شخص ولكل عائلة. فإذاً علينا نحن كقوى سياسية، سواء كانت هذه القوى داخل الحكومة أو خارجها أن نتوحّد حول ما يريده الشعب السوري.. هذا يعني أن نتوحّد أولاً ضد الإرهاب، هذا شيء بديهي ومنطقي.. لذلك أقول علينا الآن كقوى سياسية أو حكومة أو كمجموعات مسلحة حاربت ضد الحكومة أن نتوحد جميعاً من أجل مكافحة الإرهاب.. وهذا الشيء حصل، هناك قوى تحارب الإرهاب الآن مع الدولة السورية وهي كانت تقاتل الدولة السورية.. قطعنا خطوات في هذا المجال.. لكنني أستغل فرصة هذا اللقاء لأوجّه دعوة لكل القوى لكي تتّحد لمواجهة الإرهاب لأنه الطريق للوصول إلى الأهداف السياسية التي نريدها نحن كسوريين عبر الحوار وعبر العمل السياسي”.

وأضاف الرئيس الأسد: ” أهمية موسكو3 أنها تشكّل عملية تمهيد لجنيف3، لأن الرعاية الدولية في جنيف لم تكن حيادية أولاً، بينما الرعاية الروسية هي رعاية حيادية، ليست منحازة وتستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. ثانياً، هناك خلافات جوهرية حول بند الهيئة الانتقالية في جنيف.. المطلوب من موسكو3 أن يحلّ هذه العقبات بين الأطراف السورية المختلفة وعندما نصل إلى جنيف3 يكون هناك إجماع سوري يهيئ لنجاحه. نحن نعتقد أن من الصعب لجنيف3 أن ينجح إن لم ينجح موسكو3، لذلك نحن نؤيد عقد هذه الجولة من المفاوضات في موسكو بعد أن تكون التحضيرات لنجاح هذه الجولة قد اكتملت وخاصة من قبل المسؤولين الروس”.

وحول المبادرة الإيرانية لتسوية الوضع في سورية وأهمية الدعم الإيراني قال الرئيس الأسد: ” حالياً لا يوجد مبادرة إيرانية، إنما توجد أفكار أو مبادئ لمبادرة إيرانية تستند بشكل رئيسي على موضوع سيادة سوريا، وطبعاً قرار الشعب السوري، وتستند إلى موضوع مكافحة الإرهاب.. طبعاً العلاقة بيننا وبين إيران علاقة قديمة عمرها الآن أكثر من ثلاثة عقود ونصف.. فيها تحالف، فيها ثقة كبيرة، لذلك نعتقد أن الدور الإيراني دور هام. إيران تقف مع سوريا ومع الشعب السوري.. تقف مع الدولة السورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. ليس المقصود عسكرياً، كما حاول البعض تسويقه في الإعلام الغربي بأن إيران أرسلت جيشاً أو قوات إلى سوريا.. هذا الكلام غير صحيح.. هي ترسل لنا عتاداً عسكرياً، وهناك طبعاً تبادل للخبراء العسكريين بين سوريا وإيران وهذا الشيء موجود دائماً، ومن الطبيعي أن يزداد هذا التعاون بين البلدين في ظروف الحرب.. نعم الدعم الإيراني كان أساسياً من أجل مساعدة سوريا في صمودها في هذه الحرب الصعبة والشرسة”.

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال عن العلاقة مع مصر وهل هي مباشرة أو عبر الوسيط الروسي: ” العلاقة بين سورية ومصر لم تنقطع حتى في السنوات الماضية.. وحتى عندما كان رئيس مصر هو مرسي الذي ينتمي لمجموعة الإخوان المسلمين الإرهابية أصرت المؤسسات المصرية على إبقاء شيء من هذه العلاقة، أولاً لوعي الشعب المصري لما يحصل في سورية، وثانياً لأن المعركة التي نخوضها عملياً هي ضد عدو واحد، هذا الشيء أصبح طبعاً الآن أوضح بالنسبة للجميع، الأمور أصبحت واضحة.. الإرهاب منتشر في ليبيا ومصر، واليمن، وسورية، والعراق، وفي بعض الدول الأخرى طبعاً، وفي دول إسلامية أخرى كأفغانستان، وباكستان وغيرها.. فإذاً أستطيع أن أقول إن هناك الآن رؤية مشتركة بيننا وبين الجانب المصري، لكن العلاقة الآن هي على المستوى الأمني، لاتوجد علاقة سياسية، أي لايوجد تواصل بين وزارة الخارجية السورية ووزارة الخارجية المصرية على سبيل المثال، التواصل على المستوى الأمني فقط.. نأخذ بالاعتبار الضغوط التي يمكن أن تترتّب ربما على مصر أو على سورية ومصر من أجل ألا تكون هناك علاقة قوية، طبعاً هي لاتمر عبر موسكو. كما قلت، هذه العلاقة لم تنقطع ولكن اليوم نحن ننظر بارتياح لتحسّن العلاقة بين روسيا ومصر، وبنفس الوقت هناك علاقة جيدة وقوية وتاريخية بين موسكو ودمشق فمن الطبيعي أن تكون روسيا مرتاحة لأي تطورّ في العلاقة بين سورية ومصر”.

وردا على سؤال حول موقف سورية من فكرة إنشاء منطقة خالية من إرهابيي /داعش/ على الحدود مع تركيا.. والدعم الغربي للتنظيمات الإرهابية قال الرئيس الأسد: ” أن نقول إن الحدود مع تركيا يجب أن تكون خالية من الإرهاب، فهذا يعني أن الإرهاب مسموح به في باقي المناطق، هذا الكلام غير مقبول.. يجب القضاء على الإرهاب في كل مكان ونحن ندعو منذ أكثر من ثلاثة عقود لتحالف دولي من أجل مكافحة الإرهاب.. ولكن بالنسبة لهذا الموضوع وبالنسبة لتعاون الغرب مع “جبهة النصرة” هو حقيقة واقعة، لأننا كلنا نعلم أن من يدعم اليوم “جبهة النصرة” ومن يدعم “داعش” بالسلاح وبالمال وبالمتطوعين الإرهابيين هي تركيا، ومن المعروف أن تركيا على علاقة وثيقة بالغرب، فأردوغان وأوغلو لايمكن أن يتحركا خطوة واحدة دون التنسيق أولاً مع الولايات المتحدة وطبعاً مع باقي الدول الغربية، فوجود “جبهة النصرة” ووجود “داعش” بهذه القوة في المنطقة هو بغطاء غربي لأن الدول الغربية تعتقد دائماً أن الإرهاب ورقة تستطيع أن تضعها في جيبك وتستخدمها من وقت لآخر، الآن يريدون استخدام “جبهة النصرة” ضد “داعش” فقط، ربما لأن “داعش” خرج عن سيطرتهم بشكل أو بآخر.. ولكن هذا لايعني أنهم يريدون القضاء على “داعش”، لو أرادوا لكانوا قادرين على القيام بهذا الشيء”.

وأضاف الرئيس الأسد: “بالنسبة لنا “داعش” و”جبهة النصرة” وكل المنظمات المشابهة التي تحمل السلاح وتقتل المدنيين هي منظمات متطرّفة. لكن مع من نتحاور.. هذا سؤال هام جداً؟ منذ البداية قلنا إن الحوار هو مع كل من يمكن أن يؤدي الحوار معه لتراجع الإرهاب وبالتالي الوصول إلى الاستقرار، طبعاً هذا يشمل بشكل طبيعي القوى السياسية، ولكن هناك أيضاً مسلحين حاورناهم وتوصلنا معهم لاتفاقات في مناطق كانت مضطربة وأصبحت هادئة.. وفي أماكن أخرى هؤلاء المسلحون انضموا للجيش السوري وهم يقاتلون معه اليوم وسقط منهم شهداء.. فإذاً نحن نحاور الجميع ماعدا تلك المنظمات التي ذكرتها كداعش والنصرة ومنظمات مشابهة، لسبب بسيط هو أن هذه المنظمات تعتمد بعقيدتها على الإرهاب.. هي منظمات عقائدية، هي ليست مجرد منظمات خرجت ضد الدولة كما هو حال عدد من المسلحين.. لا، هي من الناحية العقائدية تؤمن بالإرهاب وبالتالي الحوار مع هذه المنظمات لايمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة حقيقية، لابد من أن نكافحها ونحاربها ونقضي عليها بشكل كلي والحوار معها غير مجدي على الإطلاق”.

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال عن الشركاء الذين يمكن التعاون معهم في مكافحة الإرهاب.. بكل تأكيد الدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا وإيران.. والعراق نحن نتعاون معه لأنه يتعرض لنفس النوع من الإرهاب.. بالنسبة للدول الأخرى نحن لا يوجد لدينا فيتو على أي دولة بشرط أن تكون لديها الإرادة في أن تكافح الإرهاب وليس كما يفعلون الآن فيما يسمى التحالف الدولي من أجل مكافحة الإرهاب الذي تقوده أمريكا.. في الواقع منذ بدأ هذا التحالف يعمل و”داعش” تتوسع.. أي أنه تحالف فاشل ليس له تأثير حقيقي على الأرض.. بنفس الوقت لا يمكن لدول مثل تركيا وقطر والسعودية ومعها الدول الغربية التي تغطي الإرهاب مثل فرنسا أو الولايات المتحدة أو غيرها أن تقوم نفسها بمكافحة الإرهاب.. لا يمكن أن تكون مع الإرهاب وضد الإرهاب في نفس الوقت.. ولكن إذا قررت هذه الدول أن تغير من سياساتها وتعرف بأن هذا الإرهاب هو كالعقرب إذا وضعته في جيبك فسوف يلدغك.. فعندها لا يوجد لدينا مانع من التعاون مع كل هذه الدول بشرط أن يكون هذا التحالف تحالفاً حقيقياً وليس وهمياً لمكافحة الإرهاب.

وحول الوضع الحالي للجيش السوري وهل استنزفته الحرب أم أصبح أقوى نتيجة العمليات العسكرية وهل يوجد احتياط لدعم نشاطه… قال الرئيس الأسد.. طبعاً الحرب سيئة.. أي حرب هي مدمرة.. أي حرب تضعف أي مجتمع وأي جيش مهما يكن هذا البلد قوياً أو غنياً ولكن الأمور لا تقاس بهذه الطريقة.. فالحرب من المفترض أن توحد المجتمع ضد العدو.. الجيش يصبح هو الرمز الأهم بالنسبة لأي مجتمع عندما يكون هناك عدوان على هذا البلد.. يصبح هذا المجتمع حاضناً لهذا الجيش ويقدم له كل الدعم المطلوب بما فيه الموارد البشرية.. المتطوعون.. المجندون.. لكي يقوموا بالدفاع عن الوطن.. بنفس الوقت الحرب تعطي خبرة كبيرة لأي قوات مسلحة من الناحية العملية العسكرية.. فإذاً هناك دائماً إيجابيات وسلبيات.. لا نستطيع أن نقول بأن الجيش يضعف أو يقوى.. لكن في المقابل هذا الاحتضان والدعم الشعبي للجيش هو الذي يؤمن له المتطوعين.. فإجابة على سؤالك “هل هناك احتياط…” بالتأكيد لو لم يكن هناك احتياط للجيش لما كان من الممكن أن يصمد أربع سنوات ونصفا في حرب صعبة جداً وخاصة أن العدو الذي نقاتله اليوم هو عدو لديه إمداد بشري غير محدود.. هناك مقاتلون إرهابيون من أكثر من ثمانين أو تسعين دولة اليوم.. تتحدث أنت عن حاضنة شعبية ربما تكون بالملايين من دول مختلفة ترسل أشخاصاً للقتال في سورية مع الإرهابيين.

وأضاف الرئيس الأسد.. أما بالنسبة لنا فالاحتياط هو احتياط سوري فقط بالدرجة الأولى.. لذلك نعم هناك احتياط.. وهذا يجعلنا نستمر.. وهناك تصميم.. الاحتياط ليس فقط بالكادر البشري بـ “الأشخاص”.. وإنما أيضاً بالإرادة.. لدينا إرادة أكثر من ذي قبل بالقتال والدفاع عن بلدنا ضد الإرهابيين.. هذه الحالة هي التي أدت إلى أن بعض المسلحين الذين قاتلوا الدولة في البداية لأسباب مختلفة اكتشفوا لاحقاً أنهم في الطريق الخاطئ وقرروا الانضمام إلى الدولة.. الآن يخوضون معارك مع الجيش.. البعض منهم التحق بالجيش بشكل نظامي.. البعض منهم أبقى سلاحه معه ولكنهم يقاتلون بشكل مجموعات مع القوات المسلحة في أماكن مختلفة في سورية.

ورداً على سؤال حول التنظيمات الإرهابية التي تكافحها الدولة السورية وهل هي مجموعة كبيرة من الإرهابيين أم تنظيم “داعش” الذي يحاول إنشاء ما يشبه شكل الدولة قال الرئيس الأسد.. طبعاً مجموعات “داعش” الإرهابية تحاول أن تعطي شكل الدولة كما ذكرت من أجل أن تجذب المزيد من المتطوعين الذين يعيشون بأحلام الماضي بأن هناك دولة ذات طابع إسلامي تعمل من أجل الدين وهذا المظهر المثالي غير حقيقي.. هذا مظهر خادع.. ولكن أي دولة لا يمكن أن تأتي بشكل مفاجئ وبشكل جديد إلى أي مجتمع.. الدولة يجب أن تكون من إنتاج هذا المجتمع.. أن تكون تطوراً طبيعياً للمجتمع لكي تعبر عنه.. تختلف قليلاً ولكن في النهاية هي صورة عن المجتمع.. لا يمكن أن تأتي بدولة من شكل آخر وتضعها في مجتمع.. هنا نسأل سؤالاً.. هل دولة “داعش”، أو ما يسمونه دولة “داعش”، أو مجموعة “داعش”، تشبه الشعب السوري… بكل تأكيد لا.

وأضاف الرئيس الأسد.. هناك طبعاً مجموعات إرهابية ولكنها لا تعبر عن المجتمع.. في روسيا مجموعات إرهابية اليوم ولكنها لا تعبر عن المجتمع الروسي ولا تشبه المجتمع الروسي المتنوع والمنفتح.. لذلك إذا حاولوا أن يطبعوا عملة أو طوابع أو جواز سفر أو هذه الأشكال التي توحي بدولة لا يعني بأنهم موجودون كدولة لأنهم أولاً لا يشبهون الشعب.. ثانياً لأن الناس في تلك المناطق إما انها تهاجر باتجاه الدولة الحقيقية.. الدولة السورية.. الدولة الوطنية أو أنها تقاتلهم في بعض الحالات.. وقلة محدودة جداً هي التي تصدق هذه الأكاذيب.. فهم ليسوا دولة بكل تأكيد.. هم مجموعة إرهابية.. لكن إذا أردنا أن نسأل من هم… دعنا نتحدث بشكل حقيقي أكثر.. هم المرحلة الثالثة من مجموعة السموم السياسية أو الإيديولوجية التي أنتجها الغرب والتي تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية.. المرحلة الأولى كانت الإخوان المسلمين في بداية القرن الماضي.. المرحلة الثانية كانت القاعدة في أفغانستان من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي.. والمرحلة الثالثة هي “داعش وجبهة النصرة” وهذه المجموعات.. من هي “داعش”… ومن هي هذه المجموعات… هي بكل بساطة الإنتاج الغربي للتطرف.

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول الموقف من الأكراد.. أولاً لا يمكن أن نقول بأنه كان هناك سياسة معينة للدولة تجاه الأكراد.. لا يمكن لدولة أن تميز بين أبناء البلد الواحد وإلا هذا يخلق انقساماً بالبلد.. لو كنا فعلاً نميز بين مكونات المجتمع لما وقفت أغلب هذه المكونات اليوم مع الدولة ولتقسم البلد بشكل مباشر منذ البدايات.. بالنسبة لنا الأكراد هم جزء من النسيج السوري.. هم ليسوا غرباء.. يعيشون في هذه المنطقة كالعربي وكالشركسي وكالأرمني وككثير من القوميات والطوائف الموجودة في سورية وتعيش فيها منذ قرون طويلة.. البعض منها غير معروف متى أتى إلى هذه المنطقة.. من دون هذه المجموعات لا يمكن أن يكون هناك سورية المتجانسة.. فإذا هل هم اليوم حلفاؤنا… لا.. هم أشخاص وطنيون هذا من جانب.. من جانب آخر لا تستطيع أن تضع كل الأكراد في سلة واحدة.. الأكراد كأي مكون سوري هم تيارات.. ينتمون لأحزاب مختلفة.. هناك اليسار واليمين.. وهناك عشائر.. وهناك أشكال مختلفة.. فعندما نتحدث عن الأكراد ككتلة واحدة يكون هذا الطرح غير موضوعي.

وتابع الرئيس الأسد : هناك مطالب كردية لدى بعض الأحزاب وليست مطالب كردية للأكراد.. هناك أكراد يعيشون مندمجين في المجتمع بشكل كامل.. وأريد أن أؤكد بأنهم ليسوا حلفاء في هذه المرحلة كما يحاول البعض أن يظهر فهناك شهداء من الجيش من الأكراد.. هذا يعني بأنهم يعيشون مندمجين في المجتمع.. ولكن هناك أحزاب كان لها مطالب.. قمنا بحل بعض هذه المطالب في بدايات الأزمة.. هناك بعض المطالب التي لا ترتبط بالدولة.. لا يمكن للدولة أن تقدمها.. هناك أشياء متعلقة بالشعب ككل.. بالدستور.. لا بد من أن يوافق الشعب على هذه المطالب.. قبل أن نأخذ قراراً نحن كدولة.. بكل الأحوال أي شيء يطرح يجب أن يكون في الإطار الوطني لذلك أقول نحن الآن مع الأكراد ومع مكونات أخرى.. كلنا نتحالف من أجل قتال الإرهابيين.. وهذا ما تحدثت عنه منذ قليل بأنه يجب أن نتوحد من أجل قتال “داعش”.. بعد أن ننتصر على “داعش” وعلى “جبهة النصرة” وعلى الإرهابيين تصبح المطالب الكردية لدى بعض المكونات الحزبية الكردية قابلة للنقاش وقابلة للطرح على الساحة الوطنية.. لا توجد أي مشكلة.. لا يوجد لدينا فيتو على أي طلب.. طالما أن هذا الشيء هو في إطار وحدة سورية ووحدة الشعب السوري والأرض السورية ومكافحة الإرهاب، والتنوع السوري، وحرية هذا التنوع بمعناه العرقي والقومي، وبمعناه الطائفي والديني.

وردا على سؤال.. هل يستطيع الأكراد بقتالهم “داعش” أن يعولوا على شكل من هذا العرفان لتحقيق مطالب لهم قال الرئيس الأسد : عندما ندافع عن بلدنا فنحن لسنا بحاجة لشكر.. هذا الواجب الطبيعي.. أن نقوم بالدفاع عن بلدنا.. فإذا كانوا يستحقون الشكر فكل مواطن سوري دافع عن بلده يستحق الشكر ولكن أنا أعتقد بأن الدفاع عن الوطن هو واجب وعندما تقوم بواجبك لست بحاجة للشكر.. ولكن ما تطرحه في البداية هو مرتبط بالدستور السوري اليوم لو أردت أن تغير شكل البنية الموجودة لديك في بلدك في روسيا.. إعادة تقسيم الجمهوريات على سبيل المثال أو إعطاء صلاحيات لجمهورية تختلف عن صلاحيات في جمهورية أخرى هذا الموضوع لا يرتبط بالرئيس ولا يرتبط بالحكومة هذا الموضوع يرتبط بالدستور.. الرئيس لا يمتلك الدستور.. والحكومة لا تمتلك الدستور.. من يمتلك الدستور هو الشعب.. وبالتالي أي تبديل بالدستور بحاجة لحوار وطني.. بالنسبة لنا لا توجد لدينا مشكلة في أي طلب كما قلت.. نحن كدولة لا يوجد لدينا أي اعتراض في هذه المواضيع طالما أنها لا تمس وحدة سورية وحرية المواطنين والتنوع.. ولكن إذا كانت هناك جهات في سورية أو مجموعات أو شرائح لديها مطالب فلا بد أن تكون في الإطار الوطني.. في حوار مع القوى السورية عندما يكون الشعب السوري متفقاً على القيام بخطوات من هذا النوع لها علاقة بفيدرالية أو حكم ذاتي أو لامركزية أو تبديل كل النظام السياسي.. فهذا بحاجة لموافقة الشعب السوري.. وبالتالي تعديل الدستور والعودة لاستفتاء.. لذلك هذه المجموعات يجب أن تقنع الشعب السوري بطروحاتها.. فطروحاتها ليست حواراً مع الدولة وإنما مع الشعب.. أما نحن فعندما يقرر الشعب السوري أن يسير باتجاه معين أو يوافق على خطوة معينة، فمن الطبيعي أن نوافق عليها.

وردا على سؤال حول وجود تنسيق مباشر أو غير مباشر بين سورية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” قال الرئيس الأسد.. ستفاجئين إذا قلت لا.. أعلم أن جوابي لن يبدو واقعياً عندما أقول الآن وبينما نحارب نفس العدو إذا جاز التعبير، ونهاجم نفس الأهداف وفي نفس المنطقة دون تنسيق، وفي نفس الوقت لا يحدث أي صدام.. رغم أن هذا يبدو غريباً لكنه الواقع.. ليس هناك أي تنسيق أو تواصل بين الحكومتين السورية والأميركية أو بين الجيش السوري والجيش الأميركي.. إنهم لا يستطيعون الاعتراف ولا يستطيعون قبول حقيقة أننا القوة الوحيدة التي تحارب “داعش” على الأرض.. بالنسبة لهم ربما إذا تعاملوا أو تعاونوا مع الجيش السوري فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بفعاليتنا في محاربة “داعش”.. هذا للأسف جزء من العمى والعناد الذي تظهره الإدارة الأميركية.

وتابع الرئيس الأسد ردا على سؤال.. هل هناك طرف ثالث ينسق بين سورية والتحالف.. ليس هناك أي طرف ثالث بما في ذلك العراقيون.. في الماضي أبلغونا قبل بداية الهجمات من خلال العراقيين.. منذ ذلك الحين لم نتبادل معهم أي رسالة أو اتصال من خلال أي طرف آخر.

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال.. كيف تشعرون إذا قدر لكم العمل مع القادة الغربيين وإمكانية الثقة بهم.. أولاً هذه العلاقات ليست شخصية.. إنها علاقات بين الدول.. وعندما نتحدث عن العلاقات بين الدول.. فإننا لا نتحدث عن الثقة بل نتحدث عن الآليات.. إذاً الثقة أمر شخصي لا يستطيع المرء الاعتماد عليه في العلاقات السياسية بين الناس.. أعني أني هنا مسؤول عن 23 مليون نسمة في سورية.. ولنقل إن شخصاً آخر مسؤول عن عشرات الملايين في بلد آخر.. لا يمكن وضع مصير عشرات ملايين الأشخاص أو ربما مئات الملايين رهناً لثقة شخص واحد أو شخصين في بلدين.. إذاً، ينبغي أن تكون هناك آلية.. عندما تكون هناك آلية يمكن التحدث عن الثقة بطريقة أخرى وليس بطريقة شخصية هذا أولاً.. ثانياً المهمة الرئيسية لأي سياسي، أو أي حكومة أو رئيس، أو رئيس وزراء، هي العمل لمصلحة شعبه وبلده.. إذا كان الاجتماع مع أي شخص أو مصافحة أي شخص في العالم سيحقق المنفعة للشعب السوري، فعلي أن أقوم بذلك.. أحببت ذلك أم لم أحب.. إذاً المسألة لا تتعلق بي.. بما إذا كنت أقبل أو أرغب أو ما إلى ذلك.. المسألة تتعلق بالقيمة المضافة التي ستحدثها الخطوة التي سأتخذها.. إذاً.. نعم نحن مستعدون لفعل أي شيء لمصلحة الشعب السوري مهما كان ذلك الشيء.

وردا على سؤال حول الدعوة الروسية لإقامة تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب يضم الأردن وتركيا والسعودية واستعداد سورية للتنسيق مع هذه الدول قال الرئيس الأسد.. بالنسبة لمكافحة الإرهاب.. هو موضوع شامل وكبير.. فيه جوانب ثقافية واقتصادية وفيه جوانب أمنية وفيه الجانب العسكري.. طبعاً، في الوقاية كل الجوانب الأخرى أهم من الجانب الأمني والعسكري.. ولكن اليوم بالواقع الذي نعيشه في مكافحة الإرهاب وخاصة أنك تواجه ليس مجموعات إرهابية وإنما جيوش إرهابية لديها سلاح خفيف ومتوسط وثقيل.. لديها مليارات من الدولارات لتجند متطوعين.. لا بد من أن تكون الأولوية للجانب العسكري والأمني في هذه المرحلة.. فإذاً بهذا الشكل نرى أن على التحالف أن يقوم بعمل في مجالات مختلفة ولكن أن يقوم بمحاربتهم على الأرض أولاً.. هذا التحالف من الطبيعي أن يكون مكوناً من دول تؤمن بمكافحة الإرهاب، وتؤمن بأن موقعها الطبيعي أن تكون ضد الإرهاب.. لا يمكن في الوضع الحالي أن يكون نفس الشخص الذي يدعم الإرهاب هو نفس الشخص الذي يقاتل الإرهاب.. هذا ما تفعله هذه الدول الآن.. السعودية وتركيا والأردن التي تتظاهر بأنها جزء من تحالف ضد الإرهاب في شمال سورية ولكنها تدعمه من الجنوب ومن الشمال الغربي ومن الشمال بشكل عام بنفس المناطق التي يقومون فرضياً بمكافحة الإرهاب فيها.. أعود وأقول.. ضمن إطار المصلحة العامة.. إذا قررت هذه الدول أن تعود إلى الموقع الصحيح.. أن تعود إلى رشدها وتكافح الإرهاب.. فنحن من الطبيعي أن نقبل هذا الشيء ونتعاون معها ومع غيرها.. القضية ليست فيتو.. وليست أن نبقى متمسكين بشيء في الماضي.. العلاقات السياسية تتبدل دائماً.. قد تكون سيئة وتصبح جيدة.. والحليف يصبح خصماً.. والخصم حليفاً.. هذا شيء طبيعي.. عندما يكون ضد الإرهاب سنتعاون معه.

وردا على سؤال حول قضية اللاجئين السوريين وهل ينظر اليهم كجزء من الناخبين السوريين مستقبلا وهل أوروبا مذنبة في قضيتهم قال الرئيس الأسد.. بالنسبة لأي شخص يخرج من سورية هو خسارة للوطن بكل تأكيد مهما كان موقع هذا الشخص أو إمكانياته.. طبعاً هذا لا يشمل الإرهابيين ولكن يشمل كافة المواطنين بشكل عام ما عدا الإرهابيين لذلك نعم هناك خسارة كبيرة بسبب هذه الهجرة.. أنت طرحت سؤالاً يتعلق بالانتخابات.. في العام الماضي كانت لدينا انتخابات رئاسية في سورية وكان هناك الكثير من اللاجئين في دول مختلفة وخاصة في لبنان وكان المفترض بحسب البروباغندا الإعلامية الغربية أن كل هؤلاء هربوا من الدولة.. من قمع الدولة.. من قتلها والمفترض أنهم خصوم للدولة.. وكانت المفاجأة بالنسبة للغربيين أن معظم هؤلاء ذهبوا للتصويت لصالح الرئيس.. المفترض أنه يقتلهم.. فكانت تلك ضربة كبيرة للبروباغندا.. طبعاً التصويت له شروط معينة.. أن تكون هناك سفارة.. أن تكون هناك رعاية للدولة السورية لعملية التصويت.. هذا يعتمد على العلاقات مع الدول فكثير من الدول قطعت علاقاتها مع سورية وأغلقت السفارات السورية وبالتالي في تلك الدول لا يمكن أن يكون هناك تصويت للمواطن السوري وعليه أن يذهب إلى دولة أخرى فيها صندوق اقتراع.. لكن هذا الشيء تم العام الماضي.. بالنسبة لأوروبا طبعاً هي مذنبة.. اليوم أوروبا تحاول التصوير بأن الذنب الأوروبي هو أنهم لم يقدموا الأموال أو ربما لم يسمحوا لهؤلاء المهاجرين بالهجرة بشكل نظامي إلى أوروبا لذلك اضطروا إلى المجيء عبر البحر وغرقوا وماتوا فيه.

وتابع الرئيس الأسد.. كلنا نحزن على أي ضحية بريئة ولكن هل الضحية التي تغرق في البحر هي أغلى من الضحية التي تقتل في سورية… هل هي أغلى من شخص بريء يقطع رأسه من قبل الإرهابيين… كيف تحزن على طفل يموت في البحر ولا تحزن على آلاف الأطفال الذين ماتوا على يد الإرهابيين في سورية وأيضاً الشيوخ والنساء والرجال… الجميع.. هذه المعايير المزدوجة الأوروبية لم تعد مقبولة وأصبحت مفضوحة وواضحة.. من غير المعقول أن تحزن على اشخاص لأنهم ماتوا ولا تهتم لأشخاص آخرين.. المبادئ واحدة.. فإذاً أوروبا تتحمل المسؤولية لأنها هي التي دعمت الإرهاب كما قلت قبل قليل وهي ما زالت تدعم الإرهابيين وما زالت توفر الغطاء لهم.. وما زالت تسميهم معتدلين وتقسمهم إلى مجموعات.. وكلهم مجموعات متطرفة في سورية.

وردا على سؤال حول إصرار من يحاربون الدولة السورية بالسلاح على رحيل الرئيس كشرط للسلام في البلاد قال الرئيس الأسد.. أضف إلى ما تقوله التسويق الإعلامي الغربي منذ البدايات كان حول فكرة أن سبب المشكلة هو وجود الرئيس.. لماذا… لأنهم يريدون أن يصوروا أن كل مشكلة سورية هي شخص وبالتالي سيكون رد الفعل الطبيعي لدى كثير من الناس إذا كانت المشكلة تتمثل في شخص فلا يمكن أن يكون هذا الشخص أهم من كل الوطن.. فليذهب الشخص وتصبح الأمور جيدة.. هذه هي طريقة تبسيط الأمور بالنسبة للغرب.. الحقيقة ما يحصل في سورية بهذا الموضوع مشابه لما يحصل لديكم.. لاحظ في الإعلام الغربي منذ بدأ الانقلاب في أوكرانيا ما الذي حصل… تحول الرئيس بوتين من صديق للغرب إلى خصم وأصبح مرة يشبه بأنه قيصر.. ومرة يشبه بأنه ديكتاتور ويقمع المعارضة في روسيا وأنه أتى بعملية غير ديمقراطية بالرغم من أنه انتخب عبر انتخابات ديمقراطية والغرب كان يقول بأنها انتخابات ديمقراطية عندما تمت.. اليوم لم تعد ديمقراطية.. هذا هو التسويق الغربي.

وتابع الرئيس الأسد.. يقولون إذا ذهب الرئيس تصبح الأمور أفضل ماذا يعني هذا الكلام عملياً… يعني بالنسبة للغرب أنه طالما أنت موجود هنا كرئيس سنستمر بدعم الإرهاب لأن المبدأ الغربي الآن المتبع في سورية وروسيا ودول أخرى هو تبديل الرؤساء أو تبديل الدول أو اسقاط ما يسمونه بلغتهم الأنظمة لماذا… لأنهم لا يقبلون بشركاء ولا يقبلون بدول مستقلة.. ما هي مشكلتهم مع روسيا… ما هي مشكلتهم مع سورية… ما هي مشكلتهم مع إيران… أنها دول مستقلة.. هم يريدون أن يذهب هذا الشخص ويأتي شخص آخر يقوم بالعمل من أجل مصلحتهم وليس من أجل مصلحة بلده.. أما بالنسبة للرئيس كيف يأتي.. يأتي عبر الشعب وعبر الانتخابات.. وإذا ذهب لا بد من أن يذهب عبر الشعب.. لا يذهب عبر قرار أمريكي ولا عبر قرار مجلس الأمن ولا عبر مؤتمر جنيف أو بيان جنيف.. إذا أراده الشعب فسيبقى.. وإذا رفضه الشعب يجب أن يذهب فوراً.. هذا هو المبدأ الذي أنظر من خلاله إلى هذا الموضوع.

وردا على سؤال.. هل كانت هناك لحظة فاصلة عندما عرفتم أن الحرب لا مفر منها ومن الذي أطلق آليتها وهل كانت هناك أخطاء قال الرئيس الاسد.. أي دولة فيها أخطاء والأخطاء تحصل ربما كل يوم ولكن هذه الأخطاء ليست حالة فاصلة لأنها دائماً موجودة.. فما الذي يجعل هذه الأخطاء فجأة تؤدي إلى الوضع الذي نعيشه في سورية.. هذا الكلام غير منطقي.. قد تستغرب إذا قلت لك بأن النقطة الفاصلة بما حصل في سورية هي شيء قد لا يخطر في بال كثيرين.. هي حرب العراق في عام 2003 عندما غزت أمريكا العراق.. ونحن كنا ضد هذا الغزو بشكل قوي لأننا كنا نعرف بأن الأمور تسير باتجاه تقسيم المجتمعات وخلق اضطرابات.. ونحن بلد مجاور للعراق.. عندما كنا نرى بأن هذه الحرب ستحول العراق إلى بلد طائفي.. ومجتمع منقسم على نفسه.. وفي غرب سورية هناك بلد طائفي آخر هو لبنان ونحن في الوسط.. فكنا نعرف تماماً بأننا سنتأثر.. وبالتالي بدايات الأزمة في سورية ما حصل في البداية كان هو النتيجة الطبيعية لهذه الحرب وللوضع الطائفي في العراق الذي انتقل جزء منه إلى سورية.. وكان من السهل عليهم أن يقوموا بعملية تحريض بعض المجموعات السورية على أسس طائفية.

وأضاف الرئيس الأسد.. النقطة الثانية ربما تكون فاصلة بدرجة أقل هي عندما تبنى الغرب الإرهاب بشكل رسمي في أفغانستان في بداية الثمانينات وسماه في ذلك الوقت “مقاتلون من أجل الحرية” ولاحقاً في عام 2006 ظهرت “داعش” في العراق وتحت الإشراف الأمريكي ولم يقوموا بمكافحتها.. كل هذه الأمور مع بعضها هي التي جعلت الظروف مهيأة لمثل هذه الاضطرابات بدعم غربي.. بأموال خليجية خاصة من قطر والسعودية.. بدعم لوجستي تركي وخاصة أن أردوغان هو شخص ينتمي للإخوان المسلمين بفكره وبالتالي يعتقد بأن تغير الوضع في سورية وتغير الوضع في مصر وأيضاً في العراق سيعني أنه ستكون هناك سلطنة جديدة ولكن ليست سلطنة عثمانية وإنما سلطنة إخوانية تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط يحكمها أردوغان.. كل هذه العوامل مع بعضها وصلت بالأمور إلى هذا الشيء.

وختم الرئيس الأسد قائلا.. أعود وأؤكد بأن الأخطاء موجودة والأخطاء دائماً تلعب دوراً بأن توجد ثغرات ولكن لا تكفي.. هي ليست مبررا.. وإذا كانت هذه الثغرات هي السبب فلماذا لم تشتعل الثورات في دول الخليج وخاصة في السعودية التي لا تعرف شيئاً عن الديمقراطية.. هذا جواب بديهي أعتقد.