شعبان: إذا لم يعتذر أردوغان فالأمور مرشحة لمزيد من التصاعد
أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أن العالم كله بدأ يغير نظرته الى ما يجري في سورية موضحة أن الأسلوب الغربي الذي اتبع الهيمنة وفرض إرادته على الشعوب في حالة تراجع اليوم شاء أم أبى.
وقالت شعبان في مقابلة مع وكالة تسنيم الإيرانية “نرى أن الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا ودول البريكس وإيران وسورية وحزب الله أصبحوا قوة موجودة تقدم انموذجا مختلفا جدا عن الانموذج الغربي الذي اتسم بالهيمنة والنظرة الاستعمارية وعدم احترام الآخر والنفاق”.
وحول العلاقات بين روسيا وإيران قالت “يبدو أن هناك تفاهما سياسيا مطلقا بين روسيا وإيران أساسه بسيط هو حق الشعوب في أن تقرر مصيرها بنفسها وحق البلدان في الحفاظ على سيادتها ووحدتها الإقليمية وواجب الجميع في محاربة الإرهاب”.
وذكرت شعبان بالتعاون الرباعي بين سورية وإيران وروسيا والعراق لتبادل المعلومات حول الإرهاب وقالت “إن تعزيز وتنسيق هذه الجهود في إطار مكافحة الإرهاب وإطار الرغبة في العودة إلى الأمن والاستقرار في بلداننا هو أمر في غاية الأهمية”.
وأشارت شعبان إلى أن روسيا ليست الوحيدة التي تقف مع سورية فهناك الصين كقوة اقتصادية صاعدة وإيران التي نجحت بتوقيع الاتفاق النووي حيث شكل الدعم الذي تقدمه هي وحزب الله لسورية عاملا مهما لصمود الشعب السوري والجيش العربي السوري الذي غير المعادلة في المنطقة.
واعتبرت شعبان أن الأمور لن تتضح بين عشية وضحاها لكن عندما نفكر بمستقبل أبنائنا خلال العقود القادمة نرى أنهم سيعيشون في منطقة دحرت منها “إسرائيل” وانتصر الشعب الفلسطيني وانتصر التيار المقاوم وتغير العالم من النظرة الاستعلائية الاستعمارية الغربية إلى النظرة الإنسانية.
وعن التناقض في تصريحات مسؤولي النظام التركي بعد حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية فوق الأراضي السورية اعتبرت شعبان أن التصرف التركي “كان خطأ شنيعا من القيادة التركية بحق روسيا التي تصرفت بكامل العزة والكبرياء وبرهنت لتركيا أنه لا تمكن الاستهانة بدولة مثلها” مشيرة إلى أن هناك تخبطا تركيا والرئيس التركي لم يتمتع بالذكاء في تصريحاته عندما أعلن أنه سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ليفاجئه الرفض الروسي الرسمي.
ورأت شعبان أن الأمور مرشحة لمزيد من التصاعد إذا لم يحاول رجب أردوغان استعادة ولو جزءا صغيرا من الحكمة والاعتذار رسمياً وتقديم ما توده روسيا من أجل إعادة العلاقات.
وفيما يتعلق بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال 50 مستشارا عسكريا إلى الحدود السورية التركية وما إذا كان هذا الأمر يشكل خطرا على المنطقة رأت شعبان أن “الأمر لا يعدو كونه كلاما للاستهلاك الإعلامي الداخلي حيث يوجد في الولايات المتحدة أكثر من تيار متشدد ومؤسسات عسكرية واستخباراتية لا ترغب بالتنسيق مع روسيا الأمر الذي يقوم به البيت الأبيض والخارجية الأمريكية”.
وبخصوص الحوار مع ما يسمى المعارضة أوضحت شعبان أنه حتى الان لم يتبلور أي “جسم واحد للمعارضة يكون جاهزاً لتحاوره الدولة السورية لأن معظم المعارضين ينتمون إلى دول مختلفة يمولون أو يتم تبنيهم من قبل تلك الدول ومعظمها للأسف تناصب العداء لسورية” مضيفة “لا نرى معارضة تتبع لدولة صديقة مثلاً ولذلك لن نلغي الحل السياسي بل سوف نبقى نسعى من أجله لكن واقع الحال هو أن مكافحة الإرهاب أولوية للعالم برمته اليوم لذلك كلما تضافرت الجهود وتكاتفت ونجحت في مكافحة الإرهاب كان الحل السياسي أقرب”.
ولفتت شعبان إلى الرسالة التي وجهها قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أمس الأول إلى الشباب في الغرب مبينة أنها “تدل على أنه قائد إنساني يفكر بالعالم كأسرة إنسانية لا كما تفكر الحكومات الغربية على مستوى محلي”.
وتطرقت شعبان إلى زيارة الدكتور علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لقائد الثورة الاسلامية في إيران أمس الأول إلى سورية قائلة إن زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى سورية تأتي للتأكيد على عمق الصداقة والتحالف والثقة بين إيران وسورية وتبادل الرأي في مستجدات الأمور سواء في سورية أو في المنطقة.
وحذرت شعبان من محاولات الغرب السماح لـ “إسرائيل” بأن تمرر ما تريده على الشعب الفلسطيني وأن تقضم مزيدا من الأراضي وتهجر وتزيح الشعب الفلسطيني الأصيل عن أرضه لافتة إلى أنه “في المنطقة من يتواطأ مع هذا النموذج الغربي وخاصة بعض الدول العربية وغير العربية ممن يعتقدون أنهم بهذا التواطؤ يستطيعون أن يطيلوا عمر الهيمنة الغربية” مشددة على أن هذا التواطؤ لن يمنع التيار الصاعد والمقاوم من الاستمرار لأنه يحترم الآخر وهو صادق لذلك سيكون له المستقبل بينما التيار الغربي لا مستقبل له.