الجعفري: وفد «الائتلاف» سيكون مختلفاً في الجولة الثانية من جنيف
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن وفد الجمهورية العربية السورية سيتوجه إلى جنيف بنفس الرسالة والتوجه والروحية داخلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً ولزج الطرف الآخر في حوار ذي أبعاد متعددة يكون إيجابياً وبناء ومثمراً وليس حواراً دون المستوى المطلوب الذي يتوقعه الشارع السوري.
وفي مقابلة مع قناة “إن بي إن” أمس الجمعة، قال الجعفري إن سقف الحوار يجب أن يكون أعلى من مستوى الجولة الأولى وأن يكون وطنياً بامتياز وسنحاول سحب الطرف الآخر إلى هذا السقف قدر المستطاع.”
وأضاف الجعفري “إننا راضون عن الجولة الأولى التي كانت فيها يد الوفد الرسمي السوري هي الأعلى في الحوار وفق رأي الإعلام الغربي والمحللين السياسيين ووفد الأمم المتحدة الذي كان حاضراً ونحن تواقون للحوار مع معارضة وطنية تضع مصلحة سورية والشعب السوري نصب عينيها وتوجد بيننا وبينها قواسم وثوابت مشتركة أهمها الحفاظ على استقلال سورية وسيادتها ووحدتها ورفض التدخل الأجنبي فيها والمطالبة بتحرير أراضيها المحتلة ورفض الإرهاب والعنف”.
وأوضح الجعفري أن وفد “الائتلاف” رفض كل الأوراق المقدمة في الجولة الأولى ولم يقرأها أو يناقشها حتى والتي كان هدفها خلق قواسم مشتركة وتتعلق بثوابت لا يمكن أن يرفضها أي وطني.
وأشار الجعفري إلى أن وفد “الائتلاف” كان يتلقى التعليمات عبر قصاصات ورق يتم إيصالها له من خارج القاعة من غرفة مظلمة في الفندق الذي يقيم فيه وكان لديه قراءة مغلوطة لما هو مطروح وهو ما أدى بهم إلى نتائج خاطئة كما أن كلامه وطروحاته كانت تدل على كلام هواة وليس محترفين.
ولفت الجعفري إلى أن وفد “الائتلاف” كان يعتقد واهماً أن استلامه للسلطة في سورية سيكون كشربة الماء كما كان موعوداً ورغم ذلك أعلن الوفد الرسمي السوري أنه ليس لديه اعتراض على مناقشة أي شيء في بيان جنيف الأول من أوله إلى آخره ولكن بالتسلسل المنطقي له من أول نقطة فيه.
وقال الجعفري إن “أي دولة في العالم فيها هيئة حكم انتقالية أو دائمة بغض النظر عن تسميتها سواء حكومة أو حكومة موسعة أو هيئة حكم كما أن أي فراغ دستوري في أي بلد في العالم سيخلق المشاكل ولا يمكن السير في مرحلة انتقالية بوجود فراغ دستوري ولذلك سيكون دستور الجمهورية العربية السورية الحالي هو دستور المرحلة الانتقالية حتى الوصول إلى الانتخابات وإلى أي دستور آخر يطرح على الشعب لإقراره”.
وأضاف الجعفري إن “كل طرف يقرأ بيان جنيف كما يشتهيه ومقاربة الروسي له مختلفة عن مقاربة الأمريكي الذي تختلف أيضاً مقاربته له عن مقاربة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أما نحن في سورية فنقرؤه بموضوعية دون أي مشكلة”.
وأشار الجعفري إلى أن وفد الائتلاف في الجولة القادمة سيكون مختلفاً من ناحية الشكل فلا بد من إشراك طيف من المعارضة الوطنية معه لأنه لا يمكن بحث مستقبل سورية مع طيف واحد والإبراهيمي والجانب الروسي مقتنعان بهذا الرأي.
واعتبر الجعفري أن التوجه السعودي الجديد نحو الإرهابيين السعوديين الذين يقاتلون في سورية هو مقاربة تضليلية وغير جدية ويعالج جانباً واحداً فقط وهو يشابه تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ووزير داخليته عندما قالا إننا سنسحب الجنسية من 500 إرهابي بريطاني يقاتلون في سورية، مشيراً إلى أن من شأن هذه التصريحات أن تحرض على الإرهاب لأنها تقول للإرهابي ابق في سورية لقتل السوريين وليس أمامك خيار آخر.
وأكد الجعفري أن على السعودية وغيرها من دول الخليج والولايات المتحدة أن تتوقف عن تمويل وتسليح ودعم الإرهابيين في سورية وأن تلتزم فعلياً بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أنه لا يمكن فهم كيف تصنف الولايات المتحدة ما يسمى “جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام” على لائحتها الإرهابية في الوقت الذي تعلن فيه استمرار تسليح المجموعات الإرهابية في سورية.
وأوضح الجعفري أن سورية وجهت منذ بدء الأزمة في سورية نحو 500 رسالة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بينها نحو 269 رسالة تتعلق بمكافحة الإرهاب وهذه الرسائل المبنية على القرائن ساهمت في نقل تلك الدول الداعمة للإرهاب من مرحلة الإنكار إلى مرحلة الإقرار بوجود الإرهاب في سورية.