كاتب أردني: صناع القرار في عمّان منقسمون حول سورية
اعتبر الأكاديمي الأردني والناشط السياسي د. إبراهيم علوش أن التعامل الرسمي الأردني مع الأزمة السورية يشهد انقساماً في صفوف صناع القرار السياسي والأمني ببلاده.
وأشار علوش إلى تورط الأردن في تمرير شحنات الأسلحة الخليجية إلى سورية، يأتي لسببين: أولاً، لأن الأردن الرسمي خلال الأشهر الأخيرة كان يحاول الإبحار بسفينته في المياه المضطربة ما بين التيار السعودي الحار، من جهة، الذي يحاول الزج بالأردن بالكامل في دعم الإرهاب في سورية، وبين تيار إدارة أوباما البارد، من جهة أخرى، المتحفظ على تقديم تسليح كبير ونوعي يمكن أن ينتهي بأيدي “المتطرفين” ، والساعي لإخراج الولايات المتحدة من أزماتها الداخلية والخارجية عبر تفاهم مع روسيا، وبالتالي في سورية ومع إيران.
ويقول الكاتب: “أما وقد تقاطع الحليفان المتعارضان، فلا بأس من إمرار هذه الشحنات، والحليف الصغير لا حيز أمامه للمناورة إلا في حال اختلاف الحليفين الكبيرين ما دام قراره الوطني ليس مستقلاً بالأساس”.
ويتابع: “إن الجماعات المسلحة بين شمال الأردن وجنوب دمشق أكثر ملاءمة للمزاج الأمريكي، من تلك المتواجدة في حلب وإدلب والرقة ودير الزور مثلاً، ليس مجرد ذريعة إعلامية، فتلك الجماعات تستمد زخمها وتنظيمها وتسليحها وتدريبها من قاعدة خلفية في الأردن بإشراف سعودي وغربي”.
ويضيف: “ثمة توريط للأردن في حربٍ تستهدف استقراره واستقرار سورية ومصر والخليج والمغرب العربي، لا استقرار الدولة السورية فحسب، سوى أن الأردن لن يحتمل انتقال موجات الإرهاب إليه عبر سورية التي هزت دولاً عربية مركزية مثل العراق وسورية ومصر”.
ويختم: “من يلعب بالنار هنا إرضاءً لهذا الطرف الدولي أو الإقليمي أو ذاك. لذلك ليس مفاجئاً أن يحدِث التعامل الرسمي الأردني مع الأزمة السورية انقساماً في صفوف صناع القرار السياسي والأمني الأردني”.
البعث ميديا- محمد شريف الجيوسي