ثقافة وفن

ضمن سلسلة مبدعون الشهرية.. كتاب «حنا مينة- حكاية بحار»

يحاول كتاب “حنا مينة – حكاية بحار” لمؤلفه شوقي المعري أن يرسم صورة لشخصية أدبية ذات حضور لافت لروائي كانت له بصمته الواضحة في الرواية العربية التي أبدع فيها.

ويبدأ الكتاب في قص المعاناة التي حملها مينة منذ صغره عبر تنقله بين مناطق وأعمال عديدة، مرة إلى الجبل، ومرة إلى البحر، وثالثة إلى المرفأ عاملا صغيرا، وفي الرابعة يستقر في دمشق عسى أن يجد راحة كان يبحث عنها، لكن أمواج البحر كانت دائما تتردد أصواتها في أذنيه للعودة إلى لاذقيته الجميلة ليكون الاستقرار الأخير.

وحسب الكتاب يعد حنا مينة من أشهر الروائيين العرب في العصر الحديث ولد في اللاذقية، عام 1924 بدأ مشواره مع القلم في كتابة بعض العرائض والرسائل ثم القصص القصيرة، إلى أن استوى عنده فن الكتابة في روايته الأولى “المصابيح الزرق”، وكانت عنده اللبنة القوية الأولى ثم توالت رواياته التي تجاوزت الثلاثين، إضافة إلى بعض الكتب والدراسات.

وسلط الكتاب الضوء على أبرز المحطات التي أثرت في شخصية الأديب الذي عاش سنواته الأولى في لواء اسكندرونة السليب من الأتراك، ثم تعرفه في الثانية عشرة من عمره على الثوار الذين كانوا يحاربون المستعمر الفرنسي والذين وجد عندهم معنى التضحية والبطولة والكفاح، فأخذ عنهم الكثير وتعلم منهم ما لم يقرأه ليجعله يكتب في شيخوخته: المجتمع والطفولة واليافعة والشباب أعطوني تجارب لا تنسى أفدت في كفاحي بالقلم على امتداد حياتي الأدبية التي قاربت الستين.

واستند صاحب رواية “القطاف” في كتابة روايته على ماض وأحداث وقصص تحيط بمجتمعه الذي يحيا فيه ومن شكل أدبي كان يسمى بداية “القصة المطولة”، ليدخل مينة عالم الأدب الروائي من باب القصة والرواية معا، فكان المحيط والمجتمع وكل من حوله هم المادة التي استقى منها موضوعات رواياته والتي انتقى شخصياتها بإتقان ويمكن أن تسمى واقعية.

وبّين الكتاب أن الرواية برأي حنا مينة جنس أدبي ثوري بامتياز وضعت الشعب على مسرح الحركة الأدبية العربية وكان هو النقطة أو المحور الذي دارت حوله الرواية العربية، فدخلت عوالم الأحياء الفقيرة ورصدت حركات الأفراد والطبقة الكادحة والفلاحين والمزارعين متجاوزة الشعر في ذلك.

ويحتوي الكتاب ملحقا لمؤلفات حنا مينة منها “الشراع والعاصفة” و”الثلج يأتي من النافذة” و” الياطر” و”حكاية بحار” و”الربيع والخريف” و”نهاية رجل شجاع” و “الولاعة” و”صراع امرأتين” و”بقايا صور” وغيرها الكثير.

يشار إلى أن الكتاب من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 55 صفحة من القطع الصغير وهو الإصدار الأول ضن سلسلة مبدعون المخصصة لليافعة.