دولي

استخبارات عالمية تعتبر الحدود التركية منطلق لإرهاب قادم إلى الغرب

أكدت صحيفة التايمز البريطانية في مقال نشرته اليوم أن آلاف الأوروبيين بينهم مئات البريطانيين تدفقوا خلال العامين الماضيين عبر الحدود التركية إلى سورية للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة هناك.

وجاء في المقال الذي أعده مايكل إيفانز وأنتوني لويد وتوم كوغلان تحت عنوان “الغرب يواجه خطرا إرهابيا من الحدود السورية” أن الحدود بين سورية وتركيا بات ينظر إليها من قبل أهم وكالات الاستخبارات في العالم على أنها مصدر للإرهاب قد يشكل منطلقا لهجوم قاتل قادم في الغرب.

ورأى معدو المقال أن تركيا بلد يسهل السفر منه وإليه إذ تحدث أحد الدبلوماسيين الغربيين عن تدفق لـ”الجهاد” عبر خطوط طيران “إيزي جيت” التي تعرف بأسعارها الزهيدة وأضافوا “إن مشكلة الإرهاب في سورية لم تعد مشكلة سورية فحسب إذ أن تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود التركية خلق خطرا داخليا في بريطانيا نفسها”.

وأضافت الصحيفة “إن الجهاد أضحى مهنة، لافتة إلى محاولات بريطانيا الحد من هذه الظاهرة خوفا من ارتداد الأمر عليها مع عودة من يبقى من هؤلاء المقاتلين على قيد الحياة إلى بلدانهم ليشنوا هجمات إرهابية هناك.

وبررت الصحيفة وجود عدد ضخم من الجواسيس التابعين لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي اَي إيه” والبريطانية “م اَي 6″ ونظيراتها الأوروبية على طول الحدود بين سورية وتركيا بالقول إن ذلك جاء خوفا من الخطر الذي يشكله هؤلاء المقاتلون الأجانب” على أمن الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا.

ويقر مسؤول بريطاني في مقابلة مع التايمز بان مستوى العمليات الاستخباراتية لمراقبة الحدود السورية مع تركيا وحجم تبادل المعلومات بين وكالات التجسس الغربية غير مسبوق.

وكانت صحيفة ميرور البريطانية نقلت أمس عن شيراز ماهر الباحث البارز في المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليدج بلندن كشفه أن ما يصل إلى ألفي أوروبي موجودون حاليا في سورية ويقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة بينهم ما يتراوح بين 200 و366 بريطانيا.

وقال ماهر الذي قاد فريق مراقبة تدفق “المقاتلين” الأجانب إلى سورية .. ان الزيادة الحادة في أعداد البريطانيين أو من بعض دول أوروبا الذين يذهبون “للقتال في سورية” على حد سواء أصبحت واضحة.

يشار إلى أن الإحصائيات كانت ذكرت أن العدد الغالب من هؤلاء الإرهابيين يحملون جنسيات أجنبية وقد حصلوا على تسهيلات أمنية من قبل حكومة رجب طيب أردوغان التركية ومن نظام آل سعود وحكام قطر وان الحكومات الغربية دفعت بهم إلى هذا المصير للتخلص منهم وكشف الخلايا الإرهابية النائمة لديها من خلال فتح المجال أمامها للذهاب إلى سورية عبر خطوط تسيطر عليها.

وتتنامى مخاوف الحكومات الغربية من عودة هؤلاء الإرهابيين المدربين على ارتكاب عمليات إرهابية إلى بلدانهم الأصلية حيث هددت رئيسة قسم مكافحة الإرهاب في النيابة العامة الملكية البريطانية المحامية سو هيمينغ البريطانيين الذين يسافرون إلى سورية للمشاركة بالقتال على أراضيها انه في حال عودتهم إلى بريطانيا فسيواجهون عقوبة السجن مدى الحياة.