جنيف 2.. فشــل أم ارتبــاك وتـأجيـل؟
في سويسرا .. جنيف .. منترو .. لك أن تحصد الجمال كله .. وتتقيأه في مؤتمرها ..!!
صبر جميل و بالله المستعان .. كان شعار الوفد الرسمي السوري ..
فمن قرار المشاركة إلى لحظات الوصول الأولى وتحمّل وجودهم تحت سقف واحد مع ممثلي الإجرام والإرهاب .. ومع من دمروا سورية وأرهبوا شعبها وأراقوا دمائهم وقطعوا رؤوسهم واقتلعوا أكبادهم ..
لحظاتٌ عصيبة تحتاج إلى صبر الأنبياء .. فلم تتوان الدولة السورية في الذهاب إلى جنيف رغم قناعتها بعدم جدواه وأنه ليس إلا خديعة العصر الإعلامية والغطاء الأممي والدولي لأبشع حربٍ تشهدها دولةٌ آمنة حتى بمعاييرهم للأمن والسلام، آملةً بكل فرصة مهما صغرت في إبعاد شبح الإرهاب والقتل عن شعبها والدمار عن صخرها.
جولاتٌ أممية وطروحاتٌ يومية .. والغاية إعلامية ..
لقد حضر وفد الإرهاب بدون سواطير .. وتركوا المهمة لمن هم على الأرض .. مجازرٌ ومجازر تسبق وتواكب كل الجولات واللقاءات كالعادة .. بندٌ وحيد تمسّكوا به وقفذوا فوق كل بنود جنيف 1 .. بند الهيئة الانتقالية .. لم يحملوا أجندة ولم يطرحوا أفكاراً .. لقد حملوا روبرت فورد في حقائبهم .. وحملهم على ظهره في الغرف المجاورة..
لم يعد هناك أقنعة.. فاللعب أصبح مكشوفاً .. وبدا واضحاً أن أمريكا ترتدي الحزام الناسف وتنتعل وفد الإئتلاف.. سياسةٌ مفضوحة وخجلٌ مفقود .. ومجتمعٌ دولي مزيف ولقيط ولا نعلم أصل التسمية ..!!؟؟
وسيطٌ أممي بلونٍ أخضر ولاُيبشر بالسلام .. و لونٌ على غير مسمى ..!!
كيف له أن يقبل بوفدٍ لا يمثل أحداً من السوريين ولا يشبههم حتى..!!؟؟ و كيف له أن ينصاع لرغباتهم ويطرح التوازي في مناقشة البنود؟؟ هل يراها بنوداً على الورق وحسب ..؟؟ أم يشعر بأنه وسيطٌ بمفهوم ساعي البريد ..؟
أين دوره وأين طروحاته وأين وأين ..؟؟ هل يقبل هو ومجتمعه الدولي ومنظمته الأممية أن يكون راعي المؤتمر مشاركاً بالحرب وداعماً ومخططاً وممولاً ومسلحاً للإرهابيين والقتلة..!!؟؟
لقد ولد المؤتمر ميتاً .. وليس إلا مضيعةً للوقت .. واستنزافاً سياسياً وإعلامياً للدولة السورية ..
إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تفشل المؤتمر وأن تحمّل المسؤولية للدولة السورية .. كي تخرج من مأزقها حتى عبر التهديد باللجوء ثانيةً الى الخيار العسكري .. فكلنا نلاحظ تذبذب سياستها حيال مؤتمر جنيف .. فمن رفضها له الى قبولها به الى مرواحة المكان .. والاّن الى الرغبة في إفشاله ..
يبدو أنها تترنح وتفقد كل تركيزها لما يتسببه لها فكر ودقة عمل الجيش العربي السوري .. لقد تيقّنت تماماً بأنه هو المحاور الرئيسي وغير المباشر .. وأصبحت تعرف دوره السياسي الدقيق .. لقد أفقدها عقلها ونصب لها الكمائن والأفخاخ السياسية على الأرض وحيث يقف بأقدامه الثابتة .. فلم تعد قادرة على المتابعة السياسية .. وجعلها في حالة ذهولٍ .. ولا تستطيع الإفصاح عن رغبتها في دعوة وزير الدفاع السوري إلى جنيف ..
وهاهي تكتشف جزءاً من أسباب الصمود .. إنها الشيفرة السورية .. “جنود الدبلوماسية السياسية .. ودبلوماسية الجيش ” .
ذهولٌ على فشل .. إنه عصر الاكتئاب السياسي الأمريكي .. ولا بد من تأجيل المؤتمر قبل أن ُيصاب أوباما بصدمة الأسد ..
لا يهولنّك تصريحاته عن احتفاظه بحقه في التدخل العسكري .. إنه عاجزٌ تماماً عن فعلها .. رغم التشجيع أو بالأحرى محاولة التوريط الفرنسي له ..
إن أوباما أعقل من أن يصدق أداته وألعوبته الأوروبية –هولاند – الذي ظن أن بإمكانه أن يصبح الحليف الأوروبي الأول ويحل محل بريطانيا.. مخطئ.. فغباء هولاند جعل من فرنسا البقرة التي لا تغادر المحلب طالما بقي في ضرعها قطرة حليبٍ واحدة.. فلا يزال الأمريكي يحتاجها في لبنان الساحة الدولية والمصيرية لأمن ووجود إسرائيل و للقضية الفلسطينية ومصير آل سعود و ممراً ومعبراً للإرهابيين نحو سورية.
لكن هيهات .. فالجيش العربي السوري هو صاحب القرار.. و هاهم يراوحون في المكان ويستهلكون الوقت وقد يؤجلون المؤتمر .. وعينهم على عملية القلمون ويبرود التي بدأت رغم التهديدات والضغط على سورية كي لا تقوم بها ..
لا بد لنا أن ننصح الإدارة الأمريكية.. إذ لم يعد مسموحاً لها بالتفرد بالقرار.. فالجيش العربي السوري هو المعيار.. فإما السير في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الحرب ومكافحة ومحاربة الإرهاب.. أو مواجهة الفشل والتخبط والهزيمة وسيكون عندها سايكس وبيكو أكبر الشامتين.
المهندس ميشـيل كلاغـاصـي