Warfiles: هذه حقيقة “قوة رأس الرمح” الأطلسية
تجري عمليات حشد أنواع جديدة من الأسلحة بالقرب من الحدود الروسية وتزداد وتقوى الحملة الإعلامية الشرسة ضد روسيا في دول الحلف وتجري فعليا عملية شيطنة روسيا في العالم. وقد حول حلف الناتو بعد عام 2014 القارة الأوروبية بكاملها إلى معسكر حربي موحد يشهد المناورات العسكرية الواحدة تلو الأخرى.
ويبدو واضحا حتى للإنسان العادي أن ما يجري ليس إلا عملية تحضير لنزاع مسلح، ولكي تتمكن “الخاصرة الشرقية” للناتو من صد ” العدوان الروسي” قرر حلف شمال الأطلسي إقامة بنية عسكرية تحت اسم ” Spearhead Force” (قوة رأس الرمح) وهي تتضمن قوات بحرية وجوية وبرية ووحدات المهمات الخاصة بعدد إجمالي يبلغ 30-40 ألف شخص مع مقرات قيادة في بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا.
ويزيد الناتو من حجم قوته في “الخاصرة الشرقية” عن طريق إرسال المزيد من السفن الحربية إلى البحرين الأسود والبلطيق.
ويجري بشكل مستمر تكوين ما يسمى بقوات ” المبادرة” التابعة للحلف وهي تضم حوالي 5 آلاف عسكري، وعليها أن تكون قادرة على الانتشار والعمل خلال 48 ساعة عند الأزمات.
ولكن هناك ملاحظة واحدة مهمة. ” رأس الرمح” المذكور، لا يبدو مريعا بتاتا ولا يعتبر بمثابة “ورقة جوكر” مخيفة بالمقارنة مع الترسانة الروسية المسلحة في مقاطعة كالينينغراد المحاذية لأوروبا.
أجل هناك مدينة روسية على شاطئ البلطيق تستطيع خلط وتشويش اتجاهات ” رماح الناتو” الموجهة ضد روسيا. وهذا أمر يعرفه جيدا جنرالات الحلف.
ونقلت صحيفة Financial Times عن أحدهم القول: “عند محاولة نشر قوات التدخل السريع التابعة للناتو شرق نهر أودر، ستتعرض للهزيمة حتى قبل أن تستعد للقتال”.
وقال جنرال آخر:” لدى روسيا مجمعات صاروخية للدفاع الجوي وضد السفن متمركزة على البر وفي البحر وتوجد طائرات حربية مقاتلة في كالينينغراد والمناطق الروسية القريبة. وهذه مشكلة ندركها جيدا ونأخذها بالاعتبار عند التخطيط”.
وبالفعل تملك روسيا 3 ألوية نخبة مجهزة بالكامل في المنطقة وتناوب أيضا في كونيغسبرغ مجمعات الدفاع الجوي الصاروخية الأفضل في العالم “إس-400″ (تريومف) ومجمعات الصواريخ البالستية من طراز ” اسكندر-م” .
سابقا كانت كالينينغراد تعتبر “حلقة ضعيفة” في استراتيجية روسيا الجديدة ولكن تم في الوقت الراهن تعزيزها بشكل كبير وهو ما يجعلها قادرة على جلب الضرر الكبير للخصم إذا تعرضت لأي اعتداء.
ومن نافل القول إن قيادة الناتو تدرك جيدا أنه في حال اندلاع النزاع المسلح مع روسيا، لن تنفع الحلف لا مجموعة التدخل السريع ولن تنقذ أي قطعات كانت، الدول الشرقية من أوروبا على الاقل من الضربة الروسية الماحقة.
ولكن من الواضح أن “رأس الرمح” ليست إلا بنية تشكلت من أجل تأجيج النزاع بين الناتو وروسيا وهي إلى حد ما عبارة عن استعراض للقوة القتالية التي يمكن للحلف نشرها واستخدامها في الاتجاه الضروري عند الحاجة.
ولكن المشكلة تكمن في روسيا ليست دولة ضعيفة بل تملك ترسانة قتالية ضخمة. وأي نزاع مسلح معها لن يكون إلا نزاع شامل وهو أمر يبدو واضحا إن الناتو غير مستعد له لا من الناحية الاقتصادية ولا من الناحية العسكرية.
وذلك يمكن القول إنهم لم يتمكنوا من شحذ رؤوس الرماح بالشكل الذي يسمح لها من اختراق فروة الدب الروسي.
البعث ميديا || وحدة الرصد